ينتظر أن يتوجه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بعد غد الثلاثاء إلى بيروت على رأس وفد عربي رفيع المستوى وفق ما ذكرته مصادر دبلوماسية مطلعة في الجامعة العربية. وسيضم الوفد – طبقا للمصادر- ممثلين عن الدول الأعضاء وعددا من وزراء الخارجية في لجنة التحرك العربية التي شكلت بناء على قرار تبناه الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب مساء الجمعة ومن بين تلك الدول مصر وقطر والسعودية وتونس. وأشارت المصادر إلى أن المشاورات التي سيجريها موسى في بيروت ستشمل كافة الشخصيات والأطياف السياسية الفاعلة. وأوضحت أن موسى لا يعتزم أن تكون المبادرة التي طرحها لتسوية الأزمة اللبنانية أواخر العام الماضي نقطة الانطلاق لهذه المشاورات. وأقر وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ بالقاهرة الجمعة تشكيل وفد رفيع المستوى للاتصال والاجتماع بالرئاسة والحكومة ومجلس النواب ومختلف القيادات السياسية في لبنان للعمل على توفير الأجواء المناسبة لاستئناف الحوار الوطني. كما قرر الوزراء تقديم المساعدة للحكومة والقوات المسلحة اللبنانية في مواجهة ما يسمى الإرهاب بما يمكنهما من ضبط الأمن ومعالجة المشكلات الناجمة عن انتشار السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وذكرت مصادر دبلوماسية أن التحرك العربي ناجم عن خشية من تدهور مفاجئ للأوضاع في لبنان خصوصا بعد التطورات المتلاحقة التي شهدتها الساحة في الأسابيع القليلة الماضية بما في ذلك إقرار مجلس الأمن للمحكمة ذات الطابع الدولي المعنية بقضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، إضافة إلى عودة الوتيرة المرتفعة للتوترات الأمنية ومسلسل الاغتيالات. ويأتي التحرك العربي فيما دخلت المواجهة السياسية بين فريقي السلطة والمعارضة المدعومة من الرئيس إميل لحود منعطفا جديدا مع تحديد حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الخامس من أغسطس القادم موعدا لانتخاب بديلين عن النائبين الراحلين وليد عيدو وبيار الجميل. وقال وزير الإعلام غازي العريضي للصحفيين بعد اختتام جلسة مجلس الوزراء أمس إن الحكومة دعت الهيئات الانتخابية الفرعية في المتن الشمالي (جبل لبنان) والدائرة الثانية من بيروت إلى انتخاب نائب عن المقعد الماروني ونائب عن المقعد السني. واغتيل النائب عن دائرة بيروت الثانية وليد عيدو الأربعاء الماضي والنائب عن المتن بيار الجميل في ديسمبر الماضي في إطار الاغتيالات السياسية التي طالت رموزا مناهضة لسوريا منذ عامين. وتنفي دمشق مسؤوليتها عن الاغتيالات والتفجيرات التي تهز لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في فبراير2005. وعلى الصعيد الأمني مازال مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الذي يتحصن فيه مسلحو جماعة فتح الإسلام يشهد اشتباكات وقصفا متقطعا. وقصفت مدفعية الجيش اللبناني أمس بعنف مواقع لجماعة فتح الإسلام خصوصا في الجهة الشرقية والشمالية للمخيم الجديد الذي يشكل امتدادا عمرانيا للمخيم القديم الذي أقامته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عام 1949. ويأتي استئناف القصف بعد مقتل خمسة جنود خلال عملية تفكيك الألغام التي زرعها مقاتلو فتح الإسلام قبل إخلائهم المواقع التي تقدم إليها الجيش في المخيم الجديد.