جبهة الإنقاذ تدعو لإفطار مجمع في ميدان التحرير،يوم الجمعة المقبل وتشدد على ضرورة التجمع والتواجد لإنقاذ مكتسبات 30 يونيو،وهو ما يؤكد أن هناك نقصاً وعدم ثقة بأن ما أقبلوا عليه وشاركوا فيه من اغتصاب للسلطة الشرعية مهدد بشكل كبير بأنه قد لا ينجح، هكذا دائماً يشعر من يتعدى على حق الغير حتى لو ساندته فئة من الشعب، كما جرى مساء 30 يونيو، باغتصاب عسكري للسلطة بغطاء شعبي، شاهده العالم أجمع وسط تهليل ومباركة من الإعلام المصري كغطاء ثانٍ للمسرحية الهزلية،وسارع للترويج لها مستخدمًا أقسى اللغات الإقصائية وصلت حد العنصرية لفصيل مصري جاء بالصندوق وليس بالذراع كما رأينا، لينتفض المدافعون عن الديمقراطية رافضين كل هذه الإجراءات ويملئون الميادين حتى اللحظة كرد فعل لما وقع وجرى، وهو ما قوبل في البداية بالاستهزاء والاستهجان بأنهم حتماً سيملون ويذهبون لبيوتهم مستسلمين للأمر الواقع، بحسب تفنيد الانقلابيين ومؤيديهم، ومع مرور الأيام يواصل المعتصمون تواجدهم في كل الميادين وعددهم في ازدياد، ليصدروا الخوف للذين يحتفلون إلى الآن بنجاح الانقلاب العسكري وقفزهم على السلطة عبر ظهر دبابة وفوهة بندقية، ليسارعوا بتجميع أنصارهم ليتواجدوا في الميادين ردًا على المؤيدين بأنكم لستم وحدكم القادرين على التواجد، وهو أمر يثير الدهشة فكيف لهم وهم النافذون الآن بحماية القوات المسلحة، يدعون للتواجد في الميادين ويحثون أنصارهم بضرورة العودة، بالطبع هذا ليس له سوى تفسير واحد بأنهم يشعرون أنهم ليسوا على حق وفي موقف ضعيف وما شاركوا فيه لا علاقة له بالشرعية، حتى أن المتحدث باسمهم لا يمل ولا يكل وهو الضيف الدائم للفضائيات والصحف بذكر كلمة واحدة لا تغادر حلقه وهي(شرعية الشعب)، مشددًا على أنها طالما وجدت لا مكان لشرعية الصندوق، ويبدو أنه مؤمن بقانون الغابة بأن القوة لمن يملكها، وينفذ من خلالها كما جرى بوقوف الجيش إلى جانب فصيل بشكل مستفز وإهمال فصيل آخر من الشعب المصري، كما يقع في الغابة تمامًا. فالدعوة التي يدعون لها بالشحن المضاد تؤكد ضيق أفقهم وفقدان بصيرتهم للسير في خارطة الطريق التي رسمها لهم وزير الدفاع، بالتخبط ما بين الوجود الشرعي باكتسابه من الشعب والوجود الاغتصابي لحق الشعب الحقيقي، الذي ارتضى بالصندوق حكمًا بين جميع الأطراف، وها هم يتركون كل ما يهم الدولة والمشاكل التي تضرب جنباتها، ويدعون للنزول والفطور في الميدان ليكشفوا عن وجههم الحقيقي في كيفية التعامل بما لهم وما عليهم فسبق وانتقدوا أنصار الشرعية بنزولهم لمساندتها في أكثر من مناسبة سابقة، والآن يكررون الفعل نفسه بأنه حلال لهم طالما وجدوا ضالتهم بوجود محلل شرعي هو شيخ الأزهر، وفي ذات الوقت ينكرون على المعتصمين تواجدهم في الميادين الآن بحجة أن تواجدهم يعرقل سير الدولة ويشل حركة الاقتصاد، يا سبحان الله.. الآن فقط عرفوا قيمة الدولة واقتصادها وما يجب عمله ولا بد أن ينصرف هؤلاء المؤيدون لبيوتهم.. ويبدو أن الأمر لم يمر بعد بالشكل الذي يجعلهم يحكمون بشكل يعزز من موقفهم ويقودون دولة بحجم مصر، ينكر عليها العالم الآن الانقلاب الذي جرى على أرضها ماسحاً ثورة 25 يناير باستيكه، وهو ما أكد عليه أحدهم بتصريح مهم للغاية بأن ما جرى في 25 يناير نكسة وليس ثورة، الثورة الحقيقية 30 يونيو بعدما عادت مصر لأصحابها.. ولم يحدد لنا من هم أصحابها؟ هل من سرقوها وقمعوا شعبها؟.. شرفاؤها وأصحابها الحقيقيون الشعب الذي خرج وأعطي صوته في الصندوق في انتخابات مجالس نيابية ورئاسية، ورسم صورة لمصر الجديدة بشكل ينم عن وعى أغلبية هذا الشعب من البسطاء وليس النخبة التي قفزت على الديمقراطية بشكل مشين، وهم من سبق ونادوا بها!. الوضع إلى الآن لم يستقر للانقلابيين الجدد، وأخذتهم السكينة بأنهم انتصروا وعرفوا العلاج بنزول بضعة آلاف في ميدان التحرير كافية لتثبت أقدامهم، وهى حسابات خاطئة، فالأمور السياسية لا تقاس هكذا، فليس هناك فائز ومنتصر بشكل نهائي في السياسة، ومن يعتقد بذلك فهو ساذج، فالوضع ليس مباراة كرة قدم تنتهي بفوز أحد الفريقين، بل الوضع مختلف، فما جرى لم يكن جولة خسرها نظام الرئيس محمد مرسي، بتعدٍ صارخ على حرية الشعب وسرقة ثورته وضح النهار بمشاركة من كانوا سبباً مباشرًا في صنعها في 25 يناير، عندما ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا لاعبين رئيسيين في الانقلاب، لمجرد أنه سيحقق مطلبهم بإزاحة مرسي والإخوان المسلمين من الحكم، وهو قبح أكبر من ذنب، ومع مرور الشهور القليلة القادمة سيشعر هؤلاء بأن مشاركتهم كانت عارًا عليهم وليست ثورة ثانية كما يزعمون.