تقريراً استخبارياً، جاء فيه، انه عندما فكرت تل أبيب بقصف مركز البحوث كانت تهدف إلى قتل اكبر عدد من السكان لكي تستطيع تبرير تدخل أجنبي بحجة حماية مستودعات الأسلحة الكيميائية، وعندما تبين وقوعها بالمصيدة صمتت بحذر. الأمريكي طلب من الروس أن يمنعوا السوريين من الرد بحجة أن ذلك يؤثر على الحل السلمي الذي تتعاون فيه أمريكا مع روسيا، حاول الروس مستعينين بالإيرانيين أن يقنعوا السوريين بالامتناع عن الرد فكان الجواب أن الرد لابد منه ولكن سننتظر. اقتنع الروس والإيرانيون بالرأي السوري، وبدأ الأمريكي بسياسته مع كيري، وكان أذكى من كلينتون فأراد أن يلعب على الحبال وفي كل مرة يراوغ بالكلام وهنا كان المطلوب سوريا الرد على الاعتداء الذي أراد الأمريكي أن يعتبره حق من حقوق الكيان الصهيوني. وبنتيجة عمليات الاستطلاع، كانت الاستخبارات السورية على علم بوجود ثلاث مواقع رئيسية صهيونية تستخدم لدعم العصابات الإرهابية وللتجسس على الاتصالات السورية، وكانت امكانيات مركز” تل أبو الندى” كبيرة جدا تستطيع أن تصل إلى الحدود الروسية وتغطي كامل المنطقة تقريبا. أفادت معلومات الاستطلاع أن المقر الرئيسي هو على عمق من 7 إلى 10 متر وانه محمي بواسطة كتل إسمنتية ورمال ولكن هذا الموقع هو الأقرب إلى سطح الأرض. والموقع المذكور يقع مقابل القنيطرة ويقوم بتقديم كل وسائل الدعم الالكتروني لكامل عصابات المرتزقة وهو من قام بإرسال مئات الآلاف من الرسائل على الشبكة للهاتف المحمول والذي ساهم بإدارة جزء كبير من العمليات في بداية الأحداث وحتى الآن. بعد تقديم المعلومات عن المواقع الالكترونية المهمة في الكيان الصهيوني تبين أن موقع “تل أبو الندى” هو المفضل واتخذ القرار بتدميره. سياسيا كانت أمريكا وروسيا قد اتفقتا على الحل السياسي، ولكن ما لبث الأميركي أن أفضى برغبته من خلال مؤتمر روما بدعم المعارضة وشجع الآخرين على الدعم. في صبيحة اليوم المقرر للعملية كانت الطيران الاستطلاعي الصهيوني يجوب الأجواء اللبنانية ونشطت بقوة حركة الترقب الاحتلالية. اتخذ القرار بضرب الموقع من موقع عسكري بعيد لا يخضع للمراقبة وكان الهدف هو تحقيق الإصابة المباشرة كون الموقع الإسرائيلي فيه حماية ذاتية تعمل خلل خمس دقائق. كان رأي الخبراء أن أطلاق الصواريخ من مواقع بعيدة يسمح للصهيونيين باتخاذ احتياطاتهم، علما أن الصواريخ السورية يمكنها أن تصل إلى ابعد نقطة في إسرائيل بزمن قدره 4 دقائق. اعتبرت القيادة أن هنالك احتمالا بتدخل أمريكي يعيق عمل الصواريخ في حال انكشف وقت إطلاقها، وبناء عليه اتخذ القرار التالي: يتم إطلاق صاروخ لا تعلم تل أبيب بوجوده، ويستخدم للمرة الأولى، وهو ذو محرك متبدل ويتم إطلاق صواريخ تشويش من مواقع أخرى لعدم كشف الصاروخ المنطلق باتجاه الهدف. بعد منتصف الليل حدث ما يلي : انطلقت عدة صواريخ من أماكن متعددة واحد منها اتجه إلى موازاة الساحل الفلسطيني وانطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب ظنا انه طائرات سورية. ولكن بعد أن تجاوز حيفا بقليل انحرف باتجاه الشمال الشرقي، وما هي إلا دقائق قليلة حتى اخترق مركز التجسس الإحتلالي في تل أبو الندى وتم تدمير المقر بالكامل، وأطلق على العملية اسم “الوميض القاتل”. أصيب الإسرائيليون بالتخبط فمنهم من قال أن صفارات الإنذار قد أطلقت لوجود طائرات تجسس سورية وطالب بمحاسبة الحكومة لأنها لم تسقطها، لكن وزير الأمن الإسرائيلي قال إن هناك صواريخ سقطت بالخطأ وهي غير مقصودة، أما نتنياهو فقال في مؤتمر الايباك أن الوضع في سوريا أصبح لا يحتمل. القيادة السورية أرسلت بهذا الصاروخ عدة رسائل، أهمها ما جاء على لسان اوغلو عندما سأله كيري هل تستطيعون احتلال شمال سوريا؟ أجاب نستطيع ولكن ترسانة الصواريخ المخيفة في سوريا من يحمينا منها.