كان هناك أرنباً مغرورا يعيش في الغابة وكان يفتخر دائماً بأنه الأسرع ولا أحد يستطيع أن يتغلب عليه وفي يوم من الأيام شاهد السلحفاة المسكينة تمشيء ببطء شديد وراح يستهزأ بها ويقول لها أنك مسكينة بطيئة جدا جدا . فقالت له السلحفاة: ما رأيك أن نتسابق أنا وأنت وسوف نرى من سيفوز؟!! وذهب الأرنب والسلحفاة وبدأ السباق والأرنب المغرور يقول : لن تغلبني هذه البطيئة ؟!! الأرنب المغرور توقف بعد أن قطع مسافة طويلة متقدما على السلحفاة ثم انتابه شعور بالتباهي قائلا لنفسه أنه يمكنه أن يستريح قليلا حتى ما إذا اقتربت السلحفاة من منتصف السباق هرع مسرعا إلى نهاية السباق كنوع من الاستهزاء والسخرية واذلالا لهذه السلحفاة . لكن السلحفاة تابعت المشي ولم تتوقف أبدا ، وأخذ النعاس يداعب جفون الأرنب وارتخت عيناه .. ثم غلبه النوم وراح فى سبات عميق .. ووصلت السلحفاة لخط النهاية بفضل إصرارها ومثابرتها والأرنب المغرور في نومه العميق ..وعندما استيقظ لم يصدق نفسه وظل يهذي حتى أصابه مس من الجنون . فالغرور هو أن ترى فى نفسك ما لا يستطيع الآخرون رؤيته وقد قال برتراند راسل أن الغرور هو المخدر الذي يسكن الام الغباء ، الغرور والاعجاب بالنفس حالة مرضية تعتري الانسان بسبب الشعور بالتفوّق على الآخرين، والاعتداد بما عنده من :قوة، أو مال، أو جمال، أو سلطة، أو موقع اجتماعي، أو مستوى علمي. وتلك الظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الانسان، ويقوده الىالمهالك، ويورطه في مواقف، قد تنتهي به الى مأساة مفجعة.