تعلمنا أن تكون المكافأة على الحسن ، لكن أن تكون المكافأة على القبيح فهذا ما لا يمكن فهمه إلا في نطاق القابلية للتدني والسفول ، وهي ظاهرة امتدت لتشمل العالم من مشرقه إلى مغربه وقد فاز المجتمع المسلم بنصيب وافر من هذا التدني والسفول الذي اصبح علامة بارزة تراه يعمل في معظم النشاطات وما عليك إلا أن تتسافل لتجد كل الكاميرات حولك لتنقل عنك ما تقول ! بمجرد أن تتسافل ! ما عليك إلا أن تقذف كل ما في جوفك ( اللاوعي ) من انحطاط فتكون على القمة في دقائق بحكم ان العالم قرية صغيرة . سفول الشرق وسفول الغرب وسفول الجنوب وسفول الشمال بين أيدينا. وصارت الفوضى هي السائدة . لا معيار . الرغبات وفقط . بل تمجيد الرغبات . رغبة أن تأكل . رغبة أن تحصل على المال. الرغبات بلا ضوابط أو حدود . أي اسقاط الحدود بين الأمور فلا مانع مطلقاً أن تصبح الشقيقة إلى جوار شقيقها في فراش المتعة ! . ليس هناك ما يمنع . فلسفة ( خليدة التومي مسعودي ) وزيرة الثقافة الجزائرية !! لقد استطاع ( الفكر ) المنحل ان يسيطر على العقول والقلوب معاً . كانت البداية مع غزوة بونابرت لمصر والذي حمل معه الى جانب ( علماء / لصوص ) الحملة ثلاثمائة داعرة فرنسية هن نواه حركة تحرير المرأة كما ذكر الدكتور لويس عوض . ثم توالت الأحداث المريرة لكسر شوكة الدين وإفساد منظومة القيم وتفريغ العقول من كل ثقافة الأمة حتى صارت الأمة على ما هي عليه الآن . لن نتحدث عن الإجرام الذي اقدم عليه بعض ( كبار الكتاب ) الذين أورثوا الأمة الذل والهوان واطلق عليهم ( كتاب البعث ) وقد أطلق عليهم الدكتور عبد العزيز حموده ( رواد الإنبهار ) ! لن نتحدث عن احد منهم ولكن ما نراه هو واقع مخجل مؤسف محزن لا ينفك بحال عن ما قدموه من أعمال هابطة أساءت لعقيدة الأمة أيما إساءة ، فوضع الهزل محل الجد ووضعت السفالة محل الاستقامة وازيحت المفاهيم العقدية من قلوب الناس ودفع بصيبان رواد الانبهار ليضربوا ضرباتهم لإنهاك الأمة وكانت ثلاثية هزائم ( 1956 ، 1962 ، 1967 ) قاسية مريرة واذكر إن قائد الطيران المهزوم في 1956 ظل في منصبه حتى هزم ثانية عام 1967 !! كما ظل قائد الجيش كذلك في منصبه دون حساب !! زعامات سياسية ضمت الى الزعامات الثقافية الاجتماعية فاستطاعت مجتمعة أن تكسر منظومة القيم العليا فانزوي الدين في زوايا المساجد .. فترة عصيبة مرت بها مصر منذ غزوة نابليون والعصور السوداء التي تلتها ما عدا نقطة الضوء الوحيدة في تاريخنا الحديث انتصار رمضان على ما فيه من مآخذ ! هزم الأدب الجميل ، هزم الغناء الجميل . هزم الفن الجميل .. صعدوا الصعاليك والمفاليت والداعرات الى القمة .. هُزمت الكلمة النيرة وصعدت الكلمة المنحطة !. توارت اعمال على احمد باكثير وعبد الحميد جودة السحار ، وأصبح عبد الرحمن الشرقاوي الكاتب اليساري العتيد هو المعبر عن الفلاح وازيح محمد عبد الحليم عبد الله الذي عرف بأنه روائي الدلتا أو المعبر الحقيقي عن الريف .. انتصر أدب الدعارة والسفول وصدرت روايات تسب الأم والأب بأحط العبارات واعلن وقتها عن قيام ادب الواقعية النقدية أن نقول للأخر ساباً امه : يا ابن ( ... ) أي ترميها بالفاحشة واقعية نقدية سبحان الله ! وما الفرق بينها وبين ( .... ) ! لا حياء !! ماذا تقول في الناقد الأدبي المشهور الذي لا يعرف اين اتجاه القبلة في منزله !! توالت الجوائز والمنح والقلاطات والقلادات لكل من هب ودب لمجرد أنه استطاع ان يتسافل ! أما البعض من الذين اراد الله لهم أن يكونوا على الجادة فلم ينظر اليهم أحد . خذ عندك عبد العزيز حموده ، عبد الوهاب المسيري ، حلمي القاعود ، زينب عبد العزيز ، محمد يوسف عدس ، إلخ ... في حين ان المهازيل حصلوا على ما لا يستحقون وتم إزاحة إسم الأستاذ الدكتور حلمي محمد القاعود مع انه يكتب في الأدب والنقد واللغة والتاريخ وله مائة كتاب غاية في الابداع والرقي ولكنه عيبه الوحيد انه يكتب من خلال التصور الإسلامي ويلتزم المنهج . بلاء مبين . لقد استطاعت سنوات الغدر أن تقضي على ما تبقى من مفاهيم يمكن أن تعيد الأمة مجدها الذي ضيعه البقر البُهم. المكافأة على القبيح في الأدب والغناء والسينما والمسرح والسياسة والتاريخ والحديث الذي بين الناس بعضها البعض ! ثورة على القيم والأخلاق ثورة على كل ما هو طيب وجميل ! الناس لا تتكلم إلا بالسب والقذف ولا تنادي بعضهم على بعض إلا يا ابن ( ...... )! منتهى الإسفاف والانحطاط .
أين رقابة الدولة ؟ أعرف أن الدولة غارقة في مشاكل لا حصر لها .
ولكن السلوك العام ينذر بكارثة كبرى . من المسئول ؟ لقد أفسد النظام السابق حياتنا وحولها إلى جحيم لا يطاق ودون مبالغة أؤكد على ضياع معظم القيم كنتيجة فساد العلماء ، فسد الحكام وفسد الناس في معظم معايشهم وأحوالهم وأضحى القابض على دينه كالقابض على الجمر كما يقول الحديث الشريف المتفق عليه . لقد استطاعت ( الثقافة ) الهزيلة أن تقتلع معظم أصول ثقافة الأمة وترحلها إلى زاوية النسيان واستطاع ما يطلق عليه اليسار المصري . أن يفرض رؤيته الفاسدة ولا أدري ما هذه القوة التي يمنحها اليسار المصري لنفسه على أنه الركيزة الأساسية والقوة المحركة للثقافة ! . اليسار الذي قدم للأمة : أساطير القومية العربية ، البعث العربي وكانت جرائم كل منها يندي لها الجبين ( انظروا إلى سوريا والعراق .. ) وانظروا إلى كارثة 1967 العظمى الذي لم يحاسب عليها النظام الحاكم حينذاك واخرجه الكاهن بطلا حتى خرج علينا الناس وقت تنحيه بأقذر نكته سياسية في هذا الشأن .! اليسار اكذوبة كبرى اهلكت الأمة ودمرتها ولعب رجاله حتى الان اسوأ الأدوار واحطها لتمزيق شمل الأمة واحالتها الى مسخ لا لون له ولا هوية. اسمع الان من نافذتي ، الابناء وهم في سبيلهم الى الامتحانات ينادي بعضهم على بعض بصوت شاد وغريب : - اسأل المكتبة عندك اقلام !! ( بصوت اقرب الى صوت الحمير ) فيرد الآخر : إسألوه عندك حشيش !! ( بصوت منخفض قليلاً ) والقضية مهداة إلى وزير التربية والتعليم ! لا تقولوا أنها حالات فردية . اتقوا الله في هذا البلد الذي ضاع على أثر تغيب الأخلاق. من يراقب الناس !؟ لا تقولوا الضمير . لابد من العودة إلى نظام الحسبة الذي يهاجمه الشاعر احمد عبد المعطي حجازي ! ونسأل عبد المعطي حجازي كم توزع مجلة ابداع التي انت رئيسها !؟ ونسأل صلاح عيسى كم توزع جريدة القاهرة ايضاً ؟ واسأل مكتبة الأسرة عن مطبوعاتها كم توزع ؟ رسالة الى وزير الثقافة الجديد : استمعت إلى حواركم مع الاستاذ شريف منصور على قناة مصر 25 يوم 23/5/2013 – وهو حوار جيد للغاية . أمل ان تنهى عصر العصابات والمافيا في وزارة الثقافة وأن تعيد للأمة خصائصها ونرى كتب العباقرة بدلاً من الهلافيت فترى كتب القرضاوي والمسيري وجمال حمدان وسليمان حزين ، وحامد عبد الله ربيع ، فوزي محمد طايل ، نادية مصطفى ، زينب عبد العزيز ، محمد السعدي فرهود ، عبد الجليل عيسى وحلمي القاعود .. وان تنحسر كتابات الهلافيت الذي دوخوا الأمة وكسروا همتها. ولا أكاد أصدق ما قرأته على شريط الأخبار ، اقرأ معي : روسيا تقول أن سوريا وافقت على حضور مؤتمر السلام !! واقرأ أيضاً عن الدعوى التي أطلقتها المخرجة ايناس الدغيدي عن تقنين بيوت الدعارة شرط المراقبة الدقيقة للحفاظ على الشباب ورغبة منها في التخفيف عنهم وقالت ان بيوت الدعارة موجودة فعلاً وتحتاج الى تقنين ! ويدعو ايضاً الدكتور عمرو حمزاوي للزواج المدني لحصول الإنسان على حريته الكاملة في الاختيار وتمكن غير المسلم من الزواج بالمسلمة لتحقيق المواطنة الكاملة !! اسأل الله ان يلطف بنا ويرحمنا . والله يقول الحق وهو يهدي إلى الصواب ...