وزير الخارجية يعلق على دعوات الحرب مع إسرائيل خلال العدوان على غزة    متحدث الصحة: قانون 71 لسنة 2007 للصحة النفسية تأكيد على سرية بيانات متلقي العلاج    رمضان 2026 يشهد صراعًا دراميًا منتظرًا.. دُرّة وأحمد العوضي في قلب أحداث «علي كلاي»    حكيمي يوجه رسالة قوية لجماهير المغرب ويدعو للوحدة خلف المنتخب    خلال جولاته الميدانية.. محافظة الإسكندرية يشن حملة مكبرة بمنطقة باكوس وشارع سينما ليلى بحي شرق    حزب المحافظين يدعو لترحيل علاء عبد الفتاح من لندن.. والديهي ساخرا "خليه عندكم مش عايزينه"    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قرية عابود شمال غرب رام الله بالضفة الغربية    محافظ الفيوم يتابع غلق لجان التصويت في اليوم الثاني لانتخابات النواب بالدائرتين الأولى والرابعة    مدير مكتبة الإسكندرية يوزع جوائز المبدعين الشباب 2025    رئيس وزراء الصومال: نستخدم القنوات الدبلوماسية للدفاع عن أرضنا ووحدتنا    التشكيل الرسمى لقمة كوت ديفوار ضد الكاميرون فى بطولة كأس أمم أفريقيا    تامر أمين ينتقد أداء الأهلي بعد الخروج من كأس مصر: المشكلة غياب الروح    المستشار إسماعيل زناتي: الدور الأمني والتنظيمي ضَمن للمواطنين الاقتراع بشفافية    أشرف الدوكار: نقابة النقل البري تتحول إلى نموذج خدمي واستثماري متكامل    بوليسيتش يرد على أنباء ارتباطه ب سيدني سويني    تفاصيل وفاة مُسن بتوقف عضلة القلب بعد تعرضه لهجوم كلاب ضالة بأحد شوارع بورسعيد    تفاصيل اجتماع وزير الرياضة مع اتحاد رفع الأثقال    القضاء الإداري يسقِط قرار منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر    عاجل- رئيس الوزراء يستقبل المدير العام للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض ويؤكد دعم مصر لاستضافة الآلية الأفريقية للشراء الموحد    الأزهر للفتوي: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل ممارسات تخالف صحيح الدين    إيمان عبد العزيز تنتهي من تسجيل أغنية "إبليس" وتستعد لتصويرها في تركيا    سكرتير مساعد الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجي بمدينة دكرنس    تراجع أسواق الخليج وسط تداولات محدودة في موسم العطلات    نائب محافظ الجيزة يتفقد عددا من المشروعات الخدمية بمركز منشأة القناطر    أمم أفريقيا 2025| منتخب موزمبيق يهزم الجابون بثلاثية    شوط سلبي أول بين غينيا الاستوائية والسودان في أمم أفريقيا 2025    ترامب يعلن توقف القتال الدائر بين تايلاند وكمبوديا مؤقتا: واشنطن أصبحت الأمم المتحدة الحقيقية    هذا هو سبب وفاة مطرب المهرجانات دق دق صاحب أغنية إخواتي    جامعة بنها تراجع منظومة الجودة والسلامة والصحة المهنية لضمان بيئة عمل آمنة    «مراكز الموت» في المريوطية.. هروب جماعي يفضح مصحات الإدمان المشبوهة    نجاح أول عملية قلب مفتوح بمستشفى طنطا العام في الغربية    سقوط عنصرين جنائيين لغسل 100 مليون جنيه من تجارة المخدرات    محافظ الجيزة يشارك في الاجتماع الشهري لمجلس جامعة القاهرة    «اليوم السابع» نصيب الأسد.. تغطية خاصة لاحتفالية جوائز الصحافة المصرية 2025    وزير الإسكان: مخطط شامل لتطوير وسط القاهرة والمنطقة المحيطة بالأهرامات    نقابة المهندسين تحتفي بالمهندس طارق النبراوي وسط نخبة من الشخصيات العامة    إسكان الشيوخ توجه اتهامات للوزارة بشأن ملف التصالح في مخالفات البناء    هيئة سلامة الغذاء: 6425 رسالة غذائية مصدرة خلال الأسبوع الماضي    محمود عاشور حكمًا لل "VAR" بمواجهة مالي وجزر القمر في كأس الأمم الأفريقية    قضية تهز الرأي العام في أمريكا.. أسرة مراهق تتهم الذكاء الاصطناعي بالتورط في وفاته    رسالة من اللواء عادل عزب مسئول ملف الإخوان الأسبق في الأمن الوطني ل عبد الرحيم علي    وزارة الداخلية تضبط 4 أشخاص جمعوا بطاقات الناخبين    صاحب الفضيلة الشيخ / سعد الفقي يكتب عن : شخصية العام!    " نحنُ بالانتظار " ..قصيدة لأميرة الشعر العربى أ.د.أحلام الحسن    من مخزن المصادرات إلى قفص الاتهام.. المؤبد لعامل جمارك بقليوب    انطلاقا من إثيوبيا.. الدعم السريع تستعد لشن هجوم على السودان    قيادات الأزهر يتفقدون انطلاق اختبارات المرحلة الثالثة والأخيرة للابتعاث العام 2026م    لتخفيف التشنج والإجهاد اليومي، وصفات طبيعية لعلاج آلام الرقبة والكتفين    أبرز مخرجات الابتكار والتطبيقات التكنولوجية خلال عام 2025    أزمة السويحلي الليبي تتصاعد.. ثنائي منتخب مصر للطائرة يلجأ للاتحاد الدولي    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة في صورة بطاطين    بدون حبوب| أطعمة طبيعية تمد جسمك بالمغنيسيوم يوميا    كييف تعلن إسقاط 30 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    هيئة الرعاية الصحية تستعرض إنجازات التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة    لافروف: روسيا تعارض استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال    الناخبون يتوافدون للتصويت بجولة الإعادة في 19 دائرة ب7 محافظات    أول تعليق من حمو بيكا بعد انتهاء عقوبته في قضية حيازة سلاح أبيض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجأة..سيف عبد الفتاح: اللواء محمد شفيق زور انتخابات الرئاسة لصالح شقيقه!!
نشر في الشعب يوم 13 - 02 - 2013

اللواء محمد شفيق زوّر الانتخابات لصالح شقيقه وهدد العمد ومشايخ البلاد للتصويت لمرشح الفلول
جبهة الإنقاذ تمارس المراهقة السياسية ومرفوضة شعبيًّا ولا أرضية لها عند رجل الشارع
كثيرون يتاجرون بأحلام البسطاء.. وكراهية الإخوان وحّدت اليساريين والليبراليين وأبناء مبارك
العلاقة بين مصر وإيران يجب أن تكون تشاركية وتحكمها المصالح المتبادلة لا العواطف أو التصالح

فجّر الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية والمستشار السابق لرئيس الجمهورية، مفاجأة من العيار الثقيل، معلنا حشد اللواء محمد شفيق نائب رئيس المخابرات السابق الأخ الشقيق للمرشح الرئاسى السابق الفريق أحمد شفيق، أصواتا عن طريق إرهاب القادة وصغار المسئولين للترويج للفريق شفيق، مؤكدا أن تلك التصرفات ساهمت فى تقارب نتائج انتخابات الرئاسة بين الفريق والدكتور محمد مرسى، موضحا أن الانتخابات كانت تُدار من غرفة عمليات، على حد قوله؛ إذ دخلوا على العُمد والهيئات المحلية وهددوهم فى أمور تتعلق بالمرتبات وغيرها.
وأضاف عبد الفتاح، فى حوار مع «الشعب»، أن الفريق شفيق يدّعى الوطنية والثورية الآن، بعدما ظل لصيقا بنظام مبارك الفاسد، وخصص قطع أراض لابنَى المخلوع بالمخالفة للقانون، وسيخرج داعيا القوى الوطنية، وسيظهر فى مؤتمر ليعلن عن مسائل تحريك المواقف تمهيدا لعودة النظام السابق.
ودعا الدكتور سيف القوى السياسية إلى التمسك بوثيقة الأزهر، محذرا من سقوط الرئيس مرسى، مؤكدا أنه إذا حدث ذلك فلن يعيش لمصر رئيس آخر؛ لسقوط مبدأ احترام اختيار الشعب، وافتقاد آليات الديمقراطية مصداقيتها.
وأكد عبد الفتاح أن جبهة الإنقاذ لا تتحكم فى الشارع لكنها تستغله حسب قوله، قائلا: «أول مرة أرى مجموعة تمارس الفشل بهذه البراعة؛ فالسياسيون على الساحة عباقرة فى الفشل»، منتقدا تصرفات الجبهة التى استخدمت وسائل سياسية غير مباحة، مشيرا إلى أن تويتة «البرادعى» عن استمرار العنف، تزامنت مع تصاعد موجة العنف فى الشارع، موضحا أن شباب الثورة الشهداء هم فقط ضحايا الخلافات السياسية، وإلى أن البلطجية لا يقبض عليهم أحد.
ولفت إلى أن المواطن العادى يشعر بالإحباط الشديد؛ لأنه يرى النخبة السياسية أصبحت منشغلة بالتفكير فى المصالح الشخصية، واصفا إياهم بالنخبة المحنطة التى لا تؤدى دورها الحقيقى، مطالبا كل القوى السياسية بأن تتنازل من أجل مصلحة الوطن، كما طالب مؤسسة الرئاسة بأن تطمئن الشعب المصرى بإرسال رسائل مفادها أن الرئيس محمد مرسى هو رئيس لكل المصريين، لا لفصيل بعينه.. وإلى نص الحوار.

* أثار تصريحكم باستخدام اللواء محمد شفيق وسائل غير مشروعة لحشد الأصوات لصالح شقيقه الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر.. أثار اللغط؛ فما حقيقة ذلك؟
- بالفعل ما قلته حدث. أنا متأكد مما صرحت به، ومُصرّ عليه: اللواء محمد شفيق نائب رئيس المخابرات السابق وشقيق المرشح الرئاسى السابق الفريق أحمد شفيق، حشد أصواتا بوسائل غير مشروعة وتفتقد إلى النزاهة؛ وذلك عن طريق إرهاب القادة وصغار المسئولين للترويج للفريق شفيق؛ ما ساهم فى تقارب نتائج انتخابات الرئاسة بين الفريق والدكتور محمد مرسى.
الانتخابات كانت تدار من غرفة عمليات؛ إذ دخلوا على العُمد والهيئات المحلية وهددوهم فى أمور تتعلق بالمرتبات والحوافز والمكتسبات التى حصلوا عليها أيام النظام السابق، وغيرها من الأمور.
والمرء يشعر بالأسف والأسى عندما يرى من يتعاون مع شفيق أو يروج لعودته. وشفيق لا يزال موجودا على الساحة بعد أن اختفى فترة من الوقت. وللأسف، النزاعات السياسية هى التى أتاحت الفرصة لظهور الثورة المضادة، وجيش البلطجية يزيد بعد الثورة، وأكثر التجارات نشاطا هى تجارة البلطجة. والعجب يزداد عندما نرى الفريق الخاسر يدعى الوطنية والثورية الآن بعدما ظل لصيقا بنظام مبارك الفاسد وخصص قطع أراض لابنَى المخلوع بالمخالفة للقانون، وسيخرج داعيا القوى الوطنية إلى الثورة على الرئيس المنتخب. وهناك مخطط لكى يأتى شفيق فى مؤتمر ليعلن عن مسائل تحريك المواقف تمهيدا لعودة النظام السابق.

لماذا تهاجمون جبهة الإنقاذ دائما؟
- رغم وجود مآخذ على أداء الرئيس مرسى، ومآخذ أكثر على جماعة الإخوان المسلمين، لكن ذلك لا يبرر بتاتا تصرفات «جبهة الإنقاذ» التى لم تعد مقبولة على الإطلاق. والجبهة تتكون من تحالفات كاذبة بين قوى متنازعة ومختلفة التوجهات والأيديولوجيات، اجتمعوا على كراهية الإخوان أكثر من حب مصر. وقد ضمّت قوى مختلفة من الأحزاب التى نتجت من الحزب الوطنى المنحل. وهؤلاء يهدفون إلى تفكيك تحالفات الثورة التى تضم ثلاثة عناصر أو ثلاثة مبادئ رئيسية لا بد من تأكيدها واعتبارها خطوطا حمراء؛ هى: «الفلول يمتنعون، والعسكر يمتنع، واستدعاء الخارج يمتنع»، لكن للأسف الشديد هذه الجبهة أسقطت هذه المبادئ، وسمحت لنفسها بالتعاون مع الفلول ومن الفاسدين والمتهمين بقضايا عنف ودماء، وبعض قادتها يسعون إلى إعادة المؤسسة العسكرية للحكم مرة أخرى. وقد شاهدنا ذلك عندما سارعوا لتلبية دعوة الجيش، وكانوا قبلها قد رفضوا دعوة الرئاسة للحوار. وهذا الرفض قد وصفته أكثر من مرة بالمراهقة السياسية. وسياسة المراهقة هذه لم تعد مقبولة، وتصرفات قادة هذه الجبهة ترفضها غالبية الشعب المصرى. وللأسف، يتفق مع هؤلاء كثير ممن يسمون "النخبة"، وهؤلاء ما هم إلا نخبة محنطة وغير متواصلة بالقاعدة العريضة من الشعب، وغير ممثلة للمواطن العادى، وتسعى إلى تحقيق مكاسبها الشخصية والحزبية فقط واصطناع البطولة على حساب الشعب المصرى.

لماذا وصفت رفض جبهة الإنقاذ بالمراهقة السياسية؟
- لأننا تعلمنا فى أبجديات العمل السياسى عدة قواعد؛ منها: أن تكون موجودا فى أى حوار أو جلسة مباحثات خير من أن تكون غائبا، ووجودك فى المشهد ومحاولة التأثير خير من السلبية والغياب، وبمشاركتك عليك أن تحقق مطالبك أو تحرج من يدعونك وتفضحهم أمام العامة، كما تعلمنا أنه لا يوجد ما يسمى فى العامية «القمصة» فى السياسة، وهذه القواعد الأساسية والأبجدية لا تتبعها جبهة الإنقاذ.
وقد اتضح للجميع أن هذه الجبهة أو من يؤيدها، تسعى أو تحاول إسقاط الرئيس المنتخب. وهذه المحاولات إذا تحققت ستكون عواقبها وخيمة، ولن يعيش لمصر رئيس بعد ذلك؛ لأن الفصيل الخاسر لن يترك الرئيس أو التيار الفائز يهنأ بالمقعد، وسيسعى للانقلاب عليه وترصد الأخطاء.. وهكذا سنظل فى هذا المسلسل الذى لن ينتهى.
ولا أزال أنصح الجبهة بأنه لا مخرج من الأزمة الحالية إلا بالحوار ونبذ العنف وإعلاء مصلحة الوطن العليا فوق الرغبات والأهواء الشخصية والحزبية.

لكنهم يقولون إنه لا جدوى من الحوار، وإنه سبق لهم المشاركة فى جلسات حوار لم يخرجوا بشىء؟
- السياسة هى فن الممكن، وهى فن اغتنام الفرص السانحة وتحقيق المكاسب بآليات العمل السياسى والديمقراطى، وإن كانوا يرون أنه لا جدوى من الحوار على النحو التالى، فلا مانع من تعديل طريقة وآليات إدارة جلسات الحوار. وقد طالبت أنا مثلا بضمانات جديدة بجانب التى أعلنتها الرئاسة كأن تكون نتائج الحوار أو الجلسات نفسها مذاعة على الهواء؛ ما يضع رقابة شعبية على ما يحدث فى الغرف المغلقة، ويمكن البحث عن وسائل ضامنة أخرى، لكن لا يوجد عاقل لا يرى أن الوضع خطير.
إن وتيرة العنف تتزايد، خاصة من قبل أنصار جبهة الإنقاذ؛ ما يهدد بإدخال البلاد فى نفق مظلم ونهاية سيئة لا يقبلها وطنى محب لبلده وغيور عليها. وعلى الجميع العمل على توحيد الشعب بدلا من السعى إلى بث الفرقة؛ وذلك للحفاظ على الثورة، والحفاظ على وحدة الجماعة الوطنية وتماسكها والإصرار على تجاوز الخلافات الضيقة التى تقودها قوى مختلفة، وعدم السماح بإثارة مفتعلة لفتنة طائفية، واصطناع مشكلات مفتعلة. ويجب أن يكون الحديث عنه الآن هو حماية الوطن أولا حتى قبل الثورة. وليعلم الجميع أن رد اعتبار الثورة يبدأ بنبذ الخلافات بين رفقاء الميدان، وعلى جميع القوى السياسية أن تعلو على «المهاترات السياسية» لإنقاذ الوطن.
كما يجب عدم اقتصار المطالب على الجانب الاجتماعى فقط، رغم أهميته، لكن من غير المقبول أن ينصب الحديث عن عدالة الاجتماعية فقط، لكن الحديث الآن عن رزق المواطنين الذى أصبح مهددا. وعلى العاملين فى الحياة السياسية أن يتجاوزوا كل هذه المهاترات السياسية، وأن يتحملوا المسئولية تجاه الوطن وعدم النظر إلى مصلحة الشخصية فقط أو استغلال الأوضاع المتردية والمتاجرة برغبات الشعب وإشاعة المغالطات عن العدوان على مؤسسات الدولة.

ماذا تقصدون بذلك؟
- المتاجرة بإقالة النائب العام وتعيين نائب عام جديد، واعتبار ذلك عدوانا على استقلال القضاء. وأنا هنا أسأل القوى التى تسمى نفسها «التيار المدنى» و«القوى الثورية»، وأقول لهم: تعالوا نرجع إلى البداية لنحدد ما الثورة؟ وما الأهداف التى نريد تحقيقها؟ كل ذلك فى إطار ماذا فعل كل منا من قوى مختلفة سياسية كانت أو اجتماعية لتمكين هذه الثورة أهدافا ومكتسبات؟ وفى هذا المقام نقول لكل هؤلاء: ألم يكن من أهداف هذه الثورة ما يتعلق بجدية المحاكمات وبضرورة تحقيق القصاص العاجل والمحاكمات الناجزة حفاظا على دماء شهداء سالت بمناسبة هذه الثورة أو مصابين سقطوا وفقئت عيونهم وكسرت عظامهم؟! أليس من الضرورى أن تُعاد هذه المحاكمات لاعتبارات تتعلق بأدلة جديدة رصدتها لجنة تقصى الحقائق فى هذا المقام أو جيل جديد من المحاكمات يعبر عن اتهامات جديدة يجب أن يحاكم عليها هؤلاء؟! إن تهمة إفساد الحياة السياسية تعبر فى جوهرها عن تهمة حقيقية لا تقديرية; من الذى يمكن أن يتحدث أن المخلوع وأهله وزبانيته لم يفسدوا إفسادا سياسيا يقع تحت طائلة القانون؟! من فى مصر كلها ليست له مظلمة ضد هذا الرجل أثرت فى حياته تأثيرا مباشرا أو غير مباشر، معنويا أو ماديا؟!
إن كثيرا من التهم التى يجب أن توجه إلى الرئيس المخلوع، اتهامات سياسية فى معناها، لكنها قضايا جنائية فى مبناها. هل لنا أن نفتح ملف التعذيب الذى طال كثيرين على أرض مصر من النظام البائد؟! أليس هذا الرئيس المخلوع ووزير داخليته مسئولين المسئولية المباشرة وغير المباشرة عن جعل التعذيب سياسة ومنهجا منتظما فى التعامل مع الخصوم السياسيين؟! ألا يمكننا أن نفتح كذلك ملفات تزوير الانتخابات التى اشتهر بها النظام البائد فى الانتخابات تلو الانتخابات؟! أليست قضايا التزوير تشكل قضايا جنائية فى ثوب سياسى؟! أليس ذلك مسارا لما يمكن تسميته جيلا ثانيا من المحاكمات يجب أن يتحقق؟!
وهل نسى هؤلاء أن الرئيس المخلوع استبد بشعبه ثلاثين عاما لا أياما أو شهورا؟! ولا يمكن حسابه على ما اقترفه فى الثمانية عشر يوما فقط، ولا يمكننا أن نحاسبه على ما حدث فى ميدان التحرير دون محاسبته على فساده وقتله المتظاهرين فى كل مكان وميدان فى أرجاء مصر. الزمان بامتداده والمكان باتساعه يؤكدان اتساع اتهام الرئيس المخلوع وزبانيته، ويكرسان مسارا جديدا للمحاكمات. وبهذا فقط نكون قد حققنا ما يمكن تسميته "المحاكمات الحقيقية" لا الزائفة، والعدالة الناجزة لا البطيئة، والقصاص العادل والفعال من غير إهمال أو إغفال.
والأمر الآخر الذى أذكر به جبهة الإنقاذ، يتعلق بالهدف المهم فى عملية التغيير، هل نسى أصحاب هذه الثورة رفقاء الأمس فى ميدان التحرير أننا كنا نقول إن التطهير مقدمة للتغيير، وأنه لا تعمير دون تطهير؟! نسى هؤلاء تلك الشعارات التى عبرت عن مطالب ثورية حقيقية لا يمكن التمكين للثورة إلا بها، وبإجراءات تؤكد أن هذه الثورة لا بد لها ممن يحميها ويحمى حياضها من ثورة مضادة تجند كل طاقاتها للإجهاز عليها ومن مفاصل دولة عميقة تحاول بكل مساراتها وتحولاتها أن تجهض هذه الثورة. نسى هؤلاء أن عنوان مطالب التطهير كان النائب العام الذى مارس كل عمل يلتف به على الثورة ولا يقدم خطوة إيجابية حقيقية لحماية هذه الثورة. أليس كان هذا الهدف واحدا من الأهداف الثورية التى أكدت المعانى الآتية: أن تطهير القضاء هو الذى يمكن من استقلال حقيقى له، خاصة حينما نرى محاولات لإهانة القضاء، فيما هُرّب متهمون أجانب فى قضية التمويل الأجنبى، وسيّست أعلى محكمة القضايا؛ لأن لها مواقف سياسية مسبقة. ومن عجب ألا تمارس هذه المحكمة أهم عناصر الرقابة الدستورية بحقها على النظام السابق، ولا على مشيئة الرئيس المخلوع، ومررت له كثيرا من عناصر استبداده وفساده، ثم استأسدت على كل مؤسساتنا المنتخبة، وحلتها بجرة قلم دون اعتبار لفراغ مؤسسى يمكن أن يحدث، أو لنفقات مالية على الانتخابات يمكن أن تهدر.
وأجدد عبركم الحديث إلى رفقاء الميدان وأقول لهم إنه آن الأوان أن يقدم كل منا كشف حساب: ماذا فعل لتمكين أهداف الثورة؟ لأن الثورة صارت تئن من كثيرين منا بعد أن هجروا مطالب الثورة وأهدافها، باحثين عن رخيص مصالحهم وأهوائهم الأنانية.
يا سادة، بناء الوطن لا يكون بإفشال الرئيس والتربص بسياساته وقراراته، رغم وجود مآخذ وملاحظات، ووقوع الرئاسة فى أخطاء، لكن دعونا مرة نمارس توافقا بدلا من أن نمارس استقطابا وانقساما وفرقة. الفرقة لن تبنى دستورا، ولن ترقى بوطن، ولن تمكن لثورة. دعونا نحفظ لهذه الثورة أهدافا ومكتسبات، نستعد روح ميدان التحرير التى نزهقها بأيدينا وبخطابنا وبأفعالنا.. إلى كل أبناء الثورة: تعالوا إلى كلمة سواء؛ فشركاء الوطن متوافقون لا متشاكسون.
وعلى الجميع إدراك أن شرعية الإنجاز ليست أقل أهمية من شرعية الصندوق؛ فالمواطن المصرى أدلى بصوته فى العامين الماضيين أكثر من 21 مرة، والشباب فقط هم من يعرفون حق الثورة والمعارضة والرئاسة، جاءوا من زمن آخر، والشباب هم الذين دشنوا مبادرة الأزهر. وأتوقع أن يكمل الشباب المسيرة، وأن تنجح مساعيهم فى إحداث أكبر قدر ممكن من التوافق الوطنى.

- ذكرت أن قادة الجبهة يسعون إلى إدخال الجيش فى السياسة مرة أخرى؛ فهل سينجحون فى هذا المسعى؟
لا، بل استبعد انقلاب المؤسسة العسكرية على الرئيس مرسى؛ لأن تجربتهم فى الحكم لم تكن جيدة، وهم أدركوا جيدا أن الأفضل لهذه المؤسسة الاستراتيجية أن تظل بعيدة عن السياسة وتهتم بأداء دورها الأمنى والحفاظ على حدود الدولة وحمايتها.

- لماذا تنتقدون أداء حكومة الدكتور قنديل؟
للأسف، أداؤها لا يرقى إلى تحديات المرحلة الحالية، ولم نر لها إنجازات على الأرض تتماشى مع رغبات الشعب، ولا تلبى طموحات المواطن العادى. وقد طالبت الرئيس مرسى بالإسراع بتغيير هذه الحكومة.

- ألمحت إلى مآخذ على أداء الرئيس والإخوان، فما أبرز هذه الانتقادات؟
البطء فى ملف التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية، هى أبرز المآخذ على أداء الرئيس فى الجبهة الداخلية. وقد نبهناه على ذلك عندما كنت فى الفريق الرئاسى، كما أنه مطلوب مزيد من الشفافية ومصارحة الناس؛ لكيلا تزداد مشاعر الغضب. كما يجب أن تخرج جهات التحقيق عن صمتها تجاه التعامل مع أحداث العنف وإعلان تفاصيل التحقيقات لعامة الشعب؛ لأن هذا سيضع المواطنين على المحك مع مؤسسات الدولة.
وبالنسبة إلى الإخوان، عليهم أن يعلموا أن مصر لا يمكن لهم أن يحكموها وحدهم. وقد سمعنا كثيرا عن كفاءات كثيرة لدى الإخوان، لكن الأداء على أرض الواقع يختلف عما سمعنا. ولا أظن أن لديهم الكوادر والكفاءات الكثيرة والمتمكنة التى كنا ننتظر منها ما هو أكثر بكثير مما نرى ونلمس على أرض الواقع.

- وما تقييمكم للسياسة الخارجية للرئيس مرسى؟
فى هذا الملف نجاح كبير ملموس، وقد تأكدنا أن مصر لم تعد كنزا استراتيجيا لإسرائيل، كما كان فى السابق. وسياسة مصر أصبحت واضحة للجميع، وهى نصرة فلسطين. وأؤكد أن النظام السياسى المصرى الحالى لا يقبل بأن يكون كنزا استراتيجيا لأعدائه، كما كانت الحال فى عهد مبارك.

- و ما رؤيتك لملامح العلاقات المصرية الإيرانية؟
إيران تمتد فى الفراغ الذى نتركه. ومن هنا وجب علينا ملء هذا الفراغ، ومن ثم فإن وجود مصر منذ الآن فصاعدا فى هذا المكان وهذه المكانة إقليميا ودوليا لصناعة مكانة مصر فى هذا المقام، أظن أنه هدف استراتيجى يمكن أن يوازن العلاقة بين إيران وغيرها من قوى فى المنطقة.
وهناك مربع مكون من أربع دول مؤثرة بالأمة الإسلامية وهو مهم للغاية لإحداث نهضة بهذه الأمة. وتسمى هذه الدول «دول الأركان»، ومصر على رأس هذه الدول فى استراتيجيتها. و الدول الثلاث الأخرى: تركيا فى مكانتها التى اكتسبتها بعد نهوض حزب العدالة والتنمية، وإيران باعتبارها لاعبا أساسيا فى المنطقة لا يجوز بتاتا أن نغفلها، والسعودية باعتبارها طاقة رمزية بما تحمله من شعائر تتعلق بهذه الأمة.
والسياسة يحكمها المصالح. والمصالح هنا لا بد أن تكون متبادلة، والمنافع لا بد أن تكون مشتركة، كما أن المكاشفة فى السياسة الخارجية، خاصة ما يتعلق بإيران، مسألة واجبة. وعلى إيران أن تفهم أن مصر ليست قوة فى المنطقة يمكن تجاوزها، مع اعتبار أن إيران رقم صعب فى المنطقة أو الإقليم لا يمكن تجاوزه. والاعتراف المتبادل بدور كل منهما، هو أمر غاية فى الأهمية فى هذا المقام. ونحن نبحث عن الأدوار التى تقوم على التنافس التشاركى، لا على التنافس التصارعى.

- وكيف تفسرون محاولة الاعتداء على نجاد أثناء زيارته إلى القاهرة؟
أى اعتداء مرفوض، وسلوك لا يجب أن نتبعه أو نشجع عليه، بل يجب منعه والحيلولة دون تكراره فى المستقبل.

الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.