* "الصورة النمطية": تصور ذهني معين عن شيء ما، ماديٍّ أو معنوي، يتم تعميمه على كل أجزاء/ مكونات/ أفراد هذا الشيء * وآليات تكوين وإنتاج ونشر "الصورة النمطية" كثيرة، من أهمها : 1- مختَلَف أدوات الثقافة الشعبية : الأمثال – القصص – السِّيَر – الأساطير .. إلخ 2- مختلف الأدوات الإعلامية : صحافة – إذاعة – تلفاز – إنترنت – كتب (بمختلف أشكالها وأنواعها) 3- التجارب الشخصية الواقعية الحياتية 4- الخطاب السياسي الحكومي الرسمي (وتزيد ضراوة تأثيره في البلاد الاستبدادية والفاشية) 5- مضمون المناهج التعليمية بمختلف أشكالها وأنواعها وموادها ومستوياتها (وتزيد ضراوة تأثيره في البلاد الاستبدادية والفاشية) * وخصائصها تكمن في الآتي : 1- التبسيط الاختزالي وفي ذلك تجاهل لتركيبية الإنسان والواقع والأحداث والأسباب وهذا يستوجب عمقاً أكبر في التحليل 2- التعميم الكاسح وفي ذلك تجاهل للتنوع والاختلاف والفروق، دون اعتبار - مثلاً- لِمَا بين الأفراد من فروق فردية وسمات شخصية خاصة وهذا يستوجب مراعاة التمايزات 3- التصلب؛ أي رفض تغيير هذا التصور الذهني لاحتوائه - في ذهن حامل الصورة النمطية- على أحكام قِيَمية (أُلصِقَت بالشيء محل الصورة النمطية)، مشحونةٍ بمشاعر ذاتية وعواطف شخصية (تكونت وترسبت وترسخت عبر الزمن) وفي ذلك تجاهل لحقيقة الصيرورة/ التغير/ التجدد التي تتميز بها الجماعات والمجتمعات البشرية، وهذا يستوجب مراجعة الصورة النمطية كل فترة (حتى ولو كان قد تم تكوينها بصورة منهجية صحيحة) * وبناءً عليه، فالصورة النمطية : "قولبة" تقود إلى "الجمود" الذي يؤدي إلى "التعصب" .. عبر متتاليتنا : "قولبة فجمود فتعصب" ؛ وفي القولبة : اختزالٌ (وفي الاختزال : جهلٌ، وفهمٌ أعورٌ منقوص) يؤدي إلى سوء التعامل مع الظاهرة/ الأمر/ الشيء وفي الجمود : تكلسٌ يؤدي إلى السقوط في "جُب الأوهام"؛ بتكرار سوء التعامل مع الظاهرة/ الأمر/ الشيء، ومن ثم : استفحال أمرها وتفاقم مشكلاتها، وهذا بدوره يؤدي إلى السلبية تجاهها؛ بإعلان العجز عن مواجهتها - بلسان المقال حيناً، وبلسان الحال في أكثر الأحايين- وفي التعصب : تمركزٌ حول الذات، ونفيٌ للآخَر، وسقوطٌ في "جُب الأنا والذاتية والفردية" .. ومن ثم : استحكام حلقات المشكلة حول الرقبة. والله أعلى وأعلم. ----------------------------------- د. يحيى رضا جاد طبيب بشري وكاتب وباحث مصري مستقل فكرياً وسياسياً، (المقالٌ نشر بمجلة حراء التركية والصادرة باللغة العربية في القاهرة)