في تصعيد صهيوني جديد ضد مصر ورئيسها صرحت مصادر أوروبية أن إسرائيل قدمت رسائل احتجاج لدي واشنطن وبروكسل مقر الاتحاد الأوروبي ضد مصر لسماحها بفتح معبر رفح أمام الحجاج الفلسطينيين، كما هاجم وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك الرئيس المصري حسني مبارك شخصياً ونعته بالضعف. وطالبت الرسائل الصهيونية بضرورة تغيير الأوضاع الحالية علي معبر رفح بحيث لا تستطيع مصر وحدها التحكم في المعبر الحدودي وأن يخضع لتواجد ومراقبة من القوات الدولية الموجودة علي بعد أميال قليلة من المعبر. وقالت المصادر إن إسرائيل طالبت واشنطن بالموافقة العاجلة علي خطة تسمح لها بإعادة احتلال وإنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من المعبر لضمان عدم سيطرة حماس عليه. واتهمت إسرائيل مصر بتقويض احتمالات السلام بينها وبين الفلسطينيين بسماحها لنحو 2200 حاج فلسطيني بالعودة إلى قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس قبل أن تقوم السلطات الإسرائيلية بتفتيشهم. وكان هؤلاء الحجاج قد بقوا في مصر نحو أسبوع بعدما أتموا مناسك الحج لان إسرائيل أصرت علي عودتهم لقطاع غزة عبر معبر إسرائيلي. وادي قرار مصر بالسماح لهم بالعودة مباشرة من خلال رفح وهو معبر يحد بين مصر والقطاع إلى استياء من جانب إسرائيل. وقال مسئول صهيوني: إسرائيل تنظر بقلق بالغ إلى المرور دونما إشراف إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح لمجموعة من الحجاج المسلمين المرتبطين بحركة حماس ومنهم عناصر إرهابية . وأضاف قوله إن مرور المجموعة من خلال معبر رفح يضر بجهود مكافحة الإرهاب وكذلك محاولات إحلال الهدوء في المنطقة وحث خطي عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية . وقالت مصر إنها سمحت للحجاج بالعودة عبر رفح لأسباب إنسانية، وبحسب المصادر فإن الجانب الإسرائيلي سيطلب من الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته للمنطقة الأسبوع المقبل الموافقة العاجلة علي خطة لإعادة اجتياح معبر رفح.
تهجم باراك على مبارك اعتبر الكيان الصهيوني أنّ سماح مصر للحجاج الفلسطينيين بالمرور إلى قطاع عن طريق معبر رفح هو أمر "يدعو للقلق الشديد"، بينما تهجم وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك على الرئيس المصري حسني مبارك شخصياً ونعته بالضعف. فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن من وصفته بمسئول صهيوني كبير قوله؛ إنّ "سلطات الاحتلال تعتبر السماح لمجموعة فلسطينيين من المعروف أنهم ينتمون إلى حماس وبعضهم ناشطون إرهابيون (مقاومون) باجتياز معبر رفح البري غير الخاضع للمراقبة للوصول إلى قطاع غزة؛ أمر يدعو للقلق الشديد"، على حد تعبيره. وزعم المسئول الذي رفض الكشف عن اسمه أنّ "السماح للحجاج الفلسطينيين بالعودة عبر معبر رفح، يؤثر على مكافحة الإرهاب (المقاومة)، والجهود الرامية إلى إعادة الهدوء إلى المنطقة، ودفع عملية السلام"، على حد ما ذهب إليه. وأعرب إيهود بارك، وزير الحرب الصهيوني، عن غضبه الشديد لما سماه "خرق مصر الفاضح" للتفاهمات التي توصل إليها مع المسئولين المصريين خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، بحسب ادعاءاته. ونقل موقع "روتر" العبري على شبكة الإنترنت تصريحاً لباراك ورد فيه إنّ سنّ الرئيس مبارك ووضعه الصحي الواهن أدّيا إلى أن تصبح سيطرته علي الأجهزة الأمنية المصرية المختلفة سيطرة ضعيفة، متهجماً على الرئيس المصري بالقول إنه لا يسيطر علي جميع الأجهزة الأمنية المصرية. وادعى وزير الحرب الصهيوني في هذا الصدد أنه توصل في مصر إلى "تفاهمات" تفيد بأنّ حجاج القطاع الذين خرجوا من غزة إلى مصر في طريقهم إلى الأراضي المقدسة عبر معبر رفح دون رقابة سلطات الاحتلال؛ يتم إعادتهم لقطاع غزة فقط عبر معبر تابع للسلطات الصهيونية، وذلك ليتم إجراء فحص وتفتيش كامل لهم قبل دخولهم لقطاع غزة. ويضيف باراك بالادعاء أنه على الرغم مما سماها "التفاهمات الواضحة" التي أعطيت له بعلم الرئيس مبارك؛ سمح ضباط مصريون بفتح معبر رفح لإدخال الحجاج الفلسطينيين عبره، وفق ادعائه.
غليان شعبي وتهديد بالمظاهرات هذا على الصعيد الخارجي، أما على الصعيد الداخلي فمن المتوقع زيادة الغليان الشعبي بعد قرار للدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والذي صدر سرا بزيادة أسعار المازوت والبيتومين والذي تسبب في إصابة مصانع الطوب الطفلي وصناع مواد البناء والأسمنت بالشلل التام. وقد هدد العاملون في المصانع بتنظيم مسيرات احتجاجية أمام مجلس الشعب والوزراء احتجاجا علي القرار الذي أدي الي توقف المصانع عن العمل. تضمن القرار زيادة أسعار المازوت من 500 جنيه للطن إلي 1000 جنيه للطن بنسبة زيادة 100%. كما زاد سعر البيتومين من 892 جنيها للطن إلي 1111 جنيها بنسبة زيادة 20% وكان سعره لا يتجاوز الشهر الماضي 550 جنيها للطن مما يعني أن سعره ارتفع مرتين بنسبة 100% خلال شهرين. ومن جانبها عقدت غرفة صناعة مواد البناء باتحاد الصناعات اجتماعا ساخنا الأربعاء لمناقشة الأزمة وشارك فيه العشرات من أصحاب المصانع. وكشف الدكتور وليد جمال الدين رئيس مجلس إدارة الغرفة أن القرار سيتسبب في مضاعفة أسعار الطوب مشيرا إلي أن سعر الألف علي أرضه كان لا يتجاوز 180 جنيها وأصبح الآن 360 جنيها خلاف النولون والعمالة مما يعني خرابا لأصحاب المصانع. وقال ان عدد مصانع الطوب يبلغ 750 مصنعا ويعمل بها نحو 250 ألف عامل مؤكدا أن كافة هذ المصانع تعمل بالمازوت، كما توقع رئيس الغرفة زيادة كبيرة في أسعار الأسمنت والمواد العازلة.. وأضاف أن المازوت يشتق منه 32 مادة تدخل في صناعات مختلفة منها الأسفلت وزيوت التشحيم والسيارات. كما أضاف أن هناك العديد من شركات المقاولات مرتبطة بعقود مستقبلية مع هيئات وجهات مختلفة منها جهات حكومية مما يعني أن هناك صداما أكيدا سيحدث بين هذه الجهات بسبب الاختلاف علي الأسعار قبل وبعد الزيادة. وأكد أن الحكومة تراجعت في الوعود التي قطعتها علي نفسها أمام اصحاب المصانع، حيث كانت قد أعلنت في وقت سابق عن أن أسعار الطاقة ستتم زيادتها وفق جدول زمني وهو ما لم تلتزم به في القرار الأخير.
الحكومة تعترف: لا حل لأزمة الغلاء!! وعلى صعيد ارتفاع الأسعار أكد المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، أن الحل الوحيد لأزمة الغلاء وارتفاع الأسعار في مصر، هو رفع رواتب الموظفين، مشيراً إلي أن الحكومة تتبني خطة لرفع رواتب موظفي الجهاز الإداري في الدولة. وأوضح وزير التجارة أن مصر سوف تحاول الاستفادة من تجارب الدول القريبة منها، مثل اليونان التي ارتفع فيها دخل المواطن من 3 آلاف دولار سنوياً إلي 28 ألف دولار، مؤكداً أن زيادة الرواتب في مصر، لابد أن تتجاوز نسبة التضخم، وطالب القطاع الخاص بأن يبادر هو الآخر برفع الأجور لموظفيه وعامليه.