تساءل الدكتور باسم خفاجي رئيس حزب التغيير والمرشح الرئاسي السابق في تعليقه على جمعة "تطهير القضاء" اليوم ، "لماذا نتحول تدريجيا إلى نمط من سبقنا .. ألم يكن يحشد عمال المصانع في أتوبيسات لكي يظهر موقفا لا علاقة له بالشعب؟ ما الفارق اليوم؟" . وأضاف خفاجي في عدة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منذ قليل: "عندما يتم نقل المتظاهرين بعشرات الحافلات من مدن مختلفة فلا يمكن أن تكون تظاهرة شعبية .. ما قيمتها إذن وهي مخططة! وما قيمة المشاركة؟" ، موضحا: "هذه المبالغ التي تنفق لحشد البشر ونقلهم من مدن مختلفة إلى القاهرة لمظاهرة أدبية .. ألم يكن من الأفضل أن تنفق في تخفيف المعاناة للناس؟" . كما تساءل: "هل فعلا وسيلة التظاهر المرتب مسبقا والمدعوم ماليا .. هل هي وسيلة مؤثرة .. هل الحشد الممنهج يشير إلى موقف شعب أم إرادة سلطة؟" ، مضيفا: "غايات الجمعة نبيلة ولكن الوسيلة مصطنعة .. الوسيلة تنقص من شرف الغاية عندما تنحدر إلى الحشد البشري الممنهج .. المتظاهر دون قلب لا قيمة له" ، مضيفا: "ماذا لو تركنا الناس تنزل بإرادتها الحرة الكاملة دون توفير أتوبيسات أو ما أشبه .. هل سيرحبون أن نأخذهم من أهلهم يوم عطلتهم لنتظاهر بهم؟" ، مشيرا إلى أنها أسئلة حائرة حول ما الذي جرى لنا .. كيف نقلد من سبقنا .. كيف بنا نصنع موقفا متكلفا لا روح فيه .. هناك فساد بالقضاء ولكن لا نعالجه بوسيلة فاسدة أن تبرر لنفسك كل ما تفعل فقد تكون مجرما دون أن تدري .. قد تغتصب حقوق غيرك وأنت تبرر لنفسك .. قد تظلم وتفتري وتفسد وأنت منهمك .. تبرر!" ، مضيفا: "أن تهزأ بمن يلفت نظرك للخير ممكن أن تكسب ابتسامة سخرية واستهزاء .. ولكن يوما ما ستسقط أمام نفسك .. ما رفع الاستهزاء من قدر أحد أبدا" ، موضحا: "الشبهات غير الشهوات .. الشبهات يفلسفها العقل ليبرر الموبقات .. الشهوة يدرك القلب فسادها ولكن الضعف البشري يعجز أحيانا عن دفعها .. أحذرهما" ، مضيفا: "على مر التاريخ كذبت الشعوب المصلحين وهزأت بهم لأنهم رفضوا الاستسلام لواقع مريض .. لا تتحول إلى ترس في ماكينة صنع ظلم جديد .. لا تهزأ بهم .. كنت أنفق الساعات أحاول إقناع البعض أن الظلم ظلمات وأن تفليد نظام المخلوع جريمة .. اكتشفت أن العناد يعمي وبريق السلطة مبهر ولا زلت أحاول" ، موضحا: "يوما ما سنتلقى صفعة الإفاقة .. هذه سنة الله في خلقه .. مهما ظننت بنفسك من قوة ومن قيمة .. ستأتي لحظة مواجهة مع النفس .. لا ترسب في تلك اللحظة .. يوما ما ستذهب عنك السلطة كما ذهبت عن غيرك .. ماذا سيبقى .. هل سيحترمك الناس وقد زالت الدنيا أم ستذهب إلى صفائح قمامة تجمع من غرتهم السلطة .. وأنت تهزأ بمن يخالفك ، توقع أن ابنك أو زوجك أو أخاك أو والدك ممتعض مما تفعل .. ما هكذا تربينا في وطننا .. قد يسكتون أدبا معك ولكنك تهوي .. لا تقولوا أنها تظاهرة شعبية .. قولوا أنها إظهار للقوة .. قولوا أننا نحشد انصارنا ليعرف العالم قوتنا .. قولوا ما شئتم ولكن لا تغيروا الحقيقة" . وأضاف: "يريدونك مشجعا فقط لأحلامهم ورؤاهم .. لا يريدون لك حلما خاصا بك .. يريدونك ضمن القطيع .. يريدونك إمعة .. وقد نهاهم خير البشر عن ثقافة الإمعة .. لو سكتنا سيأتي اليوم الذي ستعاتبوننا أننا لم ننهكم عن الظلم وعن تغيير الحقائق .. سيأتي اليوم الذي ينكشف فيه كل زيف .. فكر في موقفك يومها" .