شنت طائرات الاحتلال الصهيوني غارة فجر الأربعاء، على مدينة غزة ما تسبب باشتعال النيران في مستودع أخشاب وبلاستيك وإلحاق أضرار بالعديد من المنازل، وذلك في خرق علني لاتفاق التهدئة المعلن بوساطة مصرية. وقال مصدر أمني فلسطيني: "طائرة حربية صهيونية أطلقت صاروخين تجاه أرض خالية في شارع النفق غرب غزة، ما ألحق دماراً كبيراً بعدد من المنازل وتسبب بإشعال النيران في مستودع حيث عملت طواقم الدفاع المدني على إخماد اللهيب على مدار ساعتين". وقال الدفاع المدني في غزة إن 8 مراكز إطفاء شاركت بإخماد النيران الهائلة التي امتدت لعدد من المنازل بعد أن لحقت بمعرض ومخزن للبلاستيك والألمونيوم والخيزران جراء نيران القصف الصهيوني، وتمكنت من السيطرة عليها ومحاصرتها في غضون الساعتين والنصف، من دون وقوع إصابات. وأعلن جيش الاحتلال الصهيوني أن طائرات سلاح الجو أغارت على أهداف تخريبية في شمال قطاع غزة حيث تم رصد إصابة الأهداف بدقة. وذكر ناطق عسكري أن الغارة جاءت ردًا على سقوط صاروخ غراد في وقت سابق "قبيل منتصف الليل" في بلدة نتيفوت بالنقب الغربي، ما أسفر عن إصابة شخص بشكل طفيف جداً، وإصابة 20 آخرين بالهلع!. وكانت عدة قذائف أخرى أطلقت قبل ذلك باتجاه النقب الغربي ومحيط أشكلون من دون وقوع إصابات أو أضرار. على جانب أخر أعلنت وزارة الدفاع الصهيونية أن طائراتها وجهت فجر الأربعاء ضربات لموقعين قالت إن فيهما "نشاطات إرهابية." وقال بيان للوزارة إن الطائرات حققت "إصابات مباشرة،" مضيفاً أن الغارة جاءت رداً على ضربات صاروخية وجهت نحو الأراضي الصهيونية في اليوم السابق. وأضاف البيان: "الجيش الصهيوني لن يتسامح مع أي محاولة لإلحاق الأذى بالمدنيين الصهيونيين أو بجنوده، وسيواصل العمل بتصميم وفي أي وقت ضد الذين يستخدمون الإرهاب ضد دولة الكيان الصهيوني.. إن منظمة حماس الإرهابية هي المسئول الوحيد عن النشاطات الإرهابية التي تأتي من قطاع غزة." وفي قطاع غزة أشارالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلّح، مساء الثلاثاء إلى إن التوصل إلى تهدئة مع الكيان الصهيوني "انتصار للمقاومة الفلسطينية،" مشيرًا إلى أن تل أبيب "أُجبرت لأول مرة" على توقيع تهدئة تكفل عدم تنفيذ أي عمليات اغتيال. أما رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، فزار بعض المصابين جراء تصعيد الأيام الماضية، ودعا واشنطن إلى "الكف عن استنكار حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه" وطالب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بزيارة غزة "والاطلاع على حجم جرائم الاحتلال،" على حد تعبيره. وكان التصعيد المتبادل خلال الأيام الماضية قد أدى إلى مقتل 25 شخصاً في قطاع غزة، إلى جانب جرح قرابة 90، وفقاً للتقديرات الفلسطينية، بينما سقط عدد من الجرحى في الجانب الصهيوني، ونزل مئات الآلاف إلى الملاجئ في مناطق جنوبية خشية سقوط الصواريخ. وقد أكد الجيش الصهيوني الثلاثاء التزامه "الهدوء" في قطاع غزة، طالما التزمت التنظيمات الفلسطينية باتفاق "التهدئة"، وحذر المتحدث باسم جيش "الاحتلال"، الميجور أفيحاي أدرعي، من أن "الضربات الصهيونية ستتجدد بشكل أعنف"، إذا ما استؤنفت عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع الفلسطيني." ونقلت الإذاعة الصهيونية عن أدرعي قوله إن العملية التي قام بها الكيان الصهيوني هذا الأسبوع، وحيث تمت تصفية زهير القيسي، أمين عام لجان المقاومة الشعبية، حالت دون وقوع "عملية إرهابية كبيرة"، كان من شأنها أن تؤثر سلباً بشكل خطير، على الأوضاع في الحدود الصهيونية المصرية. وكان الناطق باسم الجيش الصهيوني، عاموس جلعاد، قد ذكر في وقت سابق الثلاثاء، أن اتفاق التهدئة، لم ينص على وقف عمليات استهداف المسلحين داخل القطاع، وذلك بخلاف الشروط الفلسطينية المعلنة. كما أعلنت سلطات الاحتلال الصهيونية أن الدراسة ستُستأنف اليوم في جميع المؤسسات التعليمية في جنوب الكيان الصهيوني بعد أن تعطلت جراء التوتر الحاصل في المنطقة. وكانت مصر قد أكدت التوصل إلى اتفاق هدنة بين الكيان الصهيوني والفصائل الفلسطينية دخل حيز التنفيذ فجر الثلاثاء، إلا أنه شهد بعض الخروقات.