كتب: تحقيق وتوثيق : شفيق أحمد علي • عبد المنعم سعيد اعترف بتلقيه مائتى ألف دولار للإنفاق على مؤتمر "للتطبيع" فلماذا لم يحاكَم فى قضية التمويل الأجنبى؟!. • النيابة العامة تقول: (التطبيع يستهدف تخريب مصر والتجسس على شعبها). . وإذا كان بيننا من شبَّ عبدًا لذاته وملذاته وباع نفسه للإسرائيليين فمصر بها شرفاء يحمونها بأرواحهم. • ما حكاية "قبلات" الدكتورة هالة مصطفى "لكلب" السفيرة الأمريكية فى حفل عيد استقلال أمريكا؟!. • وما دور الموساد فى إنشاء وتمويل "تحالف كوبنهاجن" لصاحبه عبد المنعم سعيد و"شركائه"؟!. لا نزال مع مفتى التطبيع، والتجويع، وكفالة "القمع" للجميع!!.. لا نزال مع الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق وجريدة المصري اليوم حالياً، وهو المدافع الصنديد عن التطبيع والتركيع، وعن جرائمالصهاينة والأمريكيين، وعن حكم رجال الأعمال وأنجال المخلوع: علاء وجمال، رغم كل ما زخر به من فساد واحتيال!!. ومن باب التذكرة لمن باعوا الذاكرة أو "صهينوها"، كان عبد المنعم سعيد "وشركاؤه" قد أنشئوا جمعية أهلية للمتصهينين ودعاة التطبيع؛ هذه الجمعية مسجلة باسم "جمعية القاهرة للسلام" ومشهرة برقم 292 لعام 1998 فى وزارة التضامن الاجتماعى، وقت أن كان اسمها وزارة الشئون الاجتماعية.. صحيح أن اسم "جمعية القاهرة للسلام" ذكرنى بما كان مكتوبًا على دكان "الجزارة" الذى كنت أراه من نافذة مكتبى بمؤسسة روزاليوسف فى شارع القصر العينى، الذى ضبطوه يبيع لحوم "الحمير".. هذا "الدكان" كان صاحبه يكتب عليه بالخط العريض: "جزارة الأمانة"، وأغلقته الحكومة منذ عشرين عامًا تقريبًا، وقدمت صاحبه للمحاكمة بتهمة مخالفة القانون وبيع بضاعة "مغشوشة"، لكن "الريشة" التى على رأس عبد المنعم سعيد منعت نفس الحكومة -أى حكومة الحزب الوطنى المنحل- من إغلاق "دكان" التطبيع إياه لصاحبه عبد المنعم سعيد "وشركائه" ومنعت محاكمته، رغم أن عبد المنعم سعيد، ذا الرأى الصديد، يسمى دكانه وبالخط العريض (جمعية القاهرة للسلام) مخالفًا القانون الذى يمنع الجمعيات الأهلية من العمل ب(السياسة، أو تلقى أموال أجنبية). ورغم أن اسم (جمعية القاهرة للسلام) يعنى بوضوح أنها جمعية أو دكان يعمل فى السياسة، ورغم أن هذا "الدكان" برعاية الصهاينة والأمريكيين، يبيع هو الآخر لحوم "الحمير".. أقصد، يبيع هو الآخر "وهمًا" صهيونيًّا كاذبًا وفاسدًا ومغشوشًا، يسمونه "السلام" تحت لافتة التطبيع، ورغم أن عبد المنعم سعيد نفسه اعترف علنًا أنهم تلقوا (مائتى ألف دولار) للإنفاق على مؤتمر التطبيع الذى عقدوه مدة يومين فقط فى أحد فنادق الزمالك؛ لكن حكومته؛ حكومة عبد المنعم سعيد وأمثاله فى زمن المخلوع، لم تجرؤ على محاسبته بحجة أن على رأسه "ريشة" دون أن تحدد طبعًا جنسية هذه الريشة، وهى الريشة التى جعلت "مكرم محمد أحمد" هو الآخر، وقت أن كان نقيبًا للصحفيين، لا يجرؤ على محاسبة عبد المنعم سعيد، لا على سفره إلى الكيان الصهيونى الغاصب المسمى إسرائيل، ولا على عدم امتثاله لقرار مجلس النقابة بإحالته إلى التحقيق طوال خمسة عشر عامًا مضت، حتى بعد أن أصدر مجلس نقابة الصحفيين قرارًا مماثلًا بإحالة كل من الزميل حسين سراج المحرر بمجلة أكتوبر بسبب سفره إلى الكيان الصهيونى، والدكتورة هالة مصطفى رئيسة تحرير مجلة الديموقراطية التى تصدر عن مؤسسة الأهرام؛ بسبب استقبالها السفير الصهيونى فى مكتبها بالأهرام، رغم أنها زميلة الدكتور عبد المنعم سعيد فى الأهرام، وفى التطبيع، وفى نقابة الصحفيين أيضًا، وهو القرار الذى امتثل له الزميلان وحضرا التحقيق الذى انتهى، حسب ما نشرته جريدة "الأهرام" فى 3/2/2010، بمعاقبة الزميل حسين سراج ب( الوقف عن ممارسة مهنة الصحافة لمدة ثلاثة أشهر بسبب سفره إلى إسرائيل)؛ علمًا أن حسين سراج ارتكب المخالفة التى ارتكبها الدكتور عبد المنعم سعيد ولم تعاقبه النقابة إلى الآن، لكن حسين سراج ليس على رأسه ريشة، لا هو ولا الدكتورة هالة مصطفى التى لم يشفع لها هى الأخرى، فيما يبدو، أنها زميلة الدكتور عبد المنعم سعيد فى الأهرام، وفى التطبيع، وفى لجنة السياسات "إياها"، ولم تشفع لها أيضًا، صورتها التى انفردت بها جريدة "روزاليوسف" اليومية، على صفحتها الأولى صباح الجمعة 2/7/2010 وهى تحمل أحد "كلاب" السفيرة الأمريكية فى القاهرة "مارجريت سكوبى"، وبجوار الصورة عنوان يقول حرفيًّا، وبالخط العريض: (قبلات هالة مصطفى لكلب السفيرة الأمريكية فى حفل عيد الاستقلال!!). وفى التفاصيل، قالت جريدة روزاليوسف إن الدكتورة هالة مصطفى كانت "نجمة الحفل" الذى أقامته السفارة الأمريكية فى القاهرة بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكى، وإنها حرفيًّا (أبدت اهتماما كبيرًا بكلبى السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى؛ حيث حملتهما الدكتورة هالة وربتت عليهما ثم قبلتهما، وهو ما كان مثار تعليقات الحضور).. هذا هو نصًّا ما قالته جريدة روزاليوسف "يومها" عن الدكتورة هالة مصطفى وقبلاتها "لكلب" السفيرة الأمريكية فى القاهرة، لكن يبدو أنه حتى بين المطبعين والمطبلين وأعضاء لجنة السياسات (خيار وفقوس)؛ لأن تحقيق نقابة الصحفيين مع الدكتورة هالة مصطفى التى حضرت الحقيق على عكس زميلها عبد المنعم سعيد، انتهى بمعاقبتها بعقوبة "الإنذار" فقط، دون أن يكترث النقيب وقتها مكرم محمد أحمد، بما قالته الدكتورة هالة مصطفى على صفحات جريدة "المصرى اليوم" فى الخميس 31/12/2009 وطالبت فيه بألا تطبق نقابة الصحفيين قرار حظر التطبيع ومحاسبة المطبعين تطبيقًا (انتقائيًّا) على حد وصفها، وقالت نصًّا: (لا بد أن تتعامل النقابة مع الجميع على قاعدة من المساواة)، لكنها نسيت فيما يبدو أن زميلها الدكتور عبد المنعم سعيد على رأسه ريشة، حتى لو لم يقل أحد ما هى بالضبط "جنسية" هذه الريشة إلى الآن! وعلى سبيل البيان والتبيان، إذا تصادف وسمعت أحد الصحفيين بمؤسسة الأهرام يتحدث مع زميله ويقول "أبو ريشة"، فاعلم أنه يقصد الدكتور عبد المنعم سعيد؛ ذلك لأن الاسم الحركى للدكتور بين الصحفيين هو "أبو ريشة"، من كثرة خيلائه بالريشة التى كانت فوق رأسه والتى جعلته، من فرط الموضوعية، طوال فترة رئاسته لمجلس إدارة "الأهرام" يضع صورته "البهية" باستمرار، فى الصفحة الأولى لجريدة الأهرام، تنويهًا بمقاله بالداخل، وهو ما لم يكن يحدث قبلها، رغم أن جريدة "الأهرام" العريقة، كانت ولا تزال، تستكتب ويكتب فيها من الكتاب والصحفيين من يستحقون حقًّا أن تنشر صورهم فى الصفحة الأولى بدلًا من "سيادته" دون أن يكونوا رؤساء تحرير، أو رؤساء مجلس إدارة، أو أعضاء فى لجنة جمال مبارك نزيل سجن طرة حاليًّا، لكنها " العزب والتكايا" الحكومية المسماة "الصحف القومية" التى ورثها عبد المنعم سعيد وأمثاله، عن جدهم الفاسد "المخلوع" حسنى السيد إبراهيم مبارك، الشهير بمبارك، رئيس الحزب، أو قل "الكذب" الحاكم الذى ظل جاثمًا على صدور المصريين ثلاثين عامًا وأكثر/ من فرط الديمقراطية، وتصديق الأبواق الصهيو - أمريكية، التى تحمل زورًا الجنسية المصرية!!. • سين سؤال: قلت منذ سطور إن الدكتور عبد المنعم سعيد المدافع الصنديد عن التطبيع وسنينه اعترف علنًا بأن الدكان أو السبوبة التى يسمونها "جمعية القاهرة للسلام" تلقت أموالًا أجنبية رغم أن قانون الجمعيات الأهلية يحظر ذلك.. فأين ومتى بالضبط اعترف عبد المنعم سعيد بذلك؟ ومن أية جهة أجنبية جاءتهم تلك الأموال الحرام باسم السلام؟! جيم جواب: المرحوم صلاح بسيونى اعترف بذلك صراحة وقت أن كان رئيسًا لتلك "السبوبة" أو تلك "الدكانة" المسماة (جمعية القاهرة للسلام) على صفحات جريدة "الحياة" اللندنية التى صدرت فى 24/6/1999، وقالها أيضًا فى برنامج (بلا حدود) الذى يقدمه المذيع أحمد منصور، الذى بثته قناة الجزيرة فى 28/7/1999، ومن بعد المرحوم صلاح بسيونى، قالها أيضًا الدكتور عبد المنعم سعيد نفسه، "وبعضمة لسانه"، على قناة الجزيرة نفسها مساء 3/8/1999؛ أى إن كلًّا منهما قالها علنًا وبوضوح دون أن يخشى المحاسبة.. أكرر: كل منهما اعترف صراحة، والشريط موجود، بأن جمعيتهما إياها المسماة "جمعية القاهرة للسلام" قد تلقت من الحكومة الدنماركية (مائتى ألف دولار)؛ أى ما يزيد عن مليون جنيه مصرى.. لماذا؟! لأن الدكتور الصنديد عبد المنعم سعيد " وشركاءه" من أعضاء الدكان إياه، كانوا قد أنشئوا بالاشتراك مع عدد من الصهاينة القتلة "دكانًا" أو "وكرًا" تطبيعيًّا آخر، أعلنوا بيان إنشائه فى 30 يناير عام 1997 وسمَّوه (تحالف كوبنهاجن للسلام) نسبة إلى مدينة كوبنهاجن عاصمة الدنمارك الممولة للدكان، التى استضافت اللقاءات التى جرت بين المطبعين المصريين وشركائهم الصهاينة التى سبقت إعلان هذا الدكان الذى سموه "تحالفًا"، الذى مات، وتعفنت جثته، ولم تجد من يدفنها إلى الآن. أما لماذا الدنمارك بالتحديد؟ وما مصلحتها فى أن تستضيف هذه اللقاءات أو تمول هذا التحالف المشبوه؟ فيهرب عبد المنعم سعيد فى كل كتاباته من الرد على هذا السؤال إلى الآن . حتى فى برنامج (بلا حدود) حينما سأل المذيع أحمد منصور السؤال نفسه للسفير صلاح بسيونى الذى شارك عبد المنعم سعيد فى هذه اللقاءات، لم يجد الرجل ما يرد به على السؤال سوى جملة واحدة قال فيها نصًّا: (كل شىء تم تحت رعاية الحكومة الدنماركية!!).. ولماذا الحكومة الدنماركية؟! لم يقل الرجل طبعًا أن السبب الحقيقى هو أنه لا يصح أن يظهر بسفور أن إسرائيل أو أمريكا تقف خلف مثل هذه الأوكار والدكاكين، وهذا ليس كلامى وإنما له مصدران: المصدر الأول فلسطينى، والآخر إسرائيلى. المصدر الأول أعنى به كتاب الدكتور "غازى حسين" الذى صدر عام 1998 عن اتحاد الكتاب العرب بعنوان: (القمم والمؤتمرات الاقتصادية والأمنية من التطبيع إلى الهيمنة)، وقال فيه بالحرف: (من خلال عملى فى "فيينا" ممثلًا لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثبت لى أن المخابرات المركزية الأمريكية ترعى وتمول جميع اللقاءات العربية اليهودية، واللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية!!). أما المصدر الثانى أو المصدر الإسرائيلى، فهو جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية التى نشرت فى 3/2/1997 مقالًا دامغًا كتبه محررها للشئون العربية " دانى روبنشتاين" وترجمته ونشرته فى عدد مارس 1997 مجلة "مختارات إسرائيلية" التى تصدر شهريًّا عن مؤسسة الأهرام. وفى هذا المقال اعترفت الصحيفة الإسرائيلية بأن فكرة دكان التطبيع إياه لصاحبه عبد المنعم سعيد وشركائه، والمسمى (تحالف كوبنهاجن للسلام) هى فكرة صهيونية فى الأساس، وصاحبها تحديدًا ضابط سابق فى المخابرات الإسرائيلية اسمه "ديفيد كيمحى".. تقول الصحيفة الإسرائيلية نصًّا: (فكرة المنظمة الجديدة -أى تحالف كوبنهاجن- ولدت قبل عدة أشهر أثناء زيارة إلى القاهرة أجراها ديفيد كيمحى، وكان معه فى هذه الزيارة الصحفى الإسرائيلى دان ناحوم بونديك. ورغم المقاطعة المستمرة التى تفرضها دوائر واسعة فى مصر على إجراء اتصالات بالإسرائيليين، نجح الاثنان فى ترتيب عدة لقاءات لمفكرين إسرائيليين ومصريين فى الدنمارك).. ولماذا الدنمارك؟! لأن "دان ناحوم بونديك" الذى وصفته صحيفة هاآرتس، بأنه (صحفى إسرائيلى) هو الآخر فى الحقيقة، ووفقًا لما جاء بالحرف فى كتاب الدكتور غازى حسين (عميل موساد!!) ويحمل الجنسيتين الإسرائيلية والدنماركية، ويتستر خلف العمل رئيسًا لتحرير مجلة "بولتيكان" الدنماركية، واصطحب معه إلى القاهرة الدبلوماسى الدنماركى "توريين بريل" مسئول العلاقات بين العرب وإسرائيل فى وزارة الخارجية الدنماركية، بل وحضر أيضًا كثيرًا من اللقاءات التى سبقت إعلان تحالف كوبنهاجن، بهدف إحداث ما سماه الدكتور غازى حسين فى كتابه (اختراق فى الجبهة الثقافية المصرية) وسمته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى نفس مقالها (إيجاد قاعدة شعبية للتطبيع بعد أن أصبح من الواضح للعيان أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تقترب من عامها العشرين. ورغم ذلك لا تزال العلاقات والحوارات محصورة بين المسئولين فى البلدين)، لبى دكان التطبيع إياه لصاحبه عبد المنعم سعيد "وشركائه" المسمى (جمعية القاهرة للسلام) رغبات الصهاينة فى (إيجاد قاعدة شعبية للتطبيع)، وعقد فى فندق ماريوت بالزمالك مؤتمرًا سياسيًّا شهيرًا يومى الخامس والسادس من يوليو عام 1999!. وللأمانة: هناك شهادة مصرية هامة، تتعلق "بسبوبة" كوبنهاجن وأعضائها المصريين لا يصح تجاهلهما.. الشهادة صاحبها زميل الدكتور عبد المنعم سعيد فى مركز الدراسات السياسة والاستراتيجية بالأهرام، وهو الدكتور "عبد العليم محمد"، وكان وقتها رئيسًا لبرنامج البحوث "الإسرائيلية" بنفس مركز الدراسات بالأهرام، وقد أدلى بشهادته هذه عقب الإعلان عما سمَّوه وقتها (تحالف كوبنهاجن للسلام) فى مقال منشور بجريدة "الحياة" اللندنية صباح 25/2/1997. وفى هذا المقال، بعد أن قال الدكتور عبد العليم محمد: (إن توجه إسرائيل للتطبيع مع العرب متناقض مع الصلف والعسف والاستعلاء الذى تزخر به ممارساتها) قال أيضًا بالحرف: (هذه الفئة من المثقفين -أعضاء تحالف كوبنهاجن- أفسدها التطلع إلى النفوذ والسلطة!!).. هذه هى شهادة من كان رئيسًا لبرنامج البحوث "الإسرائيلية" بمركز الدراسات بالأهرام نفسه، فى حق عبد المنعم سعيد وأمثاله، وحقيقة دوافعهم من فتاوى التطبيع والتركيع إياها. وللعلم: المرحوم صلاح بسيونى قال يومها أيضًا للمذيع أحمد منصور فى برنامجه (بلا حدود) إنهم أنفقوا المائتى ألف دولار كلها، ولم يتبق منها سوى عشرة آلاف دولار فقط، رغم أن ذلك المؤتمر (السبوبة) لم يستغرق سوى يومين فقط، قضوهما فى فندق ماريوت بالزمالك، ومعهم القتلة والمحتلون الصهاينة، وعلى رأسهم كما قلت "ديفيد كيمحى" الشريك الإسرائيلى الحالى لعبد المنعم سعيد فيما يسمونه (تحالف كوبنهاجن للسلام)، الذى لم تقل عنه صحيفة هاآرتس طبعًا إنه ضابط سابق فى المخابرات الإسرائيلية واكتفت بالقول (إنه مدير عام سابق فى وزارة الخارجية الإسرائيلية)!. • سين سؤال : كيف عرفت إذن أن ديفيد كيمحى، شريك الدكتور عبد المنعم سعيد فى سبوبة كوبنهاجن، ضابط سابق فى المخابرات الإسرائيلية التى تعرف اختصارًا باسم "الموساد"؟!. • جيم جواب: "ديفيد كيمحى" له مذكرات وقحة، أصدرها فى كتاب اسمه " الخيار الأخير" ترجمته ونشرته باللغة العربية مكتبة بيسان ببيروت عام 1992. وفى هذه المذكرات، أو فى هذا الكتاب، اعترف كيمحى صراحة أنه عمل (لمدة 27 عامًا متصلة فى المخابرات الإسرائيلية). ومن يرد أن يعرف أيضًا مدى خطورة الأدوار التى لعبها، ولا يزال يلعبها، ديفيد كيمحى، فليرجع إلى صفحة (59) من مذكرات المرحوم "كمال حسن على" الرئيس الأسبق للمخابرات المصرية، التى صدرت قبل وفاته من مركز الأهرام للترجمة والنشر عام 1986 بعنوان (محاربون ومفاوضون).. على هذه الصفحة، قال المرحوم كمال حسن على الرئيس الأسبق للمخابرات المصرية إن ديفيد كيمحى هذا، شارك فى الاتصالات السرية التى جرت فى قصر الملك الحسن ملك المغرب عام 1977 وأسفرت عن زيارة السادات إلى إسرائيل.. ومن يرد أن يعرف أيضًا رأى ديفيد كيمحى فى احتلالهم الأراضى العربية فليعد إلى ما كتبه كيمحى نفسه فى صفحة (323) من كتابه نفسه "الخيار الأخير"؛ إذ قال بالحرف: (الأوربيون لا يفهمون أننا لا نحب مصطلح الأراضى المحتلة؛ لأن هذا المصطلح أو هذه العبارة تعنى أننا استولينا بالقوة على أرض ليست ملكًا لنا!!).. وهو ما يعنى "على بلاطة" أن ديفيد كيمحى الذى يتحالف معه عبد المنعم سعيد ويصفه بداعية "سلام"، يرى أن الأرض العربية التى استولوا عليها بالقوة هى (ملك لهم)؛ فكيف إذن سيجلو عنها كيمحى وعصابته بالتفاوض، أو دون ضغط، أو مقاومة؟!. وفى صفحة (176) وما بعدها من كتابه نفسه، فاخر "كيمحى" بأنه انتحل صفة صحفى أوروبى ودخل لبنان وشارك فى صب الزيت على نار الفتنة والحرب الأهلية بين اللبنانيين، بل واعترف بالحرف بأنه شارك (فى تزويد المليشيات المسيحية بشحنات كبيرة من الأسلحة المجانية تحت جنح الظلام، وفى تدريبهم على القتال). والأفدح والأفضح هو اعتراف ديفيد كيمحى صراحة فى صفحة (175) بأن إقامة دولة (مسيحية!!) بين إسرائيل ولبنان، هى وبالحرف (إحدى المهمات الرئيسة فى سياستنا الخارجية).. وقال أيضًا: (دعم إسرائيل أية أقلية فى المنطقة أمر ضرورى؛ لأن العيش فى شرق أوسط مختلف العناصر ومكون من شعوب وأديان مختلفة، أفضل بكثير من العيش فى منطقة يغلب عليها العرب السنة، وتتحول فيها إسرائيل نفسها إلى أقلية منعزلة).. هذا هو ديفيد كيمحى حليف عبد المنعم سعيد فى "تحالف كوبنهاجن للسلام" وتلك هى عينة من حقيقتهم!!. وإمعانًا فى الوقاحة، وفى صفحة (56) من كتابه "الخيار الأخير" نفسه، قال كيمحى أيضًا: (إن وزير الخارجية الأمريكى السابق هنرى كيسنجر، "بدهاء سياسى"، أفرط فى تأليه السادات، وفى الإطراء عليه وعلى الخبرة العسكرية للقوات المسلحة المصرية، رغم أن إسرائيل هزمته فى حرب عيد الغفران عام 1973، ورغم أن الجيش الإسرائيلى كان على بعد سبعين ميلًا فقط من القاهرة"!!. وبالوقاحة نفسها، وفى صفحة (159) من كتابه نفسه، قال ديفيد كيمحى الضابط السابق فى المخابرات الإسرائيلية، والشريك الحالى للدكتور عبد المنعم سعيد: (مصر ادعت -هكذا بالحرف- أن طابا تقع داخل حدودها الدولية).. وفى صفحة (161) قال كيمحى أيضًا: (عملت أنا وإفراهام تامير مدير مكتب رئيس الوزراء (الإسرائيلى) رئيسين للفريق المفاوض حول طابا، وأمضينا ساعات طويلة نجادل فيها المصريين فى القاهرة وفى "أورشليم"، ولم تنجح الجهود التى بذلناها للربط بين موافقتنا على اللجوء إلى التحكيم وبين التطبيع)!!. • سين سؤال : وما سر كل هذا الحرص الإسرائيلى على التطبيع مع المصريين؟! وما سر حرص الدكتور عبد المنعم سعيد هو الآخر على الاستمرار فى التطبيع رغم أنه وأمثاله لم يحققوا شيئًا للفلسطينيين من وراء ذلك؟!. جيم جواب : فى صفحة (9) من كتابه " الخيار الأخير" يقول ديفيد كيمحى نصًّا: (منذ أن انتقلت للعمل فى وزارة الخارجية الإسرائيلية فى يوليو عام 1980 وكل زيارة أجريتها إلى مصر من وقتها وحتى الآن، تزيد قناعتى بأن معلومتنا المخابراتية عن مصر والمصريين ليست كافية. ورغم أن مصر كانت ولا تزال الهدف الأساسى لأجهزة مخابراتنا، ورغم أننا نعتقد أننا نعرف عن مصر كل ما يجب معرفته.. رغم ذلك، فإن كل لقاء نعقده مع أصدقائنا من أنصار التطبيع فى مصر، يكشف لنا أسرارًا جديدة فى المجتمع المصرى، وهى تلك الأسرار المتنوعة والمذهلة التى تعجز عن رصدها الأقمار والأجهزة التجسسية، وتشكل فى مجموعها مصر الحقيقية)!!. هذا هو بالضبط وباعترافهم، سر حرص الصهاينة على التطبيع مع مصر، وخطورة دور المطبعين المصريين، وهو ما ذكرنى بما تحتفظ به ذاكرة جهاز التسجيل إلى الآن، حينما وقف "فريد الديب" المحامى فى ساحة المحكمة يدافع عن الجاسوس الإسرائيلى عزام، قائلًا بأداء مسرحى: (حضرات القضاة، الهدف الحقيقى من هذه القضية ومن الضجة الإعلامية المثارة حولها، هو للأسف وقف عجلة التطبيع مع إسرائيل!!).. عندها، وقف المستشار هشام بدوى رئيس نيابة أمن الدولة العليا على الفور، وقال بالحرف الواحد: (أى تطبيع هذا الذى يستهدف أمن مصر وضرب ازدهارها؟! أى تطبيع هذا الذى يستهدف تخريب مصر والتجسس على شعبها؟! ولماذا كل هذه الهرولة نحو هؤلاء الذين يريدون بحقدهم وعدائهم الدفين تدمير مصرنا العزيزة إما بأيديهم أو بأيدى بعض من أبناء مصر الخونة أو السماسرة؟! إذا كان هذا هو ما يريده الإسرائيليون، فليعلموا جيدًا أن مصر كانت دائمًا مقبرة لكل من أرادها بسوء. وإذا كان بيننا مَن شبَّ عبدًا لذاته وملذاته وباع نفسه للإسرائيليين فى سوق النخاسة والخيانة، فمصر بها شرفاء كثيرون يحمونها بأرواحهم ودمائهم فى كل وقت). هل سمعتم؟! هذا ليس كلامى ولا كلام أحد المنتمين لحزب معارض، وإنما كلام هشام بدوى رئيس نيابة أمن الدولة العليا، ورأيه فى التطبيع وفى (من شب عبدًا لذاته وملذاته وباع نفسه للإسرائيليين فى سوق النخاسة!!)، وطبعًا الدكتور عبد المنعم سعيد وغيره من المطبعين ليسوا منهم، لا سمح الهن!. ومثلما تولى المحامى الشهير فريد الديب وقتها، مهمة الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلى عزام أمام القضاء، تولى الباحث الإستراتيجى الدكتور عبد المنعم سعيد مهمة الدفاع عن فريد الديب ضد كل من استهجن قبوله لمهمة الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلى.. ومن لا يصدق فليعد إلى مقال"الدكتور" المنشور بجريدة الأهرام فى 26/5/1997!!.