نعم، عاصر ليمون وأفتخر، لأن عصر الليمون ليس منهجا عشوائيا «عياليا» كما زعم البعض، بل هو قدر يواجهه الجميع في كل الديمقراطيات عندما تجبرهم تعقيدات الواقع الوغد على الذهاب إلى صناديق الانتخابات ليختاروا بين سيئ وأسوأ، فيفعلون ذلك دون أن يروا فيه عشوائية أو مخاصمة للتفكير العلمي أو خيانة للإنحياز الثوري المبدئي، خذ عندك على سبيل المثال لا الحصر رجلا مثل المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي وهو واحد من أعظم أصحاب العقول النقدية في العالم، يمكن أن تبحث عنه في (جوجل) لتتعرف على مواقفه النقدية المعارضة لكل ساسة أمريكا وآخرهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لكنه قال في حوار مع المذيع المتميز يسري فودة ستجده على اليوتيوب أنه برغم معارضته لأوباما سينتخبه لأن انتخاب منافسه ميت رومني سيكون قرارا خاطئا ربما يؤدي إلى تدمير أمريكا بل وربما العالم. نعم، عاصر ليمون وأفتخر، فليس عيبا أن تعصر الليمون مضطرا ذات مرة، العيب بل والعار كل العار أن يواصل من يطرحون أنفسهم كبدائل ثورية أفعالهم الخاطئة التي تدفعك كمواطن إلى عصر الليمون كل مرة. http://www.alarabiya.net/views/2013/01/02/258207.html