ألتراس (Ultras) هي كلمة لاتينية تعني الشئ الفائق أو الزائد، وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها وتتواجد بشكل أكبر بين محبي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية وحديثا في دول شمال إفريقيا. ويرجع أول فرقة ألتراس تم تكوينها عام 1940 بالبرازيل وعرفت باسم "توركيدا"، ثم انتقلت الظاهرة إلى أوروبا وبالضبط إلى يوغوسلافيا ثم كرواتيا وبالتحديد جمهور "هاجدوك سبيلت" الذي كان أول من أدخل هذا النوع. وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية أو "الشماريخ" وأيضا القيام بالغناء وترديد الهتافات الحماسية لدعم فرقهم ، كما يقومون بتوجيه الرسائل إلى اللاعبين ، وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة في المباريات الهامة، وكل ذلك يضفي بهجة وحماس على المباريات الرياضية وخاصة في كرة القدم . ولكن في بعض الأوقات يتحول جمال الألتراس إلى كابوس ، فيقوم بعض هؤلاء بأعمال عنف وشغب في حال خسارة فريقهم أمام الفريق المنافس، خصاة عندما يكون اللعب على لقب بطولة ، أو عن طريق خطأ حكم مثلاً. واختلف حال الألتراس في مصر قبل الثورة وتعرضت هذه المجموعات لعنف غير مبرر من وزارة الداخلية وكانت تضرب بيد من حديد مع بعضهم خاصة في أوقات أعمال الشغب . وحدثت في مصر خلال السنوات القليلة الماضية حوادث شغب للألتراس من تكسير وتحطيم الاستادات وإلقائها في الملعب بجانب إلقاء الزجاجات والشماريخ والألعاب النارية خلال مباراة فريقهم بالإضافة لتحطية الحافلة التي تقل الفريق المنافس ، والأكثر من ذلك هو مشاركة روابط الألتراس المختلفة في أحداث الورة المصرية ، حيث كان لهم دورا كبيرا في نجاح الثورة من خلال وقوفهم بجانب المتظاهرين ضد النظام. وبمصر عدد كبير من مشجعي الأندية مثل ألتراس أهلاوي "النادي الأهلي" والوايت نايتس "الزمالك" والجرين إيجلز "المصري البورسعيدي" والجرين مايجك "الاتحاد السكندري" ويللو دراجون "الإسماعيلي" وغيرها من مجموعات الألتراس، ويعتبر أكثر الألتراس عددا هوا ألتراس أهلاوي ثم ألتراس الزمالك فالمصري البورسعيدي الذي يعرف ب "الجرين إيجلز"، الذي بدأ منذ فترة ليست بكثيرة في التشجيع اللامحدود للفريق المنتمي لمحافظة بورسعيد. ويتعبر "الجرين إيجلز" من أكثر روابط المشجعين نشاطا في مصر حيث كان له الفضل الأكبر في تحقيق المصري البورسعيدي لكثير من النتائج الإيجابية وتحقيق الفوز خاصة على أرض استاد بورسعيد ، كما أن ألتراس المصري صاحب لمسات ودخلات فنية أكثر من رائعة خلال جميع مباريات الفريق ببطولة الدوري ، كما أنه يتنقل مع الفريق في جميع محافظات مصر لتشجيع فريقهم المفضل. وخلال الأيام القليلة الماضية قام ألتراس جرين إيجلز وخاصة قبل موعد النطق بالحكم في قضية مذبحة بورسعيد الشهيرة التي راح ضحيتها 72 مشجعا للنادي الأهلي في الأول من فبراير الماضي، بالاعتصام أمام سجن بورسعيد العمومي في محاولة منهم لمنع ترحيل المتهمين في القضية إلى القاهرة نظرا لسماع الحكم الصادر ضدهم، وحدثت اشتباكات كثيرة مع قوات الأمن المكلفة بتأمين السجن، مما أدى إلى عدم ترحيل المتهمين إلى محكمة بورسعيد التي تنعقد جلساتها بمقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، لينطق القاضي الحكم بإحالة أوراق 21 متهما من ال 74 إلى فضيلة مفتي الجمهورية. وفور إصدار الحكم لما تهدأ محافظة بورسعيد، وكان لألتراس مصراوي رد فعل عنيف تجاه سجن بورسعيد العمومي في محاولة منهم بجانب أهالي المتهمين إلى تهريب المساجين، لكن نجحت قوات الأمن في إحباط مخططهم ليخلف الحادث أكثر من 30 قتيلاً. صحيح أن للألتراس دوراً كبيراً في مساندة الفريق والظهور بشكل جمالي وتشجيع طوال المباراة، لكن يجب أن يظل هذا التشويق داخل الملعب وبالإضافة لعدم اللجوء للعنف تحت أي ظروف والتحلي بالروح الرياضية وتقبل الهزيمة.