أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إنه بالإمكان عقد هدنة طويلة مع الكيان الصهيوني إذا انسحب من الأراضي المحتلة منذ 1967 ومن القدسالشرقية. وقال هنية - في مقابلة مع تلفزيون "فستي" الروسي - إننا لسنا ضد اتفاق على هدنة فورية شرط أن توقف دولة الاحتلال إطلاق النار أيضا. كما شكك هنية بإمكانية احتمال حصول اتفاق سلام مع الكيان في غضون عام ووصف المفاوضات الجارية والمقبلة بشأن السلام بأنها "خدعة سياسية" تهدف لتشكيل كتلة بالمنطقة لمواجهة حركة حماس. كما جددت حماس دعوتها لاستئناف الحوار الوطني لكن دون شروط. وقالت في بيان إن الحوار هو الكفيل بمعالجة كل الأمور والقضايا الخلافية, نافية في الوقت نفسه وجود مبادرات سرية أو علنية بشأن الحوار. كما جددت رفضها تقديم أي اعتذار عما جرى بغزة, وقال البيان إنها "كانت عملية جراحية ووجدنا أنفسنا مضطرين إلى ما قمنا به". من ناحية أخرى يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت في أريحا بالضفة الغربية لمناقشة قضايا الوضع النهائي قبيل الاجتماع الدولي المرتقب للسلام في الشرق الأوسط الذي تعتزم واشنطن الدعوة له. وقال نبيل عمرو مستشار عباس إن الاجتماع سيسمح بمناقشة قضايا أساسية رئيسية في الصراع منها ما تسمى بقضايا الوضع النهائي الخاصة بإقامة دولة فلسطينية. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قالت الأسبوع الماضي إن أولمرت وافق على بدء محادثات مع عباس بشأن ما وصفتها بالقضايا الأساسية. كما أعلنت في ختام زيارة للشرق الأوسط أن الفلسطينيين والصهاينة سيتعين عليهم في النهاية حل قضية اللاجئين والحدود والقدس. بدورهم قال مسؤولون صهاينة إن أولمرت مستعد فعلا لمناقشة تلك القضايا الأساسية مع عباس زاعمين الحرص على التوصل إلى اتفاق بشأن "مبادئ" قبل المؤتمر الدولي المتوقع انعقاده نهاية العام الجاري. وأضاف المسؤولون أن تلك المبادئ ستطالب تل أبيب بالانسحاب بشكل واضح من حوالي 90% من الأراضي الفلسطينية ومناقشة قضايا اللاجئين. وفي سياق منفصل قال الدكتور أشرف الكردي الطبيب الخاص للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إن الأطباء الفرنسيين الذين عاينوا الرئيس قبل رحيله هم وحدهم من يعرفون طبيعة السم الذي تسبب في وفاته. وأضاف الكردي – بحسب الجزيرة - أن أولئك الأطباء بعثوا له بعد وفاة عرفات برسالة إلكترونية قالوا فيها إنه كان مصابا بمرض الإيدز. وكان بسام أبو شريف المستشار السياسي للرئيس عرفات أعلن أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك كان يعلم بمقتل عرفات. موضحا أن شيراك أخفى عن عمد مقتل عرفات حفاظا على المصلحة الوطنية الفلسطينية. وأضاف أن السم الصهيوني الذي استخدم في قتله يعطل إنتاج كريات الدم الحمراء ويفرز مفعوله على مدى نحو ثمانية أشهر معلنا بهذا الخصوص تحديه لشيراك أن يثبت عدم علمه بالأسباب التي أدت إلى وفاة عرفات. يشار إلى أن أسباب وفاة عرفات بقيت مجهولة ولم يصدر أي تقرير رسمي حولها. وكان عرفات قد نقل إلى مستشفى بيرسي العسكري في ضواحي باريس في 28 أكتوبر 2004 بعد الإعلان عن خلل في الدورة الدموية لديه خاصة تكسر الصفائح الدموية. ولم تحدد الفرق الطبية المصرية والتونسية والفلسطينية والفرنسية التي أشرفت على علاجه منذ الإعلان عن مرضه في أوائل سبتمبر 2004 وحتى وفاته في المستشفى الفرنسي في نوفمبر2004 أسباب ونوع مرضه الذي ظل غامضا.