بدأ الجيش اللبناني موجة جديدة من القصف المدفعي لمواقع مسلحي فتح الإسلام في مخيم نهر البارد مع استمرار الأزمة بين الجانبين منذ أكثر من عشرة أسابيع. وقالت مصادر أمنية لبنانية – بحسب الجزيرة - إن القصف تركز على ما تبقى من مواقع المسلحين وإنه لن يتوقف إلا عند القضاء على كل عناصر فتح الإسلام الرافضين الاستسلام لقوات الجيش. وكانت مصادر سياسية وأمنية صرحت الأسبوع الماضي بأن الجيش اللبناني في المرحلة النهائية من حملته لإلحاق الهزيمة بفتح الإسلام وبسط سيطرته على المخيم. كما أن أوساطا لبنانية توقعت أن يحسم الجيش الموقف في نهر البارد مع حلول ذكرى تأسيسه ال62 التي صادفت أمس. إلا أن مصادر أمنية قالت إن تقدم الجيش في المخيم تعطل بسبب مقاومة عنيفة من جانب المقاتلين الذين زرعوا ألغاما متطورة وشراكا خداعية حول آخر مواقعهم في المخيم المنكوب الذي كان يضم أربعين ألف لاجئ. ويأتي هذا التطور بعد يوم من مقتل ثلاثة من عناصر الجيش في اشتباكات مع المسلحين ليصل عدد قتلى الجيش إلى 127 قتيلا منذ بدء القتال في 20 مايو الماضي. وفي خضم الاشتباكات المتقطعة اندلع حريق كبير أمس وسط المخيم حيث شوهد الدخان الأسود يتصاعد بكثرة بدون أن تتضح طبيعة الحريق. وقد حلقت مروحيتان للجيش اللبناني مرات عدة فوق المخيم. وعلى خلفية الوضع في نهر البارد والانقسام في الساحة السياسية ألغى الجيش الاحتفال التقليدي الذي كان يقيمه في وزارة الدفاع لترقية الضباط واقتصر الأمر على قراءة "أمر اليوم" الصادر عن قائد المؤسسة العسكرية العماد ميشال سليمان على الجنود داخل ثكناتهم.