يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم الثلاثاء إلى العاصمة اللبنانية بيروت على رأسِ وفدٍ من الجامعة وفْق القرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عُقِد في القاهرة مؤخرًا وتم التوافق فيه على تجديد جهود الوساطة التي تقوم بها الجامعة في الأزمة السياسية اللبنانية. ومن المقرَّر أن يلتقي الوفد مع الرئيس اللبناني أميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الفاعلة في الساحة السياسية اللبنانية. وكانت جامعة الدول العربية قد بدأت جهودَ وساطةٍ في نهاية العام الماضي بعدما أعلنت المعارضة اعتصامَها لإسقاط الحكومة في بداية ديسمبر منذ ذلك العام . وبخصوص الجولة الحالية للجامعة قال موسى – بحسب جريدة (السفير) اللبنانية - إن هناك ظروفًا كثيرةً تبدَّلت بين المسعى العربي نهاية العام الماضي واللحظة الراهنة مشيرًا إلى أن الكل خائفٌ مما حصل ومما يمكن أن يحصل لذا فإن هناك استشعارًا للخطر المحدق بلبنان مضيفًا أن وفد الجامعة لن يركِّز في مهمته على البُعد الداخلي للأزمة في لبنان حيث أكد أن الوفد سيبادر بالاتصال بالجهات الدولية والعربية والإقليمية مجدّدًا تأكيد الجامعة أن العرب لن يتخلُّوا عن لبنان. وتأتي زيارة وفد الجامعة في وقتٍ حسَّاس بالنسبة للبنانيين حيث تشهد لبنان حاليًا تفجيراتٍ واغتيالاتٍ إلى جانب الاشتباكات الحالية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في طرابلس شمال البلاد بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام، بالإضافة إلى التوتر في الجنوب بعدما أطلق فصيل فلسطيني يسمَّى ألوية بدر الجهادية- فيلق لبنان عددًا من صواريخ الكاتيوشا على شمال الكيان الصهيوني فأصابت مغتصبة كريات شمونا وهي العملية التي أدانها مجلس الأمن الدولي وطالب الكيان بسببها أن يدخل الجيش اللبناني إلى القرى في الجنوب لمنع تكرار تلك العملية. وفيما يتعلق بالمواجهات الدائرة حاليًا في نهر البارد بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام أعلن الجيش اللبناني عن مقتل 3 من جنوده وإصابة 7 آخرين في الاشتباكات. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن الجنود القتلى سقطوا في انفجار أثناء إزالة أفخاخ وألغام في المواقع التي تقدَّم إليها الجيش داخل المخيم. كانت مصادر في الجيش اللبناني قد أكدت أن قوات الجيش تسيطر على حوالي 90% من مساحة المخيم، مشيرةً إلى أن الجيش استخدم المدفعية البعيدة المدى والدبابات خلال القصف. وذكر شهود عيان أن القصف كان يتم بمعدل قذيفة كل 5 دقائق فيما أشارت الأنباء إلى أن القصف تركَّز للمرة الأولى على المداخل الجنوبية للمخيم؛ حيث سيطر الجيش على موقع التعاونية الإستراتيجي، بالإضافة إلى استمرار القصف في المناطق الشمالية والتي تمكَّن الجيش فيها من بسط سيطرته على موقع ناجي العلي، الذي كان يتحصَّن فيه عناصر فتح الإسلام، كما نجح الجيش في تدمير موقع صامد الإستراتيجي الآخر بالنسبة لفتح الإسلام. وفيما يتعلق بالتطورات السياسية للملف قال الشيخ محمد الحاج- عضو رابطة علماء فلسطين التي تقود جهود وساطة حلّ الأزمة-: إن المفاوضات مع فتح الإسلام بلغت مراحلها النهائية موضحًا- بحسب الجزيرة- أن الجهود تنصبُّ على إعلان فتح الإسلام وقْفَ إطلاق النار من جانب واحد وتشكيل قوة أمنية من الفصائل فلسطينية لتولي الأمن في المخيم وإعادة النازحين من لاجئي المخيم. وقد أسفرت الاشتباكات التي اندلعت في 20 مايو الماضي عن مصرع حوالي 70 من الجيش اللبناني و50 من فتح الإسلام و32 مدنيًّا مع نزوح حوالي 40 ألفًا من أهالي المخيم البالغ عددهم 45 ألفًا؛ جرَّاء تردِّي الظروف الإنسانية الناجم عن غياب الخدمات الأساسية بسبب القصف. وفي حادث ذي صلة لقي شخصان مصرعهما وأصيب آخر في انفجار اسطوانة غاز في أحد المحالّ الواقعة في منطقة التعمير القريبة من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان. لكنَّ مصادرَ أمنيةً قالت إن الانفجار ليس له بعدٌ سياسيٌّ، إلا أن ما أثار الاهتمام به هو أن المصاب أحد قياديِّي جماعة (جند الشام) التي تتمركز في المخيم؛ حيث سبق أن وقعت بينها وبين الجيش اللبناني اشتباكاتٌ حادَّة أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، هم جنديان و2 من عناصر جند الشام. وقد جاءت تلك الاشتباكات في محاولةٍ من جند الشام للردِّ على قصف الجيش اللبناني لمواقع فتح الإسلام لكنَّ الفصائل الفلسطينية استطاعت احتواءَ تلك الاشتباكات ومنعت تحوُّلَها إلى نسخة جديدة من مواجهات نهر البارد.