في نقلة من القضية الرئيسية بين الشعب الفلسطيني المحتل من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى، نجحت أياد خفية في الوقيعة بين حركتي (حماس) و(فتح)، فبعد أن هددت حماس في بيان لها بفضح من سمتهم المتورطين في ملفات الفساد والخيانة من فتح، وتوعدت بالتصدي لأي محاولة لإسقاط الحكومة الحالية التي تقودها، ردت فتح بالتهديد بقتل كل من يثبت تورطه من حماس في اغتيال أي من كوادرها، ولن تؤدي هذه الخلافات الداخلية إلا إلى البعد عن القضية الأساسية مع الصهاينة، ولن يدفع ثمنها سوى الشعب الفلسطيني المحتل. وقال شهود عيان إن اقتتالا داخليا فلسطينيا اندلع في بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة عندما منعت قوة أمنية تقودها حماس ناشطين من كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح من دخول مستشفى بأسلحتهم، مما أسفر عن إصابة أحد أفراد الأمن بجروح. وفي استعراض للقوة تظاهر نحو عشرة آلاف من مؤيدي فتح مساء أمس دعما للرئيس الفلسطيني محمود عباس، في منطقة جباليا بشمال قطاع غزة. وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة لعباس قبل أن يتفرقوا بهدوء.
وبموازاة ذلك جدد قياديو حماس رفضهم إعلان الرئيس الفلسطيني أن أي حكومة ائتلافية مستقبلية ستعترف بالكيان الصهيوني وتوقف المقاومة، وأكدوا أنهم غير مستعدين للانضمام لهذه الحكومة. وقال وزير الخارجية محمود الزهار للصحفيين في غزة: إن تشكيل حكومة تعترف بالكيان الصهيوني ستمهد الطريق أمام حرب أهلية، وحذر من أن هذه الحكومة لن تشكل خطرا على القضية الفلسطينية فحسب بل على الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة والقدس المحتلة أيضا. وقبل ذلك شدد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية على أن الاتفاق مع عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية تركز حول وثيقة الأسرى التي لا تعترف بالكيان الصهيوني، وقال بعد صلاة الجمعة في مسجد بمدينة غزة إن حركة حماس تقبل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي التي احتلت عام 1967 مقابل هدنة مع الكيان الصهيوني. وكان أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني قد قال إن حكومة الوحدة الوطنية المقبلة لن تعترف بالكيان الصهيوني وعرض إحلال "هدنة لعشر سنوات" مع الاحتلال، وسارعت الحكومة الصهيونية على لسان المتحدث باسمها آفي بازنر إلى رفض الدعوة الفلسطينية.
وقال بازنر إن ما يهم الكيان الصهيوني من أي حكومة فلسطينية هو أن تلتزم بالشروط التي حددتها الأسرة الدولية حتى يتم استئناف الحوار. وأوضح أن هذه الشروط هي الاعتراف الكيان الصهيوني والتخلي عن العنف والالتزام بالاتفاقات الموقعة سابقا مع السلطة الفلسطينية. من ناحية ثانية قال رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت إنه قد يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل الإفراج عن الجندي الصهيوني الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط. وأبلغ أولمرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه بعث برسالة إلى عباس في الآونة الأخيرة تفيد بأنه مستعد للاجتماع معه حتى قبل الإفراج عن شاليط، مضيفا أنه قال للرئيس المصري حسني مبارك إنه مستعد لمناقشة إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مع عباس وإنه ليس مستعدا لأن يفعل ذلك مع حماس.