قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الحكومة المصرية أغلقت الباب أمام المعارضة المصرية بينما تراجعت الإدارة الأمريكية ونست مطالبها السابقة للنظام المصري بالإصلاح السياسي والديمقراطي. وذكّرت الصحيفة في تقريرها بخطاب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس يوم 20 يونيو 2005 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حينما أكدت آنذاك أن الولاياتالمتحدة خلال الستين عاما الماضية فضلت استقرار المنطقة العربية على حساب الديمقراطية وأنها اليوم تطالب الحكومة المصرية بإعطاء الشعب المصري حرية اختيار من يمثله وأن تكون الانتخابات حرة وأن تعطي الحرية لكافة القوى المعارضة للمشاركة في الحياة السياسية والتعبير وقالت الصحيفة إنه رغم أن كلمات رايس التي تعبر عن رأي الحكومة الأمريكية كانت واضحة لا لبس فيها و أوضحت أنه بعد مرور عامين لم يحدث أي شيء مما طالبت به وزيرة الخارجية الأمريكية في مصر التي تعد من الدول الحليفة للولايات المتحدة والتي قالت إنها تلقت معونات أمريكية تفوق ما قدمته واشنطن لأوروبا في إطار مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية ولفتت إلى أن النظام في مصر بدأ في شن حملة قمعية عنيفة على معارضيه مما يؤكد الضعف الأمريكي حيث أكدت الصحيفة أن واشنطن عادت إلى سياستها البراجماتية التي تفضل الاستقرار في مصر عن نشر الديمقراطية وأصبح البعض الآخر لا يصدق الآن أن واشنطن راغبة فعلا في الإصلاح الديمقراطي وقالت إنه رغم المليارات التي قدمتها الإدارة الأمريكية كمساعدات لمصر إلا أن واشنطن تتمتع بكراهية كبيرة في مصر حيث تعتبر من أكثر الدول كراهية في المنطقة العربية بسبب في المنطقة ودللت الصحيفة على عناد النظام المصري وإصراره على عدم الإصلاح بما جرى في الانتخابات البرلمانية الماضية وما تلا ذلك من اعتقالات لأعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" ونقلت الصحيفة عن غادة شاهبندر إحدى الناشطات في مجال حقوق الإنسان إن رغبة الحكومة بالفوز بمقاعد مجلس الشعب لا تبرر العنف والوحشية التي مارستها الحكومة ضد معارضيها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وأشارت نقلاً عن قيادات حركات المعارضة أن الإضرابات والإعتصامات التي شهدتها المناطق الصناعية مؤخرا تنذر بانفجار الموقف. ورأت أن إحالة عدد من قيادات "الإخوان" للقضاء العسكري وفرض الحراسة على أموالهم وكذا ارتفاع نسبة البطالة وتدهور خدمات التعليم والرعاية الصحية كل هذا قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع في مصر وأكدت الصحيفة في ختام تقريرها أنه لا توجد أي ديمقراطية الآن في مصر وأن مصر تعيش لحظة الهدوء التي تسبق العاصفة