قرر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تأجيل جلسة انتخاب رئيس جديد للبلاد والتي كانت مقررة يوم الجمعة إلى الثلاثاء المقبل، في ظل استمرار الخلافات حول آلية تعديل الدستور لتمرير انتخاب قائد الجيش رئيسا للبلاد، كما أن الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون مازال مصرا على موقفه تجاه التوصل لحزمة واحدة للحل تشمل الرئاسة والحكومة معا . وتجمع النواب في مقر البرلمان بوسط بيروت حيث وجهت لهم الدعوة لانتخاب الرئيس الساعة الواحدة ظهر اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة وفرض جنود الجيش والشرطة طوقا أمنيا في الشوارع القريبة المؤدية إلى المجلس. وقال احد المصادر لوكالة رويترز " تتجه الأمور في الاتجاه الصحيح لكن نحتاج إلى مزيد من الوقت" مضيفا انه سوف تجري المزيد من المشاورات بين المعسكرين المتنافسين وقالت مصادر سياسية إن العقبات الأساسية التي تؤخر إتمام الصفقة تتمثل بمطالبة الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون المتحالف مع حزب الله برئيس وزراء تتفق عليه كل الأطراف. كما يطالب عون بضمانات بأن تعكس حصته في الحكومة الجديدة حجم كتلته البرلمانية التي تعد أكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب. من جهته قال النائب محمد قباني عضو كتلة تيار المستقبل في البرلمان اللبناني إن الخلاف لا يزال قائما بين الأكثرية النيابية التي ينتمي إليها والمعارضة حول آلية تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان. وأضاف قباني لوكالة الصحافة الفرنسية : "حتى الساعة الأولى فجر اليوم كان الخلاف لا يزال قائما حول آلية تعديل الدستور وتحديدا حول وجوب أن يمر بالحكومة أم لا". ويستدعي انتخاب قائد الجيش الذي رشحته الأكثرية الأحد الماضي تعديل المادة 49 من الدستور التي تمنع موظفي الفئة الأولى من الترشح للرئاسة الأولى إلا بعد مرور عامين على تقديم استقالاتهم. وكانت تقارير نقلتها قناة "الجزيرة" الفضائية في وقت سابق اليوم أشارت إلى أن الاجتماع الذي عقد بين سعد الحريري ونبيه بري ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد توصل إلى اتفاق على تسمية العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان ، على أن يتولى النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية إضافة إلى تمثيل مناسب للمعارضة في الحكومة.