محمد: لن أنهى اضرابى عن الطعام فالموت أهون من تقييد حريتى وأنا برىء بحكم المحكمة . مختار: صحة والدتى المسنة تدهورت بسبب الامتناع عن الطعام والمسئولون يتجاهلون. اعلن محمد على عبد اللطيف المتهم البرىء من مذبحة بنى مزار بالمنيا وأسرته إضرابهم عن الطعام احتجاجا على ممارسات الشرطة ضدهم منذ ما يزيد على العام بعد صدور حكم البراءة لصالحه الذى أصدرته محكمة جنايات المنيا برئاسة المستشار محمد إسماعيل عبد الرحيم فى سبتمبر 2006 . وصرح محمد على لجريدة " الدستور " بأنه أعلن الاضراب عن الطعام منذ يوم الجمعة الماضية احتجاجا على مضايقات رجال الشرطة الذين يقيمون بأعمال الحراسة عليه بحجة حماية حياته من انتقام أقارب وأهالى الضحايا وتقييد حريته وحركته وإبعاده عن منزله وبلدته عذبة شمس الدين، بالاضافة الى التفريق بين شقيقته ميرفت وعزة وبين زوجيهماوأةلادهما، منذ صدور الحكم ببرائته فى 6 /9/2006 .. وأكد محمد على المتهم البرىء أنه طلب رفع هذه الحراسة وأعلن استعداده لكتابة إقرار بذلك، حتى يستطيع العودة لحياته الطبيعية لحاجته للعمل لمساعدة والده ولتكوين نفسه والزواج وان كل المسموح له هو الخوج من مقر اقامته بعزبة أبو حجر التابعة لمنشية القيس بمركز بنى مزار الى المسجد المجاور، ثم العودة والحبس من جديد، وأعلن محمد استمراره فى الاضراب لحين تنفيذ مطالبه أو الموت الذى هو أفضل وأرحم بكثير من هذه الحياة، وتساءل محمد: هل الشرطة تعاقبنى لحصولى على حكم بابراءة أم أن الوضع هذا سيستمر حتى قبول طلب النقض الذى تقدم به محامى الضحايا والذى من الممكن أن يستغرق أعواما؟! وتؤكد والدة محمد وتدعى زينب محمد أعمد عرابى 65 سنة والتى تضامنت مع ابنها فى الاضراب أن: ابنى محبوس واخواته البنات محبوسون معنا فى غرفة تملكها الحاجة زينب محمد حسن شقيقة العمدة، ويطالبنا أبناؤها بترك الغرفة لهم للاستفادة بها لأنها ملكهم، وتصر والدة محمد على الاستمرار فى الاضراب حتى يتم فك الحصار المفروض على إبنها وبناتهاوعودتهم لأزواجهم أو الموت. وتضيف عزة " شقيقة محمد " 31 سنة ربة منزل التى أعلنت هى الأخرى الإضراب مع شقيقتها وشقيقتها الكبرى ميرفت 42 سنة ووالدتهم أنه بعد حصول شقيقتها على البراءة قامت أجهزة الأمن بابعادنا عن العزبة منذ ما يزيد على عام وشهرين وبالتحديد من يوم 6/9/2006 ، ويرفضون عودتى لزوجى وأولادى الأربعة حسام صلاح مصرى 14 سنة وشقيقته حسناء 11 سنة ومعتز 10 سنوات وحازم 8 سنوات. وتضيف عزة أن زوجها وأبنائها يعيشون مأساة كبيرة، وتقول: فيكفى أن ابنتى الطفلة إسراء تتحمل مسئولية المنزل من أعمال الطبخ والغسل والنظافة رغم صغر سنها، كما أن أسرتها قضت شهر رمضان والعيد بعيدا عن حتى أننى طلبت من زوجتى تركى والزواج بزوجة أخرى حتى تستطيع خدمته وخدمة أطفالى، فما هو الذنب الذى اقترفناه ليحدث لنا هذا، وترفض أجهزة الامن عودتى لزوجى وأولادى؟ وهل يتحمل أى زوج هذا الوضع؟!! وفى انفعال شديد يتساءل الحاج على محمد عبد اللطيف والد محمد: هو محمد مش مواطن ومن حقه يعيش؟ ده لو كان حكم عليه بالاعدام لكان هذا أفضل له من هذا الوضع، ويضيف اننى كنت أملك بيتا وفدانا بعزبة شمس الدين، فأجبرتنى الحكومة على بيع المنزل بنصف الثمن وبيع الفدان وأعطوا مقابلهما لأسر الضحايا ليرضوهم على حسابى.. مختار شقيق محمد 37 سنة موظف بكهربة الريف ببنى مزار يقول إنه ذهب ومعه والده لمفتش الداخلية والذى وعده بتلبية مطالبهم ولم ينفذ وعده، كما ذهبت الى اللواء مجدى عبد العاطى رئيس المباحث الجنائية ووعدنا بالحل ولم يحدث. ويضيف مختار أنه بدأ يخشى على حياة والدته المسنة من هذا الاضراب، وأيضا أشقائه، الذين بدأت صحتهم تتدهور وتسوء، فهل نجد مسؤلا واحدا يقوم بالتدخل وحل هذه المأساة التى نعيشها؟ وعلى صعيد أخر تقدم " طلعت السادات" عضو مجلس الشعب ومحامى المتهم بسؤال إلى وزير الداخلية حول الأسباب التى تدعو الأجهزة الأمنية إلى تحديد إقامة أسرة البرىء " محمد على عبد اللطيف " ولماذا ترفض وزارة الداخلية بهذا السماح لشقيقات" محمد " وبالعودة لأزواجهن وأولادهن فى قرية شمس الدين، وأوضع " السادات ": إذا كان الحكم القضائى هو عنوان الحقيقة فلماذا تصر الذاخلية على كسر رقبة هذه الحقيقة ؟ مشيرا الى أن محكمة جنايات المنيا قد قالت كلمتها فى حكم ناصع العدالة والحكمة ببراءة المتهم، فمن هذا الذى يملك أن ينحى هذا الحكم جانبا ويستمر البرىء وأسرته فى منفى وتحدد إقامتهم وتسجن أسرة بكاملها بدون أى سبب ؟!