أكد الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل أن نهاية عام 2007 وبداية عام 2008 شهدت تقدمًا كبيرًا في مسيرة المقاومة وانحسارًا ملحوظًا للمشروع الصهيوني الأمريكي بما يعطي مبشرات بأن نصر الله بات قريبًا، ووجه التحية لصمود الحجاج الفلسطينيين وانتصار إرادتهم أخيرًا على الضغوط الأمريكية والصهيونية. وأعاد قرقر تشديده باسم حزب العمل وكل القوى السياسية على رفض كل المساعي الحكومية لتأميم المساجد في إطار خطتها الرامية لتكميم الأفواه التي تنطق بكلمة الحق في وجه حاكمنا الظالم، مضيفًا أن ما تريد الحكومة فعله هو افتئات على دور المسجد الحقيقي في الإسلام ومؤامرة على الأصوات المعارضة لممارساتها بحق الشعب المصري. كتب: محمد أبو المجد: وقد جاءت تلك التصريحات لأمين عام مساعد حزب العمل في المؤتمر الأسبوعي للحزب والذي يعقده في الجامع الأزهر ويشهد حضورًا جماهيريًا واسعًا تصاحبه الهتافات المدوية مثل: حسبنا الله ونعم الوكيل.. الله أكبر والعزة للإسلام"، في الوقت الذي تقوم فيه قوات الأمن بتحركات مريبة وجديدة لحصار المؤتمر منذ أكثر من أسبوع. 2008.. المقاومة في تقدم وقد سرد قرقر في بداية كلمته بعض الأحداث ذات الدلالة التي انتهي عليها عام 2007 وبدأ بها العام الجديد 2008، حيث أكد أن بداية عام 2008 شهدت انتصارًا كبيرًا لإرادة الصمود والتحدي التي أبداها حجاج غزة الذين كانوا محتجزين على الأراضي المصرية لإجبارهم على العودة إلى أراضيهم من معبر "كرم أبو سالم " المحتل مما كان سيعرضهم لخطر الاعتقال والقتل، فكانت الملحمة التي سطروها بصمودهم وإرادتهم وجاءت وراءهم الضغوط الشعبية والرسمية العربية والإسلامية لتقوم الحكومة المصرية مشكورة بفتح معبر رفح الشرعي "المحرر" أمامهم ليعودوا إلى أراضيهم سالمين غانمين منتصرين. غير أن قرقر أوضح ان هناك المئات من الحجاج لا يزالون عالقين على المعبر من ناحية مصر منهم فنانة الكاريكاتير الفلسطينية المجاهدة أمية جحا وبعض المجاهدين الآخرين وناشد قرقر أمين عام مساعد حزب العمل الحكومة المصرية بالتحرك لإنهاء أزمتهم أسوة بباقي الحجاج. وعلى صعيد خط المقاومة ضد الحلف الصهيوني والأمريكي فقد أكد قرقر أن العامين الماضيين شهدا تصاعدًا كبيرًا في خط المقاومة وتزايدًا لنجاحاتها ضد الحلف الصهيوني الأمريكي، ففي نهاية عام 2006 نجحت المقاومة اللبنانبة الإسلامية ممثلة في حزب الله بتمريغ أنف الجيش الصهيوني في التراب بعد أن أذاقته هزيمة مرة، وفي أواخر عام 2007 حاول الحلف ومعه بعض العملاء لملمة أوراقهم ومحاولة كسب أراض وحفظ ماء الوجه بعد الإخفاقات المتتالية أمام المقاومة في كل مكان فكان مؤتمر "أنابوليس" للاستسلام والانبطاح الذي فشل فشلاً ذريعًا في تحقيق أهدافه المزعومة. وها نحن نرى المقاومة الفلسطينية مستمرة بشدة رغم الشهداء والحصار، وها هي سديروت وعسقلان وبعض المدن الصهيونية تهتز تحت صواريخ المقاومة الفلسطينية، مما جعل وزير الحرب الصهيوني القاتل "باراك" يؤكد بأن الكيان الصهيوني يعيش حالة حرب حقيقية" مع المقاومة الفلسطينية بعد ما شاهد بعينه الخسائر الفادحة والرعب الهائل الذي سببته صواريخ حماس والجهاد والشعبية في تلك المدن حينما زارها بصحبة وزير البنية التحتية الصهيوني الذي أكد له المستعمرون الصهاينة في تلك المدن أنهم لا يستطيعون مجرد الخروج من بيوتهم وتدبير احتياجاتهم الأساسية من الرعب الذي يعيشزنه تحت وطأة القصف الفلسطيني المتكرر!! النصر قريب وأعرب قرقر عن اعتقاده بأن توالي تلك الأحداث ينبئ بأن النصر الأكبر بات قريبًا وأن الحقيقة القرآنية بتحرير بيت المقدس أصبحت وشيكة، وستتحرر القدس قريبًا كما حررها صلاح الدين من قبل بواسطة الجيوش المسلمة وفي مقدمتها الجيش المصري البطل الذي انطلق من الأزهر بتأييد علماءه وشيوخه العظام. عام 2008.. استمرار فضائح الحكومة أما على المستوى الداخلي فقد أوضح قرقر أن الحكومة المصرية افتتحت العام الجديد 2008 بكذبة كبرى كنا قد تعودنا عليها في شهر أبريل ولكن حكومة نظيف استعجلتها لتكون في بداية العام، حيث صرح أحد وزرائه أمام مجلس الشعب بأن ارتفاع الأسعار المتزايد سببه الأساسي زيادة الاستهلاك الشعبي وليس للحكومة أي دخل فيه، وهو ما يعني بأن العيب في الشعب وليس الحكومة، وهذا هو حال حكوماتنا دائمًًا ترمي أخطائها على الشعب المسكين كما حدث من عاطف عبيد في كارثة قطار الصعيد حينما اتهم المواطنون الأبرياء بأنهم هم السبب في الكارثة لأنهم لا يعرفون كيفية ركوب القطارات على الوجه الصحيح وأخرج الحكومة من الأمر برمته، وهو الأمر الذي يتكرر من وزراء الحكومة في كل حادثة أو كارثة تحيق بالمصريين. فلترحلوا عنا!! وعبر قرقر عن تمنياته وكل الشرفاء بأن يحوي العام الجديد الحالي أخبارًا مفرحة للشعب المصري وأن نستقبل جميعًا العام القادم 2009 بدون تلك الوجوه الكالحة التي كرهها الشعب المصري وسئم النظر إليها بعد ما أصبحت فضائحها ملء السمع والبصر، مشيرًا إلى واقعة الرشاوى السياسية التي حصل عليها نواب الحزب الوطني الحاكم من الحكومة ومن أموال الشعب المطحون والتي وصلت أحيانًا إلى 100 ألف جنيه لكل نائب تحت مسميات وهمية، وحرم منها في نفس الوقت نواب المعارضة والإخوان المسلمين بذريعة أنهم لم يوافقوا على ميزانية الحكومة الكاذبة فحرموا من امتيازاتها ورشاويها ثم تحويل من ينتقد الحكومة منهم للجنة القيم لتأديبه وجعله عبرة للآخرين!!. هذا علاوة على الفضيحة الأخيرة بتحميل الحكومة الشعب المصري نفقات "فسح" الرئيس الفرنسي ساركوزي وعشيقته في زيارتهما غير الرسمية لمصر رغم التاريخ الأسود لساركوزي في عداء العرب والمسلمين والذي يدل عليه قيام بابا الفاتيكان بتنصيبه رئيسًا شرفيًا لكنيسة روما!!
لا لتأميم المساجد وفي موضوع المساعي الحكومية لاستصدار قانون لتجريم مؤتمرات الحزب وغيره من القوى الوطنية في المساجد، أعاد قرقر تأكيده باسم حزب العمل وكل القوى الوطنية والسياسية الشريفة رفضهم لمساعي الحكومة في تأميم بيوت الله والخروج بها من دورها المفترض في الدين وهو أن يكون المسجد مكانًا جامعًا للمسلمين ليناقشوا فيه جميع شئون حياتهم الداخلية والخارجية ويلقون الضوء على الخطوات التي يجب عليهم اتخاذها لصد العدوان عن الأمة والقيام بدور النصيحة للحاكم وليس مجرد الصلاة والحديث في الحلال والحرام، وهو ما كان يوم به المسجد أيام النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والقادة المسلمون حتى عهد قريب، موضحًا أن الجامع الأزهر الشريف كان بمثابة غرفة العمليات الرئيسية لكل عمليات المقاومة ضد المحتلين وهو ما جعله هدفًا للفرنسيين الذين ضربوه بالمدافع واقتحموه بخيولهم وكذلك الانجليز ولكنهم لم يفلحوا في تدمير دوره كما تريد الحكومة المصرية الأن أن تفعل. وأضاف قرقر أن الأعداء يحسدوننا على يوم الجمعة واجتماع المسلمين أسبوعيًا في مساجدهم لمناقشة أمور دينهم ودنياهم وكذلك يوم عرفة الذي عتبر مؤتمرًا عالميًا ضخمًا عجز الأعداء على القيام بمثله، ثم نأتي نحن بكل بساطة ونريد تجريد دور العبادة من دورها الرئيس والفاعل في الحياة؟!! وتعهد قرقر بمقاومة المساعي الحكومة الأخيرة لتأميم المساجد والتي وصفها بأإنها فاتئات على دور المسجد وانتهاكًا للحريات وتكميمًا للأفواه الحرة التي تريد مصلحة الأمة والشعب.