احتشد آلاف المواطنين الكويتيين أمام قصر العدل وتحركوا باتجاه مقر مجلس الوزراء الكويتي يرددون هتاف"الله واحد ونرفض نرفض الصوت الواحد" ، إلا أن الاستخدام المفرط للقوة اضطر الجموع إلى التوجه بالمسيرة إلى قلب المدينة ، ثم اتجهت مسيرة أخرى كبيرة من أمام المسجد الكبير واتجهت ناحية قصر السيف. يتضح جليا من خلال الصور التي ينشرها نشطاء كويتيون عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" أن حملة الاعتقالات على أشدها بين صفوف المتظاهرين الأمر الذي ألجأهم إلى دخول برج التحرير للتحصن به ضد بطش القوات الخاصة التي تستخدم أساليب قمعية من قنابل مسيلة للدموع وقنابل صوتية وتهديد بالهراوات رغم إعلان منظمي المسيرة عن سلميتها وتشديدها على عدم الاحتكاك مع رجال الأمن . وفي حين تم اعتقال النائب السابق وليد الطبطبائي فقد صدرت مذكرة ضبط وإحضاء للنائب السابق مسلم البراك لكنه ما زال في قلب المسيرة ، وبينما حاول البراك التوجه بالمسيرة إلى أبراج الكويت ، حالت قوات الأمن دون ذلك مدعومة بطائرة هليكوبتر تحلق فوق المسيرة لتحديد مسارها بدقة ، وإعطاء التعليمات الكفيلة بتفريقها. وقد تعرض عدد من المشاركين في المسيرة لإصابات بعضها خطيرة منهم الناشط السياسي خالد النيف ، وتم نقل العديد منهم إلى المستشفى ، بينما تناقلت وسائل إعلام أنباء عن تعرض نساء للضرب . واستنكر الشيخ الدكتور محمد الطبطبائي بشدة تعرض المواطنين للضرب بلا رحمة من رجال الأمن ، وقال النائب السابق أحمد مطيع العازمي إن حملة الاعتقالات تجافي احترام الرأي الآخر وحسن التعامل حين الاختلاف. وألقى رجال الشرطة القنابل الصوتية عند نقاط التجمعات بهدف تفرقتهم بعد ساحة البلدية عند نقطة التجمع بقصر نايف وانتقل الأغلبية الآن من المسيرة الثانية والرابعة إلى الساحة المقابلة لبرج التحرير تسمى بساحة العدل. كما أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على المتجمعين بحديقة البلدية ، إضافة إلى ذلك فضت قوات الأمن عند دوار الساعة تجمعا بعد حدوث بعض الاحتكاكات. وأكد الشيخ نواف الضيط شيخ قبيلة عتيبة المشاركة الليلة مع أبناء القبيلة ، وقال : "سنشارك الليلة في مسيرة كرامة وطن وأبناء قبيلة عتيبة مع الشعب وسنرفع شعار الحرية والكرامة وإنقاذ وطن وشعب وليعلموا أن الأمة إذا أرادت حقوقها فلن ترد ولا أحد يستطيع إيقافها". من جهته دعا الشيخ محمد بن ذعذاع الرويضان السهلي أبناء القبيلة لمقاطعة الإنتخابات القادمة ترشحاً وتصويتاً والتعبير عن رفضهم بالطرق السلمية. وساعة بعد ساعة ، تزداد التعبئة الشعبية والإعلامية حجما لمسيرة "كرامة وطن" وقد أطلق مغردون على تويتر "هاشتاق" يحمل اسم هذه المسيرة ، شارك فيه مئات المواطنين منذ اللحظة التي أعلن فيها مجلس الوزراء عن موعد الانتخابات المقبلة في الأول من ديسبمر بنظام الصوت الواحد والدوائر الخمس. سياسيون ، ونشطاء ، ودعاة ، وطلاب وطالبات تفاعلوا بكثافة مع الحملة التويترية ، معلنين عن حضورهم واشتراكهم في المسيرة التي انطلقت مساء اليوم من ثلاثة أماكن وتتحرك لتلتقي عند الساحة المقابلة لمجلس الوزراء ، (ساحة التغيير). وفي مقابل اتساع نطاق المشاركة في هذه المسيرة فإن حملة مقاطعة الانتخابات (ترشيحاً وتصويتاً) تزداد حجماً هي الأخرى ، فعلى مدى اليوم الماضي جاءت المواقف من تلك الانتخابات واضحة ومعلنة وصريحة ، ورافضة لما أسمته (العبث) بالنظام الانتخابي ، وقد أبرزت هذه المواقف الرأي الشعبي العام المتفق على رفض التغيير القسري. ولم يقتصر الإعلان الصريح للمقاطعة على فئة بعينها ، بل شملت كل شرائح المجمتع ، في مشهد يعيد إلى الذاكرة التحركات الشعبية المضادة لحل مجلس عام 1986 وتعليق العمل بالدستور ثم بعد ذلك إنشاء ما سمي بالمجلس الوطني عام 1990. يبدأ التجمع الساعة السابعة والنصف مساء اليوم عند ثلاثة أماكن في ثلاث مناطق مختلفة ، على أن يبدأ التحرك بعد ذلك بساعة باتجاه مجلس الوزراء ، في وقت حذرت وزارة الداخلية من تنظيم "أي مسيرة لا تحمل ترخيصاً" مهددة بالتعامل معها بقوة ، حسب بيان لها أمس.