شهدت المنوفية هذا العام زيادة فى إنتاج محصول القمح على الرغم من المشكلات العديدة التى واجهت الفلاحين فى أثناء زراعته من قلة السولار والسماد وانخفاض منسوب المياه، لكن الفلاحين كانوا حريصين على الاهتمام بالمحصول لأنه على حد تعبيرهم «من غيره الناس هاتجوع». ومن هذا المنطلق اهتم الفلاح المنوفى بمحصول القمح وجاهد فى محطات الوقود للحصول على السولار، وقام بعمل ترع فرعية على نفقته حتى لا يترك المحصول يموت، البعض منهم استسلم للظروف الصعبة والأزمات التى تحاصر الفلاح ولم يتحصل على محصول جيد. عدد من الفلاحين فى المنوفية أشار إلى أن المحصول كان غير جيد، ومنهم مصطفى عويضة الذى أكد أن إهمال الجمعية الزراعية الفلاحَ هذا العام وعدم التعاون معه فى الإشراف على الأراضى وإمداده بالرش المبيدى للقضاء، أثّر فى التربة الزراعية وتسبب فى عدم جودة المحصول، بالإضافة إلى أزمات السولار والمياه. يقول عبد الله الشيخ: على الدولة أن تهتم بالفلاح، لأنه عامل أساسى فى الدولة فيجب الاهتمام بمطالبه وتوفير احتياجات الأرض، لافتا إلى أن غلو الأسعار تسبب فى ذعر الفلاح لأنه ترتب عليه ارتفاع أسعار الأيدى العاملة ليصبح بمعدل 50 جنيها فى القيراط فاضطر الفلاح إلى اللجوء إليها بدلا من الآلة. وأشار صبرى منتصر إلى أن القمح هذا العام لم يأخذ نموه الكافى من الكيماوى نظرا إلى غلو سعره هذا إن وجد. وقال إن شيكارة الكيماوى قبل ذلك كانت بمعدل 75 جنيها، وهذا العام وصلت إلى 160 جنيها وتوجد بكميات قليلة . ولكن جودة المحصول كان سببها الأول والأخير هو المناخ الجيد والحبوب الجيدة؛ فقد أوضح سعيد يعقوب، من منشأة بخاتى، أن المحصول جيد بالفعل هذا العام وذلك يرجع إلى الأصناف الجيدة من التقاوى، بالإضافة إلى درجة الحرارة المناسبة والتى لم ترتفع مثل الأعوام السابقة، وسبب الكثافة على الشون هو أن الحكومة استلمت القمح متأخرا. من جهة أخرى فإن سعر تسليم القمح للفلاح ليس مناسبا، وسعر الكيماوى مرتفع وكذلك سعر الدريس والسولار والعمالة.. نطالب الحكومة بتوفير الكيماوى مجانا. يقول أحمد شلبى، من منشأة عصام؛ القمح زائد هذا العام بفضل الجو المناسب والتقاوى المناسبة وسعر استلام القمح مقبول لأنهم يستوردون من الخارج بأقل من ذلك فدعم الفلاح بزيادة 400 جنيه ليس سيئا. أما الحسينى طه جنوزر، من بركة السبع، فيقول: البنك هذا العام يلتزم بصرف سعر القمح بعدها بيوم أو اثنين، والماديات توفرت وليست مثل السنوات السابقة، الشون هذا العام ليست مغلقة كما حدث فى الأعوام السابقة. وأكد فلاحو قويسنا أن الشون بالمركز مغلقة دون سبب وعندما تحدثوا مع المسئولين قالوا لهم: لن نفتح لاستلام قمح أخضر. مع العلم أنه لا يوجد قمح أخضر، فتوافد العديد من الفلاحين للتسليم فى صوامع شبين الكوم. ويقول إبراهبم ندا: المحصول زائد بفضل الله والحكومة ليست سببا فى الزيادة؛ فالزراعة كما هى والفلاح كما هو والإنتاج تأثر فترة لانخفاض مياه الرى، أما الزيادة الملحوظة فى القمح فسببها جودة التقاوى والمناخ الجيد بالإضافة إلى الاهتمام بالمحصول. لافتا إلى أن الجمعيات الزراعية ترفض استلام القمح. كما أكد شوقى فرج، موظف بالجمعية الزراعية، أن المحصول هذا العام جيد بالفعل رغم الأزمات التى واجهت الفلاح فى وقت زراعته مثل قلة السولار وانخفاض منسوب المياه، والسبب يرجع إلى جودة التقاوى مثل مصر 1 وخلافه، والتى أكد عدد من الفلاحين جودتها، بالإضافة إلى أن درجة الحرارة كانت مناسبة لزيادة الإنتاج، كما أن الفلاحين تشجعوا على زراعة القمح بسبب السعر المرتفع الذى أعلنته الحكومة للإردب. وأكد موظفو التموين بشون شبين الكوم أن جودة الإنتاج والزيادة فى المحصول سببها الحرارة المناسبة وجودة البذور، وكان من المفترض أن تقوم الحكومة بتسفيل الشون قبل تسليم القمح فيها حتى لا يتم إهداره، واختلاف التقاوى يؤثر فى جودة المحصول ف92 يختلف عن 93. وأكد الدكتور «أحمد حبليزة » وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية أن المساحة المزروعة هذا العام زادت بالفعل عن العام الماضى، موضحا أنه تم زراعة 144 ألف فدان هذا العام مقارنة ب126 ألف فدان العام الماضى، وهذه كانت أول الخطوات لزيادة القمح، بالإضافة إلى إعلان سعر مجز للإردب منذ فترة كبيرة والذى شجع الفلاحين على زيادة الإنتاج. وأضاف «حبليزة» أن زيادة متوسطية الإنتاجية كانت بسبب أصناف البذور التى أعطيناها للفلاحين وهى سدس 12 وجميزة 9 وجميزة 11، وهذه الأصناف إنتاجيتها أعلى من الأصناف القديمة. وأشار «حبليزة» إلى أن المزارعين استلموا حصتهم كاملة من الأسمدة متحديا أى مزراع يأتى بالمستندات ليؤكد أنه لم يستلم حصته من الأسمدة، كما أن الظروف المناخية ساعدت أيضا فى ذلك موضحا: كانت هناك أزمة فى السولار بالفعل وقمنا بحلها؛ فقد تم تسليم 40 لتر سولار لكل مزارع. وأوضح أن منظومة استلام القمح التى اختصت بها المنوفية كانت سببا فى تسهيل تسليم القمح، وهذه بعض الإجراءات التى اتخذتها المحافظة؛ فيتم توريد القمح للجمعيات الزراعية ويتم محاسبة الفلاح خلال3 أو 4 أيام. أما عن الصوامع المغلقة فى بركة السبع وقويسنا فأشار حبليزة إلى أنها دخلت فى التطوير وستعمل خلال أيام ومن يريد التسليم فالجمعيات الزراعية موجودة وتأخرت أموال الفلاحين بسبب إجازة البنوك، لكن يتسلم الفلاح سعر المحصول بعد 3 أو 4 أيام. كما أن المنوفية حظرت تداول وتسويق القمح المحلى لعام 2013 خارج نطاق المحافظة بين التجار بالمخالفة للقرار الوزارى رقم 53 لسنة2013، بالإضافة إلى أن اللجنة العليا لتسويق محصول القمح تتولى تسهيل المهمة بتجميع وتسويق محصول القمح المحلى على أكمل وجه واستمرار عمل اللجنة لرصد أية مشكلات أو معوقات تواجه عملية التسويق والتسليم والتحرك الفورى للحل.