التربية فن من أعظم الفنون.. حتى نجيده علينا أن نقرأ ونعي.. ثم نطبق ونثابر وألا نتوقف عن المحاولة. فبناء بيت أو شركة أو مصنع قد يستغرق وقت معين ، ولكن بناء الإنسان وتربيته يحتاج أحيانا إلى العمر كله من جهد طويل وصبر لانه يمثل التطور البشري الحاضر والمستقبل وتقدم الباحثة التربوية إيمان عبدالمعاطي بعض المقترحات عن توطيد العلاقة بين الوالدين و المراهق : - اقرأ عن مرحلة المراهقة حتى تفهم احتياجات ابنك المراهق بصورة علمية كي تستطيع تقدير موقفه، فإذا قرأت وقدرت سترسل له رسالة أنك تفهم المتاهات التي يعيشها في دائرته المفرغة، وسييشعر وقتها أنك تهتم به وتسانده ولست ضده. -هيىء ابنك قبل أن يبدأ تلك المرحلة لما سيحدث له من تغيرات نفسية وجسدية حتى يكون مؤهلا لتخطي تلك المرحلة بآمان ووعي لما يطرأ عليه من تغييرات. - قدم لابنك قدوة حسنة في السلوك والتفكير من خلال تناولك لأي مشكلة يتعرض لها بالحكمة والهدوء والصبر، فردود أفعالك أكبر مدرسة ينشا فيها أبنائك. - استخدم الحزم ولا تستخدم القسوة، "وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" فأحيانا نقسو عليهم دون أن نشعر من خلال ملامح وجوهنا أو ردود أفعالنا الغاضبة حيالهم، وهذا يعد خطأ تربويا كبيرا، والحل أن تضع إطارا من القواعد والضوابط التي تحكم الأمور العامة بينكما والتي يرتضيها ابنك بعد مناقشته والحوار معه . - عليك أن تتقبل إمكانات ابنك وقدراته وتحترمها، حتى يبادلك الفعل ويحترم هو أيضا إمكاناتك وما تقدر عليه تجاهه.. وإلا ستكون العلاقة بينكما عبارة عن حرب تعجيزية لا تنتهي. -اجعل الحوار البناء سيد العلاقة، فلا تظن أن لغة الأوامر والنواهي تؤتي ثمارها، بل سيشعر ابنك بعدم تقدير الذات، ولا تستهزأ به أو تشتكي من أفعاله أمام الآخرين.. فمثل تلك الأفعال تبني السدود بينكم، وترسخ في ذكرياتهم. - ابتعد عن مناقشة ابنك وقت غضبه، لأن انفعالات المراهق انفعالات حادة، وتجعله غير قابل على استقبال أي نقاش أو اقتراح أو نصيحة. - الصداقة هي مفتاح العلاقة بيننا وبين أبنائنا، وهي حل تربوي نصت عليه الدراسات التربوية والشرائع السماوية أيضا، فيشعر الابن أن والديه هما الأقرب إليه من أي صديق، وأنهما يريدان مصلحته في المقام الأول. - امنح ابنك خصوصيته كأن تعطيه مصروفه بشكل شهري بدلا من إعطائه بشكل يومي فهو كائن إنساني وصل لمرحلة زمنية تحتاج للشعور بالاستقلالية والانتماء الاجتماعي معاً، والانتماء لن يتحقق عند المراهق إلا من خلال الاهتمام الإيجابي من قبل الوالدين بحقوقه وإنسانيته. - وكل إليه المسؤوليات، واعتمد عليه وشاركه في أي قرار أسري ليشعر بذلك أنه سندك في الحياة، وأن له فائدة وعليه دور، وكلما جعلته يشعر بمدى ثقتك فيه سيعمل جاهدا على أن يكون بحجم تلك الثقة، وستزرع بداخله القدرة على محاسبة النفس على أي تقصير قد يقوم به.