رغم إعلان سلطات الاحتلال الصهيوني عن إدخال بعض "التسهيلات" على دخول كبار السن من محافظات الضفة الغربية إلى القدسالمحتلة بمناسبة شهر رمضان الفضيل، والسماح لهم بالتوجه للصلاة بالمسجد الأقصى المبارك؛ إلاّ أنها اتخذت منذ اللحظات الأولى من بدء الصيام إجراءات مشددة. فقد نشرت سلطات الاحتلال المزيد من عناصر وحداتها الخاصة في جيشها وشرطتها على المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسة لمدينة القدس ومحيطها، وفي الشوارع الرئيسة ومحاور الطرق وعلى بوابات القدس القديمة وبوابات المسجد الأقصى والشوارع والأسواق والطرقات المؤدية له. كما عمدت تلك القوات إلى إخضاع المواطنين الفلسطينيين لسلسلة حلقات من التفتيش قبل الوصول إلى المسجد المبارك لأداء الصلاة، فضلاً عن إعلانها إغلاق الضفة الغربية بذريعة الأعياد اليهودية، الأمر الذي يتناقض مع الإعلان عن تسهيلات. وفي هذا السياق؛ لم يسمح جنود الاحتلال في معبر قلنديا، شمال القدس، للمواطنين من حملة هوية السلطة الفلسطينية، يوم الجمعة (14/9)، بالدخول إلى القدس وأداء الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك، وهدّدوا باستخدام القوة واعتقال من لا يخضع لتلك التعليمات المشددة. وذكر شهود عيان أنّ مئات المواطنين الذين أرادوا اختبار "التسهيلات" المعلن عنها توجّهوا إلى الحواجز والمعابر من مختلف مدن الضفة الغربية، بهدف الصلاة في المسجد الأقصى الأقصى المبارك في الجمعة الأولى من شهر رمضان، قد عرقلتهم سلطات الاحتلال عن المرور، لافتين الانتباه إلى وقوع العديد من المشادات الكلامية مع جنود الاحتلال القابلة لأن تتطور في أي لحظة إلى عمليات قمع أمام إصرار المواطنين على اجتياز المعبر. إلى جانب ذلك؛ تعترض الحواجز العسكرية والشرطية المباغتة والمتتالية المواطنين المقدسيين خلال توجههم من ضواحي القدس وقراها وأحيائها إلى مركزها وإلى المسجد الأقصى المبارك، فضلاً عن وضع المتاريس البوليسية والحواجز العسكرية على مداخل بوابات البلدة القديمة ومداخل وبوابات المسجد الأقصى والطُرق والشوارع المؤدية إليه. وأشار "المركز الفلسطيني للإعلام" إلى أنّ سلطات الاحتلال حوّلت مدينة القدس الشريف، كعادتها في كل سنة، إلى ثكنة عسكرية. إلاّ أنّ الجموع الوافدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948 وأنحاء القدس تواصل التدفق على المسجد الأقصى، وهم فقط الذين بإمكانهم أداء الصلوات بالمسجد المبارك في أحسن الأحوال، وفي حال لم تتذرع أجهزة الاحتلال الأمنية بالحجج الزائفة لاتخاذ قراراتها الجائرة بتحديد أعمار المُصلين من حملة الهوية الزرقاء "الصهيونية"؛ الأمر الذي اتبعته في معظم أشهر رمضان في السنوات الماضية. وفي السياق نفسه؛ منعت شرطة الاحتلال السيارات الخاصة والحافلات التي تقل المُصلين من داخل الأراضي المحتلة سنة 1948 ومن ضواحي القدس؛ من الوقوف في محيط سور القدس وأبعدتهم إلى مناطق بعيدة نسبياً، وهو ما يمثل مشقة بالغة على كبار السن.