حقق الكيان الصهيوني من خلال شن حملة عسكرية على قطاع غزة عدة مكتسبات استراتيجية قد تساعدها في الوصول إلى هدفها الأسمى وهو الاستئثار بالسلاح النووي والأسلحة المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط!. فمنذ عده أعوام، تباهت الدولة العبرية بامتلاكها تكنولوجيا القبة الحديدية القادرة على صد أي اعتداء خارجي، والتساؤل هنا هو هل فشلت هذه القبة التي ابتكرتها ونفذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في أول اختبار لها في صد صواريخ حماس التي انهالت على العديد من المدن الصهيونية حتى وصلت إلى تل أبيب؟، ولماذا هذا الهدوء الرهيب لمعظم المسؤولين الصهاينة وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي صرح اليوم لصحيفة فرنسية بأن بلاده تمد يدها للسلام وعلى استعداد للدخول في هدنة طويلة الأجل مع حماس؟. فإذا تناولنا حرب غزة الحالية بالتحليل والتدقيق، يتبادر فى أذهاننا للتو أن هناك شيئاً ما خفي وراء هذه الحرب؛ فعملية الرصاص المصبوب على غزة في 2008 بدأت بحجة أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، إذ تسعى تل أبيب دائماً إلى إيجاد دائماً ذريعة أو حجة تقوم على إثرها باستغلالها إعلاميا وشعبيا وتبدأ بعدها بشن حملتها العسكرية، أما هذه المرة لم يقم الصهاينة بهذا الأمر بل تعمدوا الدخول فى مواجهة مسلحة مع حماس من خلال اغتيال قائدها العسكري أحمد الجعبري وبدأت هى الحرب لعدة أسباب: أولاً: استنزاف ومعرفة مدى حجم الأسلحة التى تحصلت عليها حماس بعد فتح معبر رفح وازدياد حجم التهريب عبر الأنفاق خلال عهد مصر الثورة. ثانياً: الحصول على دعم وتعاطف المجتمع الدولي، لاسيما القيادة الأمريكية إذا ما قامت تل أبيب بشن ضربة جوية على إيران لإجهاض برنامجها النووى وتعزيز تربعها على العرش النووى فى الشرق الأوسط. إذ كانت تحتاج القيادة الصهيونية وجود درس عملى يثبت للغرب تعرضها لمخاطر تهدد وجودها حتى من أقرب جيرانها وهى قطاع غزة. ومن ثم سيكون الرئيس أوباما الذي أخذ على نفسه عهداً بالدفاع عن أمن إسرائيل، مضطراً لدعم حليفته الرئيسية فى المنطقة والانسياق وراءها في أي مواجهة عسكرية قد تدخلها فى المستقبل. ثالثاً: تحييد حركة حماس خلال الجبهة التى قد تفتحها مع إيران ولعل الدليل على ذلك هو الاتصالات المستمرة للقادة الصهاينة من أجل توسط مصر فى هدنة طويلة الأجل مع حماس قد تزيد على 10 أعوام بعد استنفاذ معظم قدراتها العسكرية خلال هذه المواجهة الأخيرة. رابعاً: معرفة حجم رد الفعل المصري تحت قيادة أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 يناير، أي قياس حجم الغضب الرسمي والشعبي جراء شن عملية عسكرية على قطاع غزة وأثر هذه العملية على منحنى العلاقات بين تل أبيب والقاهرة. خامساً: زيادة المعونة العسكرية الأمريكية إلى الكيان الصهيونى بعد محاولات البيت الأبيض عدم زيادتها بسبب الركود والمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الولاياتالمتحدة.