رحّبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالدعوة التي وجهها الرئيس مبارك، لعقد حوار ثنائي بين حركتي "حماس" و"فتح" في القاهرة، مؤكدة استجابتها الفورية لهذه الدعوة. وقال الدكتور سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة "حماس"، "نرحِّب بدعوة الرئيس المصري لعقد حوار ثنئاي بين حماس وفتح في القاهرة/ ونثمن هذا الموقف المصري الحريص على وحدة الشعب الفلسطيني". وأضاف أبو زهري "نعلن استجابتنا الفورية لهذه الدعوة، ونأمل أن تحظى هذه الدعوة باستجابة من حركة فتح ورئيس السلطة محمود عباس". وشدّد المتحدث على أنّ كل الظروف تفرض إعادة اللحمة الفلسطينية لمواجهة الحصار والعدوان الصهيوني، معتبراً أنّ أي رفض من حركة فتح لهذه الدعوة يحملها المسؤولية الكاملة عن استمرار حالة الشرخ الفلسطيني الداخلي وعن معاناة شعبنا، وقال "نحن في حركة حماس نؤكد جاهزيتنا الفورية لهذا الحوار بقلوب مفتوحة". وكان الرئيس المصري أعلن استعداد بلاده للتوسط مجدداً بين حركتي "حماس" و"فتح"، لإنهاء القطيعة بينهما التي طرأت منذ مطلع الصيف الماضي، مشيراً إلى أنّ مصر كانت قد طلبت من الفرقاء الفلسطينيين العودة للتفاوض بدون شروط، لكنّ هذا الطلب قوبل برفض بعضهم، في إشارة إلى رفض رئيس السلطة وحركة "فتح" التي تصرّ على وضع شروط تعجيزية غير قابلة للتحقق قبل أي حوار وفق المراقبين. واعتبر الرئيس مبارك في تصريحات صحفية أنّ الخلاف بين الحركتين لا يضعف الموقف الفلسطيني فقط؛ بل كذلك "المفاوض العربي الذي يسعى لإيجاد حل للقضية الفلسطينية بالتنسيق مع القوى الدولية". وفيما يتعلق بالتطورات على الحدود بين مصر وقطاع غزة؛ أكد المتحدث باسم حركة "حماس" تمسك الحركة بكسر الحصار وفتح جميع المعابر، وفي مقدمتها معبر رفح، وقال "نحن معنيون بسلامة الحدود الفلسطينية المصرية، ولكن ينبغي أن يتوفر البديل وهو فتح معبر رفح الذي يجب أن يُفتح بأسرع ما يمكن". ودعا سامي أبو زهري لاستمرار التسهيلات القائمة أمام حركة المواطنين، وتمكينهم من شراء احتياجاتهم الأسياسية، وتابع "ندعو القيادة المصرية لمواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تدعو لإغلاق معبر رفح واستمرار الحصار على الشعب الفلسطيني". وأكد المتحدث أنّ لدى حركة حماس معلومات أنّ قيادة السلطة في رام الله تجري اتصالات بجهات خارجية معادية للشعب الفلسطيني، لتمارس ضغوطاً على مصر لوقف أي تسهيلات تقدمها للمواطنين ولمنع فتح معبر رفح. وأشار إلى أن تصريحات نمر حماد، مستشار رئيس السلطة، التي رفض خلالها الحوار مع الحكومة في غزة بشأن إعادة فتح معبر، تعبِّر عن ذلك، مشدداً على أنّ "من يرفض الحوار من أجل فتح المعابر يعني أنه يريد الاستمرار في إغلاقها". حكومة هنية ترحب بدعوة القاهرة لاستئناف الوساطة ومن جانبها؛ رحّبت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية، برئاسة إسماعيل هنية، بالدعوة التي أطلقها الرئيس المصري محمد حسني مبارك، لاستئناف وساطة مصر بين حركتي "حماس" و"فتح". وقالت الحكومة الفلسطينية إنّ ذلك "يأتي ترسيخاً لدور مصر التاريخي في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مراحله كافة". وأكدت الحكومة في بيان صحفي أنّ "الحوار كان خيارها (الحكومة) منذ البداية، حيث رحبت بكل جهد صادق من أجل إنهاء الانقسام الداخلي واستئناف الحوار بين الأشقاء دون شروط". ونبّه بيان الحكومة الفلسطينية إلى أنّ "استمرار وضع شروط على الحوار هو إجهاض مبكر لأي جهود" تسعى لرأب الصدع في الساحة الفلسطينية.
السلطة تشترط وفي أول رد فعل رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدعوة التي أطلقها الرئيس المصري حسني مبارك لاستئناف وساطة مصر بين حركتي "حماس" و"فتح". وكان مبارك أكد استعداد بلاده لاستئناف وساطتها بين الحركتين من أجل التوصل إلى توافق فلسطيني. وكرر عباس، في تصريح أدلى به اليوم السبت (26/1) في رام الله، شرطه لاستئناف الحوار مع حركة "حماس"، وهو التراجع عمّا أسماه "الانقلاب" على الشرعية، لا سيما وأن حركة "حماس" تمثّل غالبية المجلس التشريعي الفلسطيني. ورداً على دعوة الرئيس المصري؛ قال عباس: "حماس ارتكبت جريمة، رغم ذلك فه جزء من شعبنا لا نستطيع أن ننكرها، ولكن عليهم أن يتراجعوا عن الانقلاب"، على حد تعبيره. كما طالب رئيس السلطة بوقف إطلاق الصواريخ باتجاه المغتصبات الصهيونية المحيطة بقطاع غزة، وكرر وصفها ب "العبثية"، مدعياً أنها تعطي الذرائع للاحتلال كي يدمّر البلد، حسب قوله.