كشف مصدر كبير في الجيش الصهيوني عن أن تل أبيب أوضحت لقوات الطوارئ الدولية "يونيفيل"، بصورة لا تقبل التأويل، أنها ستعمل ضد مواقع أقامها حزب الله اللبناني في مئات القري اللبنانية, لاسيما بمحاذاة مدارس ومستشفيات ومبان عامة. ونقلت إذاعة "راديو إسرائيل" أمس عن المصدر قوله "إن الجيش اللبناني نشر ثلاثة ألوية في منطقة الجنوب وهو يواصل تعزيز قواته هناك, مضيفا أن الأوضاع علي امتداد الحدود الشمالية لإسرائيل بعد مضي أربع سنوات علي حرب لبنان الثانية هي الأكثر هدوء". وأشار المصدر إلي أن الجيش الصهيوني "لم يكشف عن وجود نية أو بوادر لدي سوريا ولبنان وحزب الله ل (لاعتداء) علي إسرائيل", لافتا إلي أنه لا يعلم شيئا عن وصول منظومة رادار مطورة جدا إلي سوريا أدت إلي تحسين قدرات دمشق العسكرية بصورة ملحوظة حسبما أفادت بعض وسائل الإعلام.
وزعم المصدر العسكري الصهيوني أن حزب الله يعمل على تحويل القرى فى جنوب لبنان إلى ساحات حرب حقيقية محتلمة فى أى حرب مستقبلية مع الدولة الصهيونية، وأنه يضع قوات صاعقة لاستقبال الجيش الصهيونى بالابتكارات والخطط القتالية الجديدة من أجل إيقاع أكبر عدد من الخسائر فى صفوف الجيش الصهيونى.
وأوضحت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، أن هذا الأمر يأتى بالتزامن مع الأنباء والمعلومات التى تسربها المصادر الصهيونية إلى وسائل الإعلام حول استعدادات حزب الله القتالية، وأكدت تلك المصادر أن هذه المعلومات تحولت من أنباء غير مؤكدة إلى حقائق على الأرض.
استعدادات حزب الله وكشفت مصادر فى الجيش الصهيونى من خلال عملية تصوير جوى لقرية الخيام جنوب لبنان، وبثت "هاآرتس" مقاطع فيديو منها عن مواقع عسكرية بها مختلف أنواع الأسلحة وغرف العمليات ومراكز التحكم.
وصرح العقيد رونان مرلين قائد اللواء الغربى على الحدود الشمالية فى ضوء هذه المعلومات، أن المواجهة مع الحزب قادمة وقد يحدث ذلك سواء اليوم أو بعد عام، وقال "نحن نحاول أن نحبط كل حادث قبل وقوعه، وإن وقع فنحن على أتم الاستعداد".
وفى السياق نفسه أكدت مصادر عسكرية صهيونية للصحيفة الصهيونية أن حزب الله يواصل استعداداته فى ضوء حرب لبنان الثانية بقدرات عسكرية جديدة تتيح له إطلاق حوالى 600 صاروخ، بالإضافة إلى أنواع أخرى على المدن الصهيونية يوميا، ولاسيما صواريخ سكود روسية الصنع.
وأضافت المصادر "أن هناك استعدادات فى صفوف الحزب فى حوالى 160 قرية تتضمن قرابة 20 ألف مقاتل يستعدون لملاقاة الجيش الإسرائيلى، ولاسيما أن لديهم معلومات حول إمكانية قيام الجيش الإسرائيلى بمناورة عسكرية داخل الأراضى اللبنانية كرد على عملية فدائية كبيرة أو هجوم مفاجئ من قبل حزب الله".
تغيير توازن القوى وفى سياق آخر، نفى مصدر صهيونى رفيع المستوى صحة ما تردد بشأن قيام إيران بنشر رادار متطور فى سوريا لرصد هجوم صهيونى محتمل على مواقعها النووية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن المصدر قوله "إن إسرائيل لم تلحظ نوايا لدى سوريا أو حزب الله لمهاجمة إسرائيل"، مشيراً إلى أن التعاون بين سوريا وإيران وحزب الله ما زال قائماً بل يزداد قوة.
وأشار مراسل إذاعة الجيش الصهيونى إلى أنه "كانت هناك مخاوف من أن إمكانية امتلاك سوريا لهذا الرادار سيطور قدراتها الدفاعية ويحسنها فى أى مواجهة ممكنة مع إسرائيل".
وأضافت الإذاعة العسكرية أنه "قد أثيرت مخاوف من إمكانية أن يستفيد حزب الله من عتاد عسكرى كهذا، لأن امتلاك رادار كهذا سيؤدى لتغيير توازن القوى ويترك أثره على سلاح الجو الإسرائيلى، حيث سيعمل على الحد من حرية تحليقه على الحدود الشمالية".
وفى ظل إحياء الذكرى الرابعة لاندلاع حرب لبنان الثانية الأسبوع المُقبِل، طمأن المصدر العسكرى الرفيع عن الوضع على الحدود الشمالية، وقال "لا توجد أى بوادر لشن هجوم على إسرائيل من الحدود الشمالية، ولكننا نرى أموراً تحدث على أرض الميدان".
قاعدة صواريخ للحزب واتهمت مصادر صهيونية حزب الله اللبناني بامتلاك صواريخ من طراز "سكود دي" ومقذوفات صاروخية حديثة من طراز (ام 600) بعيدة المدى ودقيقة بمساعدة سورية وايران، وبأن الحزب يشغل قاعدة صواريخ سكود على الاراضي السورية.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، عاموس هارئيل، استنادا إلى مصادر استخباراتية رفيعة في تل أبيب "إنّه في الأشهر الأخيرة أعدّت أجهزة الأمن الإسرائيلية والغربية عدة تقارير عن مساعي التسلح لحزب الله بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية، بمساعدة من ايران وسورية".
وأشار هارئيل إلى أنّه "في إسرائيل يعبرون عن (قلقهم البالغ) من توثيق التعاون بين سورية وحزب الله، وكذلك من مستوى التنسيق في اطلاق الصواريخ اثناء الحرب".
وتابع قائلاً "إنّه من التصريحات العلنية المختلفة لرجال حزب الله يتبين أنه في حالة الحرب، ففي نية المنظمة اطلاق مئات الصواريخ كل يوم نحو الجبهة الداخلية الاسرائيلية وضرب قواعد سلاح الجو، مواقع البنى التحتية الاستراتيجية والتجمعات السكانية في وسط البلاد، مؤكداً أنّ التزود بالصواريخ الدقيقة كفيل بان يسمح لحزب الله ايضا بضرب الرموز السياسية والعسكرية في الدولة العبرية، على حد قول المصادر الرفيعة".
ولفت هارئيل إلى ما نشرته مؤخرًا الصحيفة الأمريكية "وول ستريت جورنال" والتي قالت إن الجمهورية الإيرانية نقلت الى سورية قبل نحو سنة منظومة رادارات متطورة.
الرادار وإحباط هجمات الصهاينة وحسب التقرير، فان الرادار سيعزز منظومة الدفاع الجوي في سورية، وسيساعد عناصر حزب الله في جنوب لبنان، بل وأكثر من ذلك، فإنّ من شأنه أن يحبط محاولة صهيونية محتملة لهجوم جوي على ايران، مؤكداً أنّ الصحيفة الأمريكية استندت في تقريرها الحصري الى مصادر سياسية وأمنية في كل من واشنطن وتل أبيب، مشيرًا إلى أنّ سورية وإيران نفتا الخبر الذي نُشر في الصحيفة الأمريكية.
وبحسبه فقد أفادت الصحيفة أنّ الرادار نُقل في منتصف 2009، في ظل خرق العقوبات التي فرضها مجلس الامن في الاممالمتحدة على ايران في 2007، والذي يمنعها من بيع او نقل سلاح ومعدات قتالية، علاوة على ذلك، اقتبست الصحيفة الأمريكية عن الناطق بلسان الجيش الصهيوني قوله "إنّ ايران تطور استخبارات سرية وقدرة على الكشف الجوي لديها. ويتواجد ممثلون ايرانيون في سورية، والمساعدات في نقل الرادارات هي فقط تعبير واحد عن التعاون بين الدولتين"، على حد تعبيره.
مناورة علاقات عامة أما الناطق بلسان السفارة السورية في واشنطن فقد وصف النبأ بأنّه "مناورة علاقات عامة كلاسيكية من اسرائيل"، وأكد أن هدف المناورة صرف الانتباه عن الجرائم الصهيونية في غزة وفي المناطق المحتلة.
وقال المحلل الصهيوني أيضاً "إنّ سورية معنية بتحسين قدرة الدفاع الجوي لديها والكشف المبكر الذي في حوزتها، في ضوء القدرة المهنية العالية لسلاح الجو الاسرائيلي ولا سيما على خلفية الهجوم على المنشأة النووية في شمال شرق الدولة في سبتمبر 2007، أي في دير الزور.
وحسب تقارير في وسائل الاعلام العالمية، قال المحلل هارئيل "إنّ سلاح الجو الإسرائيلي تمكن في حينه من تجاوز مضادات الطائرات السورية، موضحًا أنّه في اول رد فعل لها على الحدث، فور القصف، ادعت سورية بأنّ منظومة مضادات الطائرات لديها شخصت الطائرات الاسرائيلية ونجحت في تهريبها من خلال اطلاق النار عليها".
مصنع سورى للصواريخ وفى السياق، نقلت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية عن مجلة (intelligence on line) الفرنسية، بأن سوريا أقامت فى موقع سرى مصنعاً لإنتاج صواريخ أرض – أرض دقيقة التصويب والتوجيه من طراز (M-600) تستطيع إصابة أى نقطة فى الدولة الصهيونية تقريبا.
وأوضحت الصحيفة أن المشروع سورى إيرانى مشترك، حيث قامت طهران بتمويل إقامة المصنع وتركت لسوريا إنتاج الصواريخ وزودتها بخطّ الانتاج والتكنولوجيا اللازمة، وبالعقيدة القتالية وكيفية التشغيل، وفى مقابل ذلك نقلت سوريا نصف الصواريخ من إنتاج هذا المصنع إلى حزب الله.
وقالت "هاآرتس" إن هذه الأنباء التى تم تسريبها على ما يبدو من قبل أجهزة المخابرات الصهيونية، وقد تم تأكيدها على المستوى الحكومي فى وقت لاحق.
وأضافت الصحيفة أنه فى الواقع المصطلح "تهريب" ليس صحيحا، حيث تقوم سوريا بنقل الصواريخ بناء على اتفاقها مع طهران حول إنشاء مصنع الصواريخ المذكور، بالرغم من أن دمشق تبذل جهوداً لإخفاء شحنات الأسلحة من عيون الاستخبارات وسلاح الجو فى إسرائيل التى تتابع وتراقب بدقة هذه الشحنات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصاروخ الذكى من نوع M-600 يبلغ مداه 250-300 كيلومتراً وقطره 600 مليمتر، ويحمل رأسا حربيا متفجرا بزنة أقصاها نصف طن (500 كيلوجرام) وتم تطويره من تكنولوجيا قديمة نسبيا على أساس الصاروخ الإيرانى من طراز (فاتح 110) الموجود بحوزة حزب الله، والذى يشكل بحد ذاته نوعا صاروخيا محسنا ومعدلا من القذيفة الصاروخية السوفيتية – الصينية – الكورية الشمالية، حيث تتميز صواريخ الام 600 بقدرتها على إصابة الأهداف بدقة قياسا بصواريخ أسكود.
تهديدات بضرب إيران من ناحية أخري, هدد السيناتور الأمريكي جوزيف ليبرمان أمس إيران بمواجهة عمل عسكري أمريكي لمنعها من أن تصبح قوة نووية, مشددا علي أن أمريكا مستعدة لضرب إيران إذا كان ذلك ضروريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أمس ليبرمان وجون ماكين وليندسي جراهام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي للحديث عن العديد من القضايا المهمة للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة وذلك في أعقاب اجتماعهم مع وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك في فندق قلعة الملك داود في القدسالمحتلة.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية، علي موقعها الألكتروني، أن السيناتور ليبرمان استخدم بعض العبارات القاسية للغاية في المؤتمر الصحفي لوصف البرنامج النووي الايراني, قائلا إن الولاياتالمتحدة يجب أن تفعل كل ما في وسعها لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستواجه التهديد الايراني من خلال الجهود الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية إن أمكننا ذلك, ولكن إذا كان ضروريا سيكون من خلال العمل العسكري. وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو قد اجتمع مع وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس بواشنطن. وذكرت الإذاعة الصهيونية أن المباحثات تناولت قضية بيع منظومات أسلحة أمريكية متقدمة للدولة الصهيونية لتمكينها من مواجهة التهديد النووي الإيراني.