لم نسمع ردا عربيا جديا يندد بالانتهاك الاسرائيلي الجوي للأراضي السورية، ولم يصدر موقف مستنكر من اية عاصمة عربية للدعم الامريكي لهذا الانتهاك.
ولكن، تنهال الهجمات والانتقادات والحملات الاعلامية من دول عربية على سوريا شعبا وقيادة، وهناك اصطفاف مذل تتباهى به بعض عواصم العرب الى جانب امريكا واسرائيل ضد دمشق، الى حد المطالبة بضرب القطر السوري الشقيق.
القيادة السورية ترفض ان تتخندق في المعسكر الامريكي الاسرائيلي المعادي للامة العربية وشعوبها وحقوقها وقضاياها، وترفض الصمت على ما تنفذه واشنطن من مخططات خبيثة واستراتيجية شريرة في المنطقة، لذلك، هي تتعرض للتهديدات وأشكال الحصار المختلفة، الى درجة التلويح بشن الحرب عليها، والعرب صامتون.
ولأن امريكا عاجزة عن الامساك بالوضع في العراق المحتل، وقواتها تتلقى الضربات وأفدح الخسائر ، فقد وجدت في سوريا التي تعلق عليه الفشل والعجز والهزائم، وحركت واشنطن ادواتها الذليلة في لبنان وغيرها، لتوجه الاتهامات وكيل الشتائم.
ما تهدف اليه الادارة الامريكية وحلفاؤها في المنطقة هو ضرب الاستقرار في سوريا، بالحصار والتهديد والتلويح بالحرب وتوجيه الاتهامات وتنفيذ اعمال التخريب، واتباع سياسية (تهويش) واشاعات ممنهجة ومبرمجة، غير أن القيادة السورية تدرك كل أبعاد هذه الاساليب والأهداف المرسومة لها، وبحكمة وحزم تواجه هذه الحرب منذ سنوات طويلة، دون ان تنكسر، مدركة في الوقت نفسه، ضرورة اليقظة والحذر وعدم الانزلاق وراء المخططات المعادية، والوقوع في الكمائن المنصوبة.
لكن، السؤال الذي يفرض نفسه،هنا،هو:
أين الموقف العربي الرسمي من التهديدات والانتهاكات والضغوطات التي تتعرض لها سوريا الشقيقة ، ولماذا هذا الصمت الذي وصل الى حد التآمر.
اننا لا نستغرب ذلك، فدول عديدة في هذا الوطن تصطف الى جانب امريكا واسرئيل ، ضد سوريا وشعبها وقيادتها، وضد شعوب الامة وحقوقها، فرحة ومنتشية بالاوصاف التي تطلقهاعليها واشنطن وتل أبيب، من اعتدال وواقعية، وهما تعبيران يعنيان في قاموس الشعوب التخاذل والتواطؤ والانحراف.
تحية لسوريا ، ولمواقف قيادتها ، وتبقى ارادة الشعب السوري الرافض للاحتواء والذل والمكر والمهانة، اقوى من شرور واشنطن وتل ابيب، وخيانات الآخرين ، حلفاء الولاياتالمتحدة واسرائيل. عن المنار