اعتصر قلبى عندما وقعت عيناى على مسجد الرحمة وقد سُقف بالجريد والزعف، ليس كله ولكن بعضه، وقد بُنى بالحجارة ولم يُطلى أو يُزخرف، وكأنه بلسان الحال يشكونا إلى الله لتقصيرنا، وهناك مساجد تكلفت الملايين من الجنيهات لأنه يصلى بها المسئول فلان. كما لا توجد بالقرية وحدة صحية أو مستشفى، وعدد الموظفين ثلاثة فقط لا غير من تعداد تجاوز 5 الآف نسمة. رصدت «الشعب» معاناة أهالى قرية ميتوشلح – مركز بنى مزار بالمنيا. وعن أصل تسميتها يروى الحاج حسن حماد -تجاوز سنه الثمانين- قائلا: «ميتوشلح ترجع تسميتها إلى رجل يدعى «ميتوشلح» وكان يعمل فى صناعة الطوب اللبن وكان يتعامل مع شركة إنجليزية أيام الاحتلال، وكان يورد 400 ألف قالب طوب للشركة ، وفى يوم ذهب ليستلم أمواله وبدلا من أن يحاسبوه على العدد، أخطأ الموظف الإنجليزى وأعطاه 400 ألف جنيه، واشترى ميتوشلح 250 فدانا.. (القرية حاليا). وكانت من قبل ملك ساويرس الملاح من مغاغة ومن بعده أولاده باعوها فدانا فدانا، وهى تبعد عن مدينة بنى مزار نحو 5 كيلومترات من الناحية الشرقية. وكثير من جاء ليصور حالنا، لكن من غير فائدة، لا أحد يسأل عنا غير الحرية والعدالة؛ فقد نظموا قافلة طبية وبعض المساعدات. مشكلات كثيرة تنتظر أن تحل؛ فنحن فلاحون نروى الزرع بالماكينة ونحتاج إلى الجاز، والصفيحة وصلت إلى 60 جنيها فى السوق السوداء، رغم أنهم يصرفونها على البطاقة الزراعية، ومن الممكن أن تنتظر فى محطة الغرباوى إلى الساعة 3، فنضطر إلى أن نشترى من السوق السوداء. كما يشير رضا فتحى – موزع خبز- قائلا: «يا فندم المشكلات أهمها إن الناس هنا تحت خط الفقر، ومحدش حاسس بينا والله، وبالنسبة ليا فأنا موزع فى مشروع توصيل الخبز إلى المنازل بعد ما تم تطبيق منظومة تحرير سعر الدقيق والحمد لله، هو أول أسبوع فقط لا غير لقيت العيش بدأ يرجع زى الأول وزنه لا يتجاوز 110 جرام ولا يتاكل نهائى، ولما شكيت إلى عاطف خطاب- رئيس الوحدة المحلية بالحسينية – تعرف رد عليا وقال إيه؟ إنت ملكش دعوة إنت ماتشكيش اللى يشكى المواطن!! وكان عاوز يغيرنى من عنده ويخلى واحد تانى موزع مكانى وتعرضت للفصل بسبب إنى قلت كلمة الحق، لسه يا بيه البلد عاوزه كتير والفساد مليها. وهناك مثال واضح ابن عمى محمد على عبد الحليم بنى منزل وسط القرية كما ترى ومعانا حكم بالبراءة رقم 19737 لسنة 2008 ولما حاولنا تركيب الكهربا وتوصليها بعد المعاينة، طلب من إدارة التنظيم بالحسينية عمل رسم كروكى، ولما امتنعنا عن دفع فلوس له، قال بالحرف: (مش هتركب النور لو عملت إيه) وهذا الكلام على مسئوليتى الشخصية، وتم عمل شكوى إلى النيابة الإدارية التى لم تفصل فيها. ومفيش عندنا مدرسة إعدادى والتلاميذ بتمشى إلى مدرسة طه حسين ببنى مزار فى الذهاب والعودة يوميا بمعدل 10 كيلومترات علشان يتعلموا، وعلى فكرة لا يوجد سوى مدرسة ابتدائى واحدة نصفها فاضى، ولو تم استغلالها كتعليم إعدادى يكون أحسن بالفعل، ونطالب مديرية التربية والتعليم بالمتابعة للمدرسة الوحيدة».