الآية :"لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" [المائدة:93]. * اِلْفَهْمُ اِلْخَاطِيء : أورد السيوطي في ( الدُّرِ المنثور) أن ناساً شربوا الخمر بالشام فقال لهم الوالي : شربتم الخمر؟ قالوا : نعم ، واستدلوا بآية المائدة السابقة.. ف كتب فيهم إلى عمر – رضي الله عنه - ، ف كتب عمر إليه : إن أتاك كتابي هذا نهاراً فلا تُنْظِرْ بهم إلى الليل وإن أتاك ليلاً فلا تُنْظِرْ بهم إلى النهار حتى تبعث إليَّ لا يفتنون عباد الله. فلما قدموا على عمر – رضي الله عنه – سألهم : هل شربتم الخمر ؟ قالوا : نعم ، فقرأ عليهم : " إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ "[المائدة:90]، فقالوا: اقرأ الآية التي بعدها " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ".[ المائدة : 93 ]. * اِلْفَهْمُ اَلصَّحِيحُ : فأوضح لهم عمر – رضي الله عنه – أنه لمَّا حرم الله الخمر ذهب بعض الصحابة للنبي – صلى الله عليه وسلم – وقالوا : كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر ؟ فنزلت الآية ، فهي تنفي الإثم والجناح عن الذين كانوا يشربون الخمر وماتوا قبل تحريمها ، وليس الذين يشربون الخمر بعد التحريم .. ثم جلدهم ثمانين.