الطغيان القادم مخيف إذا استقر الانقلاب العسكرى أسلوب التغيير عبر الانقلاب العسكرى انتهى فى قارات العالم أجمع سيعود هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" بعد تدخل قادة الجيش في السياسة استخدام البلطجية أخطر من القمع البوليسى المباشر قادة القوات المسلحة وضعوا خارطة طريق فاشلة بعد ثورة 25 يناير فكيف نثق في خارطتهم الجديدة؟ الحل كما كررنا مرارا في الانتخابات البرلمانية الفورية التى تشكل السلطتين التشريعية والتنفيذية الفشل الذريع سيكون في المجلس الرئاسي وفي حكومات التكنوقراط قيادة القوات المسلحة غير منتخبة من الشعب وليس من حقها توجيه الإنذارات يؤكد حزب العمل الجديد أن سقوط الخيار الديمقراطى الانتخابى الذى استطاعت مصر أن تصل إليه لأول مرة فى تاريخها بفضل ثورة 25 يناير سيفلت من أيدينا إذا استقر الانقلاب العسكرى الذى بدأ فعلا . نحن لا نخشى من سقوط الاخوان أو الرئيس مرسى بل يمكن أن يكون هذا هو الحل عبر الانتخابات ، ولكننا لا نخشى إلا من أسلوب التغيير عبر الانقلاب العسكرى الذى انتهى فى قارات العالم أجمع . ولن يستطيع هذا الانقلاب أن يثبت جذوره إلا بقدر مهول من الطغيان ( ولنقل الفاشية وهو المصطلح الأثير عند العلمانيين ). لقد تعود الناس على الحرية ، ولن يقبلوا بالتسلط العسكرى ، وسيتكرر نفس السيناريو السابق مع المجلس العسكرى ، وسيهتف الناس : يسقط يسقط حكم العسكر ، وسيرد العسكر بكشف العذرية ( وهو إجراء لم يحدث فى عهد مبارك ) ، وستتحول مصر إلى صورة مكبرة من ساحة العباسية يوم سحل تحالف القوات الخاصة (التى توقفت عن قتال الكيان الصهيوني) وبلطجية الوطني المتظاهرين السلميين ، وقتلوا بالسكاكين 8 مواطنين ، وطاردوا الجرحى فى مسجد النور ومستشفى الدمرداش لقتلهم . سيصبح هذا هو المشهد المعتاد ، وسيصبح الاحتكاك بالجنود قضية ترسل صاحبها إلى المحكمة العسكرية . ليس هذا على سبيل التحليل او التوقعات . فما يجرى منذ أسابيع وخاصة فى الأيام والساعات الماضية وخاصة بعد بيان السيسى فقد عاد التحالف بين العسكر والبلطجة لضرب التظاهرات فى السويس والإسماعيلية والمنيا ومختلف محافظات مصر ، فقد أصبح ممنوعا أن تتوسع مظاهرات الاسلاميين أكثر من رابعة العدوية ، حتى لا يبدو التوازن بين الحشدين ( المؤيد والمعارض ) . وكان النمط السائد فى هذه الاعتداءات التى سقط فيها شهداء وجرحى تواطؤ الجيش رغم قربه من أماكن الصدام فى حين اختفت الشرطة تماما من المشهد . والمعروف أن هذا الأسلوب (استخدام البلطجية) أخطر من القمع البوليسى المباشر . لأن رجل الشرطة الذى يرتدى زيا رسميا يكون متقيدا بالقانون خاصة فى الشارع وأمام الناس . أما البلطجى فهو شخص مجهول ويختفى سريعا من مسرح الأحداث . وبالتالى فإن الترويع الذى يمثله حيث يأتى بغتة من أى مكان ويستخدم أسلحة نارية أو بيضاء ، ويقتل ويصيب وهو يعرف أنه محمى حتى وإن قبض عليه ! والأنظمة المستبدة تستخدم هؤلاء البلطجية ( وفى سوريا اسمهم شبيحة وفى لبنان اسمهم زعران الخ ) حتى تتنصل من أعمالهم وتقول هؤلاء مواطنون يعبرون عن غضبهم وآرائهم!! والانقلاب العسكرى سيعلن حالة الطوارئ وسيفرض خارطة طريق فاشلة كتلك التي وضعها بعد ثورة 25 يناير ومازلنا نعاني منها حتى الآن، وسيجمد القوانين تحت هذا الستار ، وسيلغى الدستور ، ويحل مجلس الشورى وتصبح البلاد من جديد بدون أي شرعية وبدون أي سلطة تشريعية أو تنفيذية . وسينتهى تنفس أكسجين الحرية بعد الثورة وهو المكسب الوحيد الذى حققناه منها حتى الآن ، ونعود لكآبة الاستبداد . ولكن الأمر لن يقتصر على ذلك ، ذلك أن تولية عسكرى أو رئيس المحكمة الدستورية والاثنان من بقايا النظام السابق لمبارك سيكون كارثيا ، وقد جربنا حكم المشير طنطاوى . أما تشكيل مجلس رئاسى مدنى عسكرى فسيكون محاولة لتنظيم الفوضى وهذا لن يحدث لأن المشارب والمصالح الشخصية متضاربة بين أشخاص المعارضة وسيأكلون بعضهم البعض ، ولن يحلوا مشكلة واحدة للجماهير بل وستكون مهزلة العصر حيث يحكمنا الذين سقطوا فى الانتخابات الحرة !! . أما القول بحكومة بيروقراطية فهذا ما جربناه وفشل فشلا وبيلا فى عهدى شرف والجنزورى وقنديل . كما اختبرنا ألمع رموز المعارضة كنواب لرئيس الوزراء ووزراء وفشلوا جميعا بامتياز وطالبت الجماهير بإسقاطهم. وحتى بكل مؤشرات التنمية فإن حكومة قنديل أفضل من الحكومات السابقة ولكن الفارق ضئيل بلا شك ، ولكننا لن نذهب إلى الأفشل . وكل هذه الخطوات ستؤدى إلى استمرار مصر فى حالة انتقالية لا تنتهى والتى مر منها عامان ونصف العام حتى الآن ، والانقلاب العسكرى يلغى كل ما أنجزناه فى هذه المدة لنبدأ من جديد ، وكأن هذه الأمة لا تعمل ولا تنتج ولا تبحث ولا تبدع ولا تبتكر وإنما تجرى انتخابات ثم تلغيها وتتحدث فى الفضائيات وهذا سيؤدى إلى مزيد من التحلل والانحلال المجتعى . فى المقابل فإن الحل كما كررنا مرارا هو الذهاب الفورى للانتخابات البرلمانية التى تشكل السلطتين التشريعية والتنفيذية بما يحقق مطالب كل الأطراف ، ويحصر السيادة فى الشعب . ويجب أن تعلم قيادة القوات المسلحة وعلى رأسها السيسى أنها غير منتخبة من الشعب ، وأنها لا تصلح كمرجعية عند الخلاف السياسى أو الفكرى ، وأن استخدام الدبابة والطائرة لا يعطى لقادة الجيش أفضلية عن الممثل المنتخب . بل لقد قال تشرشل قولته الشهيرة : ( إن قرارات الحرب أخطر من أن توضع فى يد العسكريين !! ) فما بالك بقرارات السياسة . إن تعود قيادة الجيش على التدخل فى السياسة سيهدم أى قانون وأى دستور وسيقضى على النظام الديمقراطى ، بل إن ما حدث بالموافقة على المجلس العسكرى عقب سقوط المخلوع كان من أكبر أخطاء الثوار والإخوان . وليعلم السيسى أن الشعب وممثليه المنتخبين هم وحدهم الذين يوجهون الانذارات ، وأن إنذارك خروج على الشرعية والدستور ونتائج الانتخابات . وهذا الأسلوب يؤكد ضلوع أجهزة نظام مبارك : مخابرات وأمن دولة فى كل الاضطرابات التى شهدتها البلاد ، والذين يعلنون صراحة أنهم قادة الإعداد لمظاهرات 30 يونيو مستغلين غضب الشعب الحقيقى من تعثر أداء حكم الاخوان. إننا نهيب بالشعب المصرى أن يدافع عن ثورته وعن صوته الانتخابى الذى تم اغتياله عدة مرات عبر تآمر المجلس العسكرى مع المحكمة الدستورية الذى أدى إلى حل مجلس الشعب والآن عبر هذا الانقلاب العسكرى . ونحذره من الطغيان القادم من كل بد فى ظل حكم العسكر والذى بدأت بوادره الكئيبة منذ خطاب السيسى. لا للانقلاب العسكرى لا لحالة الطوارئ لا للعنف لا للطغيان لا لتقسيم الشعب بين علمانى وإسلامي نعم لإرادة الشعب عبر صندوق الاقتراع حزب العمل الجديد مساء الثلاثاء 2 يوليو 2013