قال الكاتب الصحفي وائل قنديل اليوم الخميس في مقال له بعنوان " بطة الانقلاب التى لا تطير" أنه لا ينبغي النظر إلى تصريحات النائبين الأمريكيين جون ماكين ولينزى جراهام باعتبارها انتصارا لفصيل سياسي بمصر على حساب آخر. كما لفت إلى ضرورة عدم المبالغة في الاحتفال بها كأنها الغوث القادم من واشنطن، خصوصا أنها جاءت على طريقة «أنا لست مع الانقلاب، لكنى أحترمه»، فضلا عن أن عملية الانقلاب لم تكن لتتم لو لم يكن هناك ذلك الرضا الأمريكي، جهرا أم صمتا. وأضاف قنديل:إن كل ما فعله ماكين وجراهام أنهما عرفا الماء بعد الجهد بالماء، وعرفا البطة بالبطة، ومن ثم فكلامهما إقرار لحقيقة علمية ناصعة يعرفها كل مبتدئ في السياسة، وهى أنه عندما تمتد يد عسكرية لتقتنص سلطة من رئيس منتخب عبر آلية ديمقراطية، ثم تمنحها لمن ترضى عنه، فإننا نكون بصدد انقلاب، حتى لو لم تسمع خلاله جنازير المدرعات تنهش فى أسفلت المدينة، أو أزيز الطائرات يحطم زجاج نوافذ البيوت. وزاد بقوله:ما قاله النائبان الجمهوريان لم يخرج عن كونه رفضا للانقلاب كمبدأ مع القبول بنتائجه، وهما بذلك لم يبتعدا عن موقف إدارة باراك أوباما «الديمقراطية» التي تصنعت الجهل أو «اللا إدارية» أمام انقلاب 30 يونيو، الذي يبدو أنه يوافق هواها وينزل بردا وسلاما على حليفتها إسرائيل. ولفت إلى انه يمكن اعتبار ما ورد على لسان ماكين وجراهام تعبير عن رؤية علمية وليس موقفا سياسيا عمليا، وربما كان الموقف الذي أعلنه النائب في مجلس الشورى السعودي الدكتور صدقة فاضل، أستاذ علم الاجتماع، أكثر وضوحا واستقامة أخلاقية واتساقا فكريا، إذ لم يكتف في مداخلة ببرنامج كنت ضيفا فيه على قناة الجزيرة الفضائية أمس الأول ببيان أن ما حدث فى مصر هو انقلاب، ولكنه قدم موقفا قاطعا يرفض النتائج المترتبة عليه ويتعفف عن الرضوخ لها باعتبارها أمرا واقعا مفروضا بقوة السلاح، طارحا حلا يقوم على إزالة هذا العدوان الصارخ على الديمقراطية . وبالطبع, كما يقول قنديل, عندما يكون الضمير الأخلاقي معك فأنت على صواب، وعندما تكون الحقائق العلمية في صفك فأنت على حق.. وتلك هي القوة الروحية الجبارة التي يستند إليها المعتصمون الأحرار في ميادين مصر؛ رفضا للانقلاب.