أعلن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قبل ساعات من انتهاء المهلة التي منحت لطهران رفض بلاده لتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم مقابل حزمة العروض الغربية، مؤكدا في كلمة ألقاها أمام الآلاف من الإيرانيين الذين احتشدوا في مدينة أرومية أن طهران لن تستجيب لضغوط الغرب على حساب حقوقها. وفي نفس السياق أكد عباس أراجتشي نائب وزير الخارجية الإيراني أن طهران واثقة من إمكانية التوصل لتسوية عن طريق التفاوض بشأن برنامجها النووي، وقال أراجتشي بعد لقائه وزير الخارجية الياباني تارو أسو "نحن واثقون من الطبيعة السلمية لبرنامجنا"، ومضى يقول "إذا وجدت أيضا النية الحسنة والصدق في الجانب الآخر، فإننا متأكدون من التوصل لحل جيد ونتيجة جيدة من خلال المفاوضات" معربا عن أمله ببدئها في أقرب وقت. وبدوره أكد وزير الخارجية الياباني على أن "الأبواب لم تغلق في وجه المفاوضات"، وحث طهران على تبديد المخاوف الدولية بشأن طموحاتها النووية، كما أكد للمسؤول الإيراني أن المشكلة تكمن في عدم ثقة المجتمع الدولي بإيران.
وعلى الجانب الآخر من الأزمة أعلنت واشنطن أن الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة لألمانيا ستعقد اجتماعا في دولة أوروبية الأسبوع المقبل لمناقشة مشروع قرار بفرض عقوبات على طهران، وأكد شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أنه من المقرر أن يلتقي مساعد وزير الخارجية نيكولاس بيرنز مع مسؤولين كبار من بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا دون أن يحدد مكان الاجتماع.
وفور نهاية المهلة اليوم سيقدم الأمين العام للوكالة الدولية محمد البرادعي تقريرا توقعت مصادر دبلوماسية أن يتهم فيه طهران بعدم تنفيذ مطالب مجلس الأمن.. ويتوقع المراقبون أن يعطي تقرير البرادعي دفعا للجهود الأمريكية لاستصدار قرار العقوبات بزعم أن المهلة التي منحت لإيران كانت فرصة معقولة كي تعدل عن رأيها.
وتواجه الولاياتالمتحدة صعوبة في إقناع روسيا والصين بفكرة العقوبات، حيث استبعدت موسكو صراحة الأسبوع الماضي مناقشة هذا الخيار في الوقت الحالي.
من ناحيته، قال رئيس الوزراء الفرنسي دومينك دو فيلبان إن رد إيران على عرض الحوافز غير مرض. وأضاف في تصريحات للصحفيين بباريس أنه من الضروري أن يكون المجتمع الدولي صارما ومتحدا بشأن المسألة مع ترك الباب مفتوحا للمحادثات في الوقت نفسه.
ومن الجدير بالذكر أن طهران أعلنت في أبريل الماضي نجاحها في تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المنخفض اللازم لوقود محطات الطاقة للمرة الأولى باستخدام 64 جهازا متصلا من أجهزة الطرد المركزي في نتانز. وافتتح الرئيس الإيراني السبت الماضي مصنعا لإنتاج الماء الثقيل بمجمع آراك النووي الواقع على بعد نحو مائتي كلم جنوب غرب العاصمة طهران. وبذلك يمكن للإيرانيين تشغيل مفاعل يعمل بالماء الثقيل يعتمد على اليورانيوم الطبيعي دون الحاجة لتخصيب اليورانيوم الذي تطالب الدول الكبرى طهران بوقف عمليات إنتاجه.