وجَّهت العديد من الأطراف الفلسطينية انتقاداتٍ حادَّةً إلى السياسات التي يتبعها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تجاه القضية الفلسطينية بكل ملفاتها وفي مقدمتها ملف المقاومة. حيث وجَّهت حركة حماس انتقاداتٍ حادَّةً إلى الانتهاكات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تجاه حركة حماس. وقال سامي أبو زهري- المتحدث باسم الحركة- إن ما تقوم به الأجهزة الأمنية جزءٌ من مخطط متكامل لإقصاء حركة حماس عن الساحة السياسية الفلسطينية يتم تحت إشراف صهيوني أمريكي بتنفيذ من السلطة الفلسطينية. وأضاف أبو زهري أن حماس لن تستطيع الاستمرار في ضبط النفس أمام ما يتعرض له أبناؤها في الضفة والصمت على ما يمارسه توفيق الطيراوي نائب مدير عام المخابرات في رام الله مطالبًا الدول العربية بالتوقُّف الفوري عن دعم عباس الذي يفتح لشعبه السجون ويعذبهم فيها بطريقة أبشع مما يمارسها الاحتلال. وفي سياق متصل بممارسات السلطة الفلسطينية وجَّهت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - أيضًا انتقاداتٍ للأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة بسبب ممارسات أجهزة السلطة التي تعوق عمل المقاومة الفلسطينية وهي الممارسات التي كان آخرها مصادَرة سيارة تابعة للسرايا وهو الأمر الذي يعرِّض عناصرها إلى الاستهداف بالقتل والاعتقال على يد قوات الاحتلال الصهيونية. وكانت الأجهزة الأمنية قد قامت بمصادرة سيارة لأحد قادة سرايا القدس في منطقة المراح في مدينة جنين شمال الضفة الغربية بدعوى أنها غير قانونية. وطالب المتحدث باسم سرايا القدس الأجهزةَ الأمنيةَ بتسهيل الأمور أمام المقاومين، مشيرًا إلى أن بعض التنظيمات الفلسطينية تركب سياراتٍ غير قانونية ولا تُساءَل من قِبَل الأجهزة الأمنية في إشارةٍ إلى حركة فتح!! في هذه الأثناء استمرت ردود الأفعال الخاصة بتصريحات وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك الذي يقود حزب العمل، وهي التصريحات التي قال فيها إن السلام بين الفلسطينيين والصهاينة "خيال"، وإن القيود الموضوعة على تنقُّل الفلسطينيين في الضفة لن يتم رفعها إلا بعد التوصل إلى حلٍّ لصواريخ المقاومة، وهو ما قد يستغرق ما بين 3 إلى 5 أعوام. وفي آخر ردود الأفعال قال نافذ عزام- القيادي البارز في حركة الجهاد-: إن تصريحات وزير باراك "تدل على أن تل أبيب غير جادَّة في علاقتها مع الفلسطينيين". وأضاف عزام- في تصريحات لإذاعة (صوت القدس)- أن مسألة الانسحاب الصهيوني من الضفة الغربية "ستأتي من قبل الكيان بما يخدم سياساته وأهدافه السياسية والعسكرية وليس لأي غرضٍ آخر". يُذكر أن مسألة الحواجز الموضوعة في الضفة الغربية كانت محورَ حديث بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت خلال لقاءاتهما المتكررة في القدسالمحتلة وأريحا، وقد قدَّم أولمرت وُعودًا لعباس برفع بعض تلك الحواجز، وهو الأمر الذي يعارضه باراك؛ مما يؤشر إلى نمط السياسة التي سوف يتبعها باراك في حالة فوزه برئاسة الحكومة الصهيونية في أية انتخابات قادمة، بالنظر إلى أنه أحد أبرز المرشحين لذلك.