أكدت وزارة الخارجية الصهيونية على موقعها الإلكتروني أن احتياطي النفط والغاز لدى إسرائيل مماثل لحجم الاحتياطي السعودي، نتيجة لاستنزافها الغاز المصري على مدى سنوات طويلة. ونشرت الخارجية الصهيونية مقالاً للكاتب "فرانك جيكوبس" يؤكد أن إسرائيل التي تستنزف النفط المصري منذ اتفاقية السلام والغاز المصري منذ العام 2005 حتى 2011 باتت عملاقة في مجال الطاقة. وقال "جيكوبس" في مقاله إن التطورات الأخيرة جعلت إحدى النكت التي كانت "جولدا مئير" (رئيسة وزراء إسرائيل سابقاً) تحب ترديدها خالية من المضمون، حيث اشتهرت بقولها: "أتعرفون لماذا لا يحب اليهود موسى؟ لأنه طوال 40 سنة قادهم في التيه، ليأتي بهم في النهاية إلى المكان الوحيد في المنطقة الذي يخلو من النفط!". وتابع "جيكوبس": لقد استغرق الأمر أكثر قليلاً من 40 سنة، ولكن بات واضحاً الآن أن "الكليم موسى" لم يكن مخطئاً فعلاً، لأن إسرائيل تملك في الوقت الحاضر احتياطياً من النفط والغاز شبيها بحجم الاحتياطي السعودي، وذلك على مسافة نحو 150 كيلومتراً من سواحلها. وأعلنت شركة "وودسايد بتروليوم"، أكبر شركة أسترالية للنفط والغاز، قبل بضعة أيام، أنها ستستثمر 1,3 مليار دولار في أكبر حقل بحري صهيوني للغاز، يطلق عليه اسم "ليفيتان" (وهي كلمة عبرية تعني الحوت). وأضاف "جيكويس" أن العودة إلى المراجع الدينية اليهودية لن تتوقف عند هذا الحد، إذ إن أخبارا ما قد يصبح أكبر عملية استثمار أجنبي في إسرائيل حتى الآن قد انتشرت في موعد يوافق عيد "الحانوكا" اليهودي الذي يحل هذا العام بين ال 8 وال16 من ديسمبر، مشيراً إلى أنه في حالة نجاح عمليات تنقيب الشركة الأسترالية عن النفط في حقل "ليفيتان"، يحتمل تحول إسرائيل من قزم إلى عملاق في مجال الطاقة، وربما تصبح أكبر الدول المصدرة للنفط والغاز. وتساءل الكاتب: هل هذه الثروة الصهيونية هي تكرار لمعجزة الحانوكا اليهودية، أم أن حقيقة وجود مصالح متداخلة للسلطة الفلسطينية ولبنان في تلك المنطقة البحرية ستزيد النزاع حدة في منطقة يختلف أطرافها على كل شيء، بدءًا بالماء وانتهاء بالهواء؟. وأردف "جيكوبس" أنه بالنسبة للإسرائيليين، بمن فيهم العلمانيون، تبدو العناية الإلهية مسبباً منطقياً لهذا الحظ المذهل، فقبل سنوات معدودة، كان على إسرائيل الاعتماد على بئر واحد من الغاز في حقل "يام تاتياس" البحري الواقع بمحاذاة مدينة "عسقلان" ليغطي 70% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وكان من المتوقع أن يكون هذا المصدر قد تم استنفاده الآن. وأشار "جيكوبس" إلى أن مصر أكملت تلبية احتياجات إسرائيل من الغاز الطبيعي بموجب اتفاقية تم عقدها بين البلدين خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وهي الاتفاقية التي لا يميل النظام الحالي في مصر بقيادة جماعة الإخوان المسلمين لمواصلة العمل بها، فضلاً عن تفجير المتشددين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء منذ بدء الثورة المصرية لخط الأنابيب الذي يوصل الغاز إلى إسرائيل أكثر من 15 مرة. وأضاف الكاتب أن اعتماد إسرائيل على الطاقة المستوردة قد ينتهي تماماً في المستقبل القريب، وذلك بفضل سلسلة مذهلة من الاكتشافات في منطقتها الاقتصادية الخالصة (EEZ) التي تمتد لمسافة 320 كيلومتراً في البحر أمام سواحلها. وأشار الكاتب إلى أن مجموعة شركات إسرائيلية أمريكية اكتشفت أيضاً في عام 2009 أكبر كمية من الغاز الطبيعي تم اكتشافها على مستوى العالم، وذلك في حقل "تامار" البحري الواقع على مسافة نحو 80 كيلومتراً غربي مدينة حيفا، حيث يبلغ حجم الاحتياطي المكتشف والقابل للاستخراج ما بين 8 و 9 تريليونات قدم مكعب، وهو ما يعادل قيمة الغاز المستخدم منزلياً في الولاياتالمتحدة لمدة سنتين تقريباً. وبعد عدة شهور، تم اكتشاف احتياطي آخر مقداره 500 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي ضمن حقل "داليت" الواقع بمحاذاة مدينة الخضيرة في منتصف الطريق بين تل أبيب وحيفا، إلا أن ضربة الحظ الكبرى جاءت في أكتوبر 2010، عندما اكتشفت مجموعة الشركات المذكورة ما يزيد على 16 تريليون قدم مكعب من الغاز في حقل "ليفيتان"، وهو أكبر اكشاف للغاز الطبيعي على مستوى العالم منذ عقد من السنين. وأضاف جيكوبس أن حقل ليفيتان وحده يمكنه تزويد إسرائيل بكافة احتياجاتها من الغاز الطبيعي لمدة 100 سنة، وعلاوة على ذلك أفاد تقرير وضعه المجلس العالمي للطاقة في لندن عام 2011، بأن احتياطي إسرائيل من الصخر الزيتي يعادل 250 مليار برميل من النفط، مما يضع إسرائيل في المرتبة الثالثة في العالم بعد الصين والولاياتالمتحدة. وإذا قمنا بجمع الثروات المشار إليها من النفط والغاز والصخر الزيتي، فإنها تعادل مجمل احتياطي الطاقة السعودي تقريباً. يذكر أنه رغم عدم استخراج قطرة واحدة من زيت الصخور حتى الآن، إلا أن شركات نفطية كندية وروسية تتهافت على عرض مساعدتها على إسرائيل لاستخراج الزيت من الصخور. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة