دعا الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز إلى إحداث تغييرات جذرية على دستور البلاد مقترحا جملة من الإصلاحات أبرزها تلك التي تتعلق بالولاية الدستورية لرئيس الدولة في حين رأت المعارضة في ذلك تمهيدا لضمان بقاء شافيز في السلطة لأطول فترة ممكنة. جاء ذلك في خطاب ألقاه شافيز أمس الأربعاء أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) طالب فيه بتمديد الولاية الدستورية لرئيس الدولة إلى سبع سنوات بدلا من ست مع إعطائه الحق بإعادة ترشيحه لفترات غير محددة. ونفى شافيز في خطابه أي نية للاحتفاظ بالسلطة، مشيرا إلى أن أمرا كهذا يبقى مجرد احتمال يعتمد على بعض المتغيرات. ومن المقترحات الأخرى التي تقدم بها، طالب شافيز بأن تكون الحكومة قادرة على التحكم بأصول الشركات الخاصة قبل حصولها على أمر قضائي بتجريد الملكية، إضافة إلى تخفيض عدد ساعات العمل يوميا من 8 إلى 6 ساعات. كذلك أشار إلى ضرورة إلغاء استقلالية البنك المركزي ومنح الرئيس حق السيطرة على عائداته المالية، مقترحا أشكالا جديدة من الملكية الاشتراكية التي تندرج في إطار حملته الهادفة لتنفيذ ما درج على تسميته في أكثر من مناسبة سابقة ب"اشتراكية القرن الواحد والعشرين"، وتشكيل مجموعات شعبية شبه عسكرية تكون جزءا من القوات المسلحة. يذكر أن فنزويلا أقدمت خلال العام الحالي على تأميم كبرى شركات الاتصالات والطاقة الكهربائية في البلاد، كما استولت على مليارات الدولارات العائدة للشركات الأجنبية من مداخيل النفط لتخرج شركتي النفط العملاقتين كوكنوفيلبس وإيكسون موبل من السوق الفنزويلية. في هذه الأثناء تواصل الحكومة إجراءات تجريد الملكية الخاصة بالمزارع التي تعتبرها "غير منتجة" وتسليم الأرض إلى ما يعرف باسم الجمعيات التعاونية الفلاحية. المعارضة رأت في ذلك خطوة نحو توجيه البلاد إلى نظام شبيه بما هو قائم في كوبا، التي يرتبط شافيز مع رئيسها فيدل كاسترو بعلاقة وثيقة. كذلك اعتبرت المعارضة التعديلات الدستورية على الفترة المحددة لتولي الرئيس سلطاته وإلغاء البند الخاص بمنعه من الترشح للرئاسة مرة أخرى بمثابة خطة مبيتة لدى شافيز لضمان استئثاره بالسلطة وتفرده بالحكم على غرار ما هو حاصل في كوبا. واتهم زعيم المعارضة والنائب الفنزويلي السابق جيراردو بلايد الرئيس شافيز بالسعي إلى تضييق المساحة المتاحة للمعارضة وإعطاء نواياه للتفرد بالسلطة غطاء قانونيا. وأضاف بلايد أن جميع التعديلات الدستورية التي اقترحها شافيز ليست سوى رداء أحمر -مثل الذي يلوح به مصارع الثيران في الميدان- من أجل تشتيت الشعب الفنزويلي عن أهدافه الحقيقية. وكما هو معروف يعتبر شافيز واحدا من ألد أعداء الولاياتالمتحدة التي دأبت على اتهامه بتحويل فنزويلا إلى نظام دكتاتوري يسعى من خلاله إلى تقويض الديمقراطية في أميركا اللاتينية. يذكر أن شافيز هو الذي دفع إلى إعادة صياغة دستور فنزويلا في عام 1999، فيما تشكل التعديلات الجديدة أساسا للمشروع الاشتراكي الذي يسعى الرئيس إلى تطبيقه مستغلا سيطرة أنصاره على البرلمان الذي -كما هو متوقع- سيقر المقترحات الرئاسية خلال الأشهر القليلة القادمة.