تعيش مئات العائلات المسلمة التي اضطرت للنزوح عن مساكنها عقب الاعتداءات التي شنتها عليهم الميليشيات الهندوسية والتي أودت بحياة أكثر من 1000 شخص، عام 2002 في ولاية "جوجرات" الهندية، ورغم مرور خمس سنوات على تلك المجازر ، فإن الناجين الذين اضطروا للفرار لا يزالون يعيشون طي النسيان ولم تلق لهم السلطات المحلية بالا. وزعم رئيس الحكومة المحلية الهندوسي، "ناريندرا مودي" بذل جهوده في تحويل "جوجرات" إلى أكثر ولاية هندية متقدمة من حيث مد شبكات الماء الصالح للشرب وتوفير الطاقة الكهربائية على مدار الساعة. لكن المشروعات التنموية التي تحدث عنها مودي لا يوجد لها أثر على أرض الواقع، إذ ما أن يغادر المسافر الطريق الرئيسي للولاية حتى يجد نفسه يسلك طريقا مغبرة وغير معبدة. المياه التي يخزنها السكان في منازلهم تؤدي إلى تآكل القدور التي تؤويها بسبب نوعيتها السيئة. وبالمثل، فإن قرب السكان من مكان تجميع النفايات يؤدي إلى انتشار أمراض عديدة بينهم. هذه الظروف المعيشية الصعبة تؤدي إلى نفاد صبر السكان وتقول ريشما بانو لهيئة الإذاعة البريطانية إن منطقة "ستيزن ناجار (بولاية جوجرات) لا تتوافر فيها الخدمات الأساسية. لم نتلق أي مساعدة من الحكومة. نحن نعيش بالقرب من مطرح النفايات. لم يزرنا أي مسؤول حكومي خلال السنوات الخمس الماضية". وأضافت أن أهم ما يشغل بال السكان المحليين هو مستقبل أطفالهم. ومضت قائلة " ليس عندنا مدرسة هنا ولا مركز صحي ولا فرص عمل". ويقول السكان المحليون إن حياتهم لا تطاق خلال موسم الأمطار الصيفية؛ إذ يصبح المكان غير صالح للسكن بالمرة جراء مياه الفيضانات التي تغمر كل شيء وتحمل معها القاذورات. أما فاطمة بكام التي فقدت ثمانية أفراد من عائلتها خلال الاعتداءات الهندوسية فتقول " كنا نملك منزلا جميلا لكننا الآن مضطرون أن نعيش بالقرب من مطرح النفايات". ويطالب سكان "ستيزن ناجار" بنقلهم إلى مكان آخر صالح للسكن. وتتابع ريشما بانو قائلة " روائح العفن في كل مكان. غالبا ما يلقون الحيوانات الميتة هنا. ومؤخرا ألقوا بجثث بشرية هنا. نعيش عيشة الحيوانات". ويُذكر أن المسلمين يشكلون نحو 9% من مجموع سكان الولاية البالغ عددهم 50 مليون شخص. ونظرا لأنهم يتوزعون على أجزاء مختلفة من الولاية فإنهم لا يمثلون قوة انتخابية. وهذا الوضع لا يساعدهم على تحسين ظروف عيشهم من خلال كسب دعم أي حزب سياسي. وتقول شاكيلا بانو إن أمها منحت الميليشيات الهندوسية كل ما كان بحوزتها وهو مبلغ 40 ألف روبية حتى لا يقتلوها. وتضيف إن المهرجانات فقدت معناها بعد الاضطرابات التي اندلعت بين الهندوس والمسلمين في الولاية . وقد عاد الكثير من النازحين إلى نارودا باتيكا منذ انتهاء الاعتداءات الهندوسية لجمع ما تبقى من ممتلكاتهم وبدء حياة جديدة. ويشار إلى أن معظم النازحين قد فقدوا ممتلكاتهم ومدخراتهم. وبالنسبة إلى العديد من المسلمين فإن الانتخابات التي ستشهدها الولاية لا تعني لهم شيئا، وأنهم فقدوا الثقة في كل الأحزاب السياسية. يقول المسلمون المنحدرون من ولاية جوجرات إن أحزاب المعارضة الرئيسية الممثلة في البرلمان المحلي خذلت قضيتهم ولم تتخذ موقفا قويا لصالح قضايا الأقليات في الولاية. غير أن معظم الغضب ينصب على شخص واحد، وهو رئيس الحكومة المحلية ناريندا مودي. ويقول المسلمون إنهم لن يصوتوا لصالح حزب بهارتيا جاناتا الذي ينتمي إليه مودي. ويُذكر أن مودي كان يشغل منصب رئيس الحكومة عندما اندلعت الاعتداءات عام 2002 وقد وُجهت له انتقادات شديدة لعدم تصديه بحزم للعدوان ضد المسلمين.