أعلنت "الجماعة الإسلامية" أن ما يقرب من خمسين ألف من أعضائها اعتقلوا منذ عام 1981م وحتى الآن، وأن نحو مائة منهم نفذ فيهم حكم الإعدام في غضون سبع سنوات فقط، في حين قتل قرابة الألفين خلال المواجهات التي دارت مع أجهزة الأمن في حقبة التسعينات. وأشارت الجماعة في بيان إلى أن متوسط سنوات اعتقال أعضائها بلغ ما يقرب من اثنتي عشرة سنة وهناك من اعتقل لمدة ستة عشرة سنة، بينما ظل قادتها في السجن لنحو ربع قرن ولا يزال بعضهم معتقلاً حتى الآن. واستنكرت الجماعة في بيانها ما لاحظته في الآونة الأخيرة من محاولة البعض المزايدة على تاريخها وعطائها وبذلها وما قدمته لدين الله وما أضافته في ميدان العمل الإسلامي، على حد قولها. وقالت في بيانها: كنا نود أن نضرب الذكر صفحًا عن أولئك النفر الذين استباحوا لأنفسهم الخوض في أعراضنا والتشكيك في نياتنا من خلال هجومهم على المراجعات الفكرية التي أجرتها "الجماعة الإسلامية" عقب مبادرة (وقف العنف في عام 1997م) حتى تتسق مسيرتنا مع الشرع وكنا نود ألا نلقى بالاً لكل هذه الاتهامات، ولكننا رأينا أن الأمر لا يتعلق بقلة قليلة ولكنه يتعلق بتاريخ الآلاف من أبناء الجماعة. وكانت الجماعة تعقب بذلك على الذين شنوا هجومًا عليها في الآونة الأخيرة وخاصة بعد خروج قادتها عبر وسائل الإعلام بشكل علني للمرة الأولى في تاريخهم، للرد على ما أعلنه الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" الدكتور أيمن الظواهري حول انضمام قادة الجماعة إلى التنظيم. وبعد أن استعرضت في بيانها بالأرقام أعداد معتقليها وقتلاها في المواجهات مع الأمن إبان موجة العنف، دعت الجماعة ما أسمتهم ممارسي الجهاد اليوم من أمام الفاكس والميكرفونات إلى معرفة هذه الحقائق. وتساءلت: أين هؤلاء الذين يرفعون لواء البطولة اليوم من كل هذه التضحيات أم أن الجهاد اليوم لا يكون إلا من أمام أزرار "الكيبورد" وإذا احتدم الأمر فالتضحيات لا تكون إلا بدماء أبناء الجماعة الإسلامية وعلى أشلائهم وجثثهم بحسب تعبيرها. ونددت الجماعة بما وصفته ب "تجاهل المزايدين لدماء المئات من الشهداء الأبرار الذين بذلوا الروح رخيصة في سبيل الله، وقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه كما نحسبهم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر" على حد قولها. واستطردت قائلة: لو نطقت تلك الدماء اليوم لقالت لقادتها وإخوانها في الجماعة سيروا على بركة الله فيما هداكم الله إليه من صلح وحقن لدماء المسلمين ولا تلقوا للمزايدين بالاً فمصلحة الدين الذي ضحينا من أجله أسمى وأشرف من ثارات النفوس وأحقادها ودوروا مع مصلحة الإسلام حيث دارت ولا تدوروا مع مراد نفوسكم. ودعا البيان من أسماهم ب "المزايدين" إلى تدبر كيف وقفت تلك الجموع الغفيرة من أبناء "الجماعة الإسلامية" صفًا واحدًا خلف قادتها في قرار منع القتال، مشيرًا إلى أن هذه الكلمات هي نصيحة خالصة حريصة فالجماعة الإسلامية لا تسعى لرضا الخلق على حساب رضا الله تعالى الذي هو غايتها ومقصد سعيها وهى ليست حريصة على تجميل صورتها في عيون الناس على حساب ما تعتقده حقًا وما تراه صوابًا، على حد قول البيان. من جانبه، شكك ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية في صحة الأرقام المذكورة رغم اعترافه بأن الجماعة الإسلامية قدمت الكثير من التضحيات عبر الاعتقالات والمواجهات، واعتبرها أرقامًا مبالغًا فيها اللهم إلا إذا كانت تشمل كافة ضحايا الحركات الإسلامية المختلفة. وأعرب في تصريح لجريدة "المصريون" الإليكترونية: عن أمله في أن تستعيد الجماعة الإسلامية عافيتها ودورها الدعوى بشكل معتدل بعيدًا عن التعصب بالمشاركة مع الحركات الإسلامية الأخرى، وأن تسود روح الود المحبة بين كافة الإسلاميين وأن يكون هناك خطاب إسلامي يعلو بالعلاقة فيما بينهم.