في العالم العربي كل شيء هو "ثورة" وكل شيء لا يمكن أن يتحقق إلا ب "ثورة"! فما هذه "الثورية" المفرطة! لذا أتمنى من الشبان العرب المفتونين بلفظة "ثورة" Revolution أن يرجعوا إلى القواميس والمعاجم كي يعرفوا، بدقة، معنى اللفظة من النواحي الاجتماعية والسياسية والتاريخية، ففي يوم ال 14 من يوليو حدثت ثورة بباريس عند سجن الباستيل في فرنسا؛ وفي شهر أكتوبر أعلن البلاشفة ثورة شيوعية في روسيا. وفي القرن التاسع عشر أحدث العلماء والمهندسون والمفكرون "ثورة صناعية" بين مانشستر ولندن. هذه جميعًا ثورات حقة، أي أنها لم تكن مزيفة، لأنها لم تقلب دواليب تلك المجتمعات رأسًا على عقب فحسب، بل لأنها قلبت أحوال العالم بأسره رأسًا على عقب كذلك. ربما يمكن أن نتتبع التوظيف المبتذل للفظة "ثورة" اليوم في عالمنا العربي المفعم بالثورات إلى ما فعله الضباط الانقلابيون الذين قفزوا من دباباتهم ومن عجلاتهم المدولبة إلى دور الإذاعة لإعلان ثوراتهم. http://www.alwatan.com/dailyhtml/opinion.html#4