هدد فريق الأبحاث العلمية التابع لمنظمة اليونسكو والمُكلَّف بتحديد منطقة القطاع الجيولوجي المثالي والذي كان قد تحدد في منطقة الدبابية بالأقصر بنقل القطاع الجيولوجي لدولةٍ أخرى وغالبًا سيكون من نصيب الكيان الصهيوني الذي كان منافسًا لمصر بالإضافة إلى كلٍّ من إيطاليا وأسبانيا. وبرر الفريق ذلك لاعتراضهم على محاكمة الدكتور خالد عبد القادر عودة في القضية العسكرية المتهم فيها 40 من قيادات الإخوان خاصةً أن عودة كان رئيسًا للوفد المصري وأحد الأسباب الذي دفعت اليونسكو إلى اختيار مصر من باقي الدول لتكون معقل هذا المشروع الحضاري والعالمي. وكانت الأبحاث قد انتهت إلى تحديد القطاع في المنطقة المصرية بفضل جهود عودة ولكن اختطافه واعتقاله أثناء رئاسته للوفد المصري واستضافته للوفد العلمي العالمي في مصر أدَّى إلى حالةٍ كبيرةٍ من الاستياء والخوف من أن يتنافى عنصر الأمان من مصر مما يمنع العلماء من ممارسة عملهم بحرية. وقد أصدرت الدكتورة ماري بيير أوبري (رئيس الوفد العلمي الدولي والمفوض من منظمة اليونسكو) بيانًا أرسلته إلى المنظمة استنكرت فيه اعتقال د. عودة وأكدت فيه صدمتها من اعتقال أستاذ الجيولوجيا في جامعة أسيوط. وقال إنه كان لها شرف العمل مع البروفيسور عودة منذ عام 1998م، وكانت في ذلك الوقت رئيس الفريق الدولي المعني باكتشاف الحد الفاصل بين الباليوسين- الأيوسين (اللجنة الفرعية المعنية بالطبقات تحت إشراف الاتحاد الدولي للعلماء الجيولوجيين)، وبدأ التعاون مع د. عودة في الأول من يناير 1998م للعمل الميداني في منطقة الأقصر. وأشارت إلى أن د. عودة كان قائدًا للفريق الجيولوجي المصري من جامعة أسيوط، وكانت هي قائد المجموعة الدولية (مع زملاء من بلجيكا وإنجلترا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية)، وسرعان ما اكتشفت مدى التزام واجتهاد د. عودة بفضل جهوده المستمرة وحماسته التي قادت مصر إلى صدارة الساحة الدولية لعلم الطبقات باختيار منطقة الدبابية، 25 كم جنوبالأقصر، وهي محمية طبيعية الآن بعد أن أقرها المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة ومحافظ قنا، وموافقة الدكتور أحمد نظيف، رئيس وزراء مصر في فبراير 2004م. وأضافت أن أكثر من 80 عالمًا من 25 دولةً من أنحاء العالم قاموا بزيارة الموقع، مما سيجعل المكان محط أنظار الأطراف المهتمة من المجتمع العلمي على نطاقٍ واسع، وأشارت إلى أن هذا الاعتراف الدولي يرجع إلى حدٍّ كبيرٍ إلى الجهد المتواصل من الدكتور خالد عودة.موضحةً أنه نتيجة لهذا المجهود فقد كرَّمت الجمعية الجيولوجية المصرية وجمعية الحفريات المصرية د. خالد على هذه الجهود قبل اعتقاله. وأكدت رئيس الوفد العلمي أن د. خالد عودة اعتقل في يناير الماضي عندما كان معهم في زيارة حقلية في منطقة الأقصر، ويرجع إليه الفضل في نتائج الأبحاث الحالية واعتقاله علق جميع هذه المشاريع، وكذلك أزعج الباحثين من الجانبين المصري والدولي بالإضافة إلى طلابه وزملائه في مصر في الساحة الدولية، كما أن طول غيابه تمنع العلماء البارزين من زيارة موقع الدبابية، ويرجح أن يؤدي الاستياء من جانب المجتمع الدولي إلى نقل هذا الحد الفاصل إلى أي دولةٍ غير مصر.