كشفت مصادر مطلعة على تفاصيل العملية الأمنية في شمال سيناء، تفاصيل تحرير الجنود السبعة المخطوفين منذ الخميس الماضي علي يد مجهولين في شمال سيناء. وقالت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، صباح الأربعاء، إن القوات المسلحة بمعاونة جهاز الشرطة، أعدت خطة مُحكمة لتحرير الجنود، مع الحفاظ علي أرواحهم، ودون تعرض حياتهم للخطر. وأكدت المصادر، أن القوات المسلحة تمكنت من تنفيذ خطة خداع استراتيجي محكمة لاستعادة الجنود السبعة المختطفين بشمال سيناء، من خلال قيادة عمليات عسكرية في نطاقات مختلفة تماماً عن أماكن تواجد الجنود الحقيقية. وأضافت المصادر، أن القوات المسلحة قامت بعمليات ميدانية في رفح والشيخ زويد وصلاح الدين، للتمويه وإبعاد الأنظار عن العملية الأساسية التي كانت تتم في وسط سيناء، وتبعد عن المناطق المذكورة أكثر من 70 كيلو متراً. وأكدت المصادر، أن مشايخ القبائل، بالتنسيق مع المخابرات الحربية، رفضوا استقبال الخاطفين في أي مكان بسيناء، الأمر الذى دفعهم إلى التوجه إلى منطقة الوسط الصحراوية المكشوفة لطائرات المراقبة الجوية وعمليات الاستطلاع، مما أدى إلى انكشافهم، وهو ما أجبرهم على الفرار، بعد ترك الجنود في الصحراء. وأشارت المصادر، إلى أن الخاطفين تركوا الجنود السبعة المختطفين في صحراء وسط سيناء وفروا هاربين، بعد ملاحقات مستمرة من القوات المسلحة. وأضافت المصادر، أن القوات المسلحة وعناصر وزارة الداخلية كانت تمارس «قتالًا تعطيليًا» في منطقة شمال سينا، وتحديدا في أماكن الجورة، وصلاح الدين، والشيخ زويد، ورفح، بينما تسير العملية الحقيقية لملاحقة الخاطفين في جبال وسط سيناء، بعد تركهم منطقة الجورة بالشمال، في اتجاه الوسط؛ حيث الجبال المرتفعة وأماكن الانكشاف للقوات وعناصر المخابرات الحربية، التي كانت تتابع الموقف بحرص شديد. وقالت المصادر: «القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على نحو 20 بؤرة إجرامية كان الخاطفون يستخدمونها في الاختباء خلال الأيام الماضية، وسط عمليات كر وفر مستمرة مع القوات المسلحة». وأشارت المصادر، إلى أن وسائل الإعلام ساهمت بشكل كبير في إنجاح العملية؛ من خلال انشغالها بالعمليات التعطيلية التي تدار في منطقة أقصى الشمال، دون تسليط الضوء على العملية الحقيقية، التي تم تنفيذها في وسط سيناء، من خلال رصد دقيق للعناصر الخاطفة من خلال المخابرات الحربية. وأكدت المصادر، أن القوات المسلحة أغلقت كل المنافذ الموجودة بمنطقة وسط سيناء، التي كان يتواجد بها الخاطفون، وضيقت الخناق عليهم، بعد محاصرة استمرت ليوم كامل، حيث لاذ الخاطفون بالفرار وتركوا المجندين خوفا من بطش القوات بهم. ورجحت المصادر، أن يكون الخاطفون انتقلوا من منطقة الشمال إلى منطقة الوسط، من خلال الطرق والدقات الجبلية الوعرة، من خلال «جمال»، حتى لا يتمكن أحد من ملاحقتهم ورصدهم، إلا أن عناصر جهاز الأمن الحربي تمكنت من الوصول إليهم وتحديد المكان، الذى استقروا فيه بالتفصيل. وكشفت المصادر أن هناك عمليات تمشيط واسعة تتم الآن في شمال سيناء من أجل استكمال ملاحقة العناصر الإجرامية التي نفذت عملية الاختطاف، وتطهير سيناء من أوكار الإرهاب، والعناصر الجهادية المتطرفة، في إطار خطة أمنية لملاحقة البؤر الإجرامية الخطرة التي تهدد الأمن القومي في شمال سيناء. وتابعت: «لم يتسن لوسائل الإعلام التحدث مع الجنود العائدين من الاختطاف، بعد وصولهم إلى مطار ألماظة العسكري، وتم نقلهم في سيارة خاصة وسط حراسة مشددة في سرية تامة ، من أجل استجوابهم لمعرفة هوية الخاطفين بدقة، والأماكن التي مروا بها خلال رحلة الاختطاف». وكشفت المصادر، أن القوات المسلحة وضعت يدها على الخاطفين، وحددت مكان تواجدهم وحاصرتهم منذ عصر أمس الثلاثاء، مشيرة إلى أن الرسالة التي أطلقها أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعنوان «الرسالة الاخيرة»، كانت كلمة السر لتنفيذ العملية، وتحرير الرهائن المختطفين.