دعت دراسة، أعدتها وحده البحوث بمركز سواسية، وقدمتها إلى مؤتمر " الرعاية الصحية بالسجون المصرية .. الواقع ومقترحات التطوير "، الذي عقدته نقابة الأطباء المصرية بدار الحكمة يوم السبت، 7 يوليو 2007 الجاري، إلى وجوب تلبية الاحتياجات الصحية للمواطنين عمومًا والسجناء خصوصًا على اعتبار أن ذلك يقع في لُبِّ الدفاع عن حقوق الإنسان. و تناولت الدراسة ثلاثة محاور أساسية ويبرز المحور الأول الجهود الحكومية لتحسين الأوضاع الصحية للسجناء ولكن الدراسة تؤكد أن هناك خطوات أخرى يجب اتخاذها وتطالب بثلاثة التزامات أساسية تقع على الحكومة وتؤكد الدراسة "أن الواقع يشير إلى أن الأحوال المعيشية والصحية السيئة في السجون المصرية معروفة، سواء من حيث التكدس وتدني نوعية الطعام وانعدام الرعاية الصحية وتفشي الأمراض المعدية أو من حيث شيوع العديد من حالات المعاملة القاسية والتعذيب وهذه الأوضاع المتردية تستخدم كنوع من أنواع العقوبة الإضافية تجاه السجناء عمومًا وتجاه المعتقلين السياسيين خصوصًا". وتشير إلى أن هناك العديد من العوامل التي تسهم في انتشار الأمراض في السجون من أهمها: 1. سوء التغذية: حيث يؤدي الإهمال في النظام الغذائي دائماً لانتشار الأمراض. 2. التكدس داخل الزنازين: يبلغ متوسط مساحة الزنازين داخل أغلب السجون المصرية حوالي 4×6 متر أما متوسط عدد النزلاء داخلها فهو حوالي خمسة عشر فردًا. 3. تدهور الأوضاع داخل مستشفيات السجون حيث تنتشر بها أمراض كالدرن والسكر والقلب وحساسية الصدر والحمي والروماتيزم والأمراض الجلدية . 4. المنع من الزيارة: ويؤدي إلى سوء الحالة النفسية للنزلاء وأسرهم ، كما يؤدي في كثير من الأحيان إلى عدم وصول الأدوية للنزلاء وبالتالي تفاقم حالتهم المرضية. ويذكر المحور الثالث بالدراسة أنه من الضروري لوزارة الداخلية أن تقوم بوظيفة تربوية تجاه ضباطها وجنودها وتتمثل في تأكيد التعبير على الكرامة الإنسانية والحفاظ على شرف الإنسان وسد احتياجات السجين بصورة لائقة أثناء مدة سجنه.. والتأكد من أن السجين يعرف الواجبات الملقاة عليه وكذلك حقوقه وفور استيعابه في السجن يتم تزويده بالمعلومات المفصلة عن إجراءات الاستيعاب والجدول الزمني اليومي في السجن والتعليمات الانضباطية والعلاج الاجتماعي والخدمات الطبية والدينية والزيارات وخطط الإقلاع عن تعاطي لمخدرات والعمل في السجن والمعلومات الإضافية ذات العلاقة.. كما يتم إعلامه بأن تأدية واجباته والتصرفات اللائقة تمكنه من التمتع بمزايا كثيرة وتسهل عليه المكوث في السجن.