تصاعدت الحرب الكلامية مجددا بين حركتي فتح وحماس وذلك على خلفية الدعوات المتكررة لاستئناف الحوار الداخلي وشروط هذا الحوار. وقد رفض رئيس كتلة نواب فتح بالمجلس التشريعي مجددا الدعوة إلى حوار مع حماس قائلا إنه لا يمكن التحاور مع من وصفهم بأناس يهددون وحدة الصف الفلسطيني. كما اعتبر عزام الأحمد – بحسب الجزيرة - أن هناك مجموعة من حماس انقلبت على اتفاق مكة وعلى الشرعية واصفا الحديث عن فصل غزة عن الضفة الغربية بأنه مشروع صهيوني لن يكتب له النجاح ومتناسيا أن انتهاكات فتح هي ما اضطرت حماس للقيام بذلك. ويأتي ذلك في أعقاب اتهام القيادي بحماس محمود الزهار لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه لا يريد الحوار استابة للإملاءات الأمريكية. وأكد النائب عن حماس بالمجلس التشريعي أن الحركة ترفض عودة الأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه في السابق. وتساءل الزهار عن فكرة الاعتذار قائلا نحن نعتذر لمن؟ نحن نعتذر للشعب الفلسطيني عما اقترفه عباس ضده عن تعاون عباس ضده في الضفة الغربية الآن. كما اتهم الزهار عباس بارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني مقترحا لحل الأزمة أن نشكل محكمة من ضمير الناس وأن تأتي حماس وفتح لتعرض بضاعتها أمام هذه المحكمة ونرى من سيدان ومن يدان يجب أن يحاكم. ورفض الزهار تقديم اعتذارات طالبت فتح بتقديمها بسبب سيطرة حماس على القطاع. وحول موضوع تسليم غزة لعباس قال الزهار هذا كلام مهين بالنسبة لنا أن نسلم غزة إلى عباس أولا نسلمها لمن؟ للأمن الوقائي ولحرس الرئاسة الذي قدمنا وثائق عن جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني؟. كما أكد وزير الخارجية السابق استعداد حماس لمواجهة أي قوة عسكرية تحاول الدخول لقطاع غزة. وقال إن تجربتنا أغنى وسلاحنا أفضل. مضيفا أن من يريد أن يخيفنا فليجرب ويدفع الثمن. وجدد الزهار في الوقت نفسه رفض الحركة نشر أي قوات أجنبية تأتي بقرار أمريكي أو من الرباعية لتحقق ما فشل الاحتلال في تحقيقه بغزة أو بالضفة الغربية. وفي لندن انتقد مجلس العموم البريطاني الحكومة البريطانية لرفضها الحوار مع حركة حماس مما يهدد عملية السلام. وطالبت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس حكومة غوردون براون ببذل جهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة بالضفة وغزة. وقالت في تقرير بشأن الشرق الأوسط إن إتباع سياسة الضفة الغربية أولا حيث تتعامل بريطانيا مع الضفة وتعزل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس سيعرض السلام إلى مزيد من الخطر. كما أوصت اللجنة التي تضم نوابا من كل الأحزاب بضرورة التفكير بشكل عاجل في طرق للارتباط سياسيا مع عناصر معتدلة داخل حماس. وأوصى التقرير البرلماني أيضا بأن تحث لندن الرئيس عباس على إجراء مفاوضات مع حماس لإعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأقرت اللجنة بأن بريطانيا أخطأت في فرض تطبيق حظر ضد حماس حتى بعد أن وافقت الحركة في فبراير على تشكيل حكومة وحدة مع فتح. من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي إلى إجراء حوار مع حماس. وقال في مؤتمر صحفي إن حماس موجودة إنها هيكل معقد ينبغي أن نساعده على التطور لكن هذا يجب أن يفعل بشفافية. وشدد برودي على ضرورة الضغط من أجل الحوار وألا يستبعد أحد مضيفا أنه حذر عباس ورئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت من السعي إلى تحقيق السلام مع جانب من الفلسطينيين بقوله قلت للزعيمين السياسيين إنه لا يمكن أن يوجد سلام مع انقسام الفلسطينيين. ومن جهة أخرى أفاد المتحدث باسم الخارجية الصهيونية أن جهودا مستمرة تبذل حاليا لعقد اجتماع بين رئيس الحكومة الفلسطينية المعين سلام فباض في أريحا الأربعاء المقبل مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بحضور وزيري خارجية الأردن واليابان.