ترتكز خطة إحراق أو تدمير مصر على ، أو من خلال ، خطتين رئيسيتين ، أو على خطة رئيسية ( أ ) و خطة بديلة ( ب) . و الخطة الرئيسية هى فى جوهرها خطة ناعمة ، أما الخطة البديلة فهى خطة خشنة ، و شديدة الوضوح فى خشونتها . و كانت ولا زالت تعتمد ، وبشكل أساسى ، الخطة ( أ ) على بعض القضاة الفاسدين ، والمحكمة الدستورية العليا ، وبمعاونة ، أو بتواطىء ، أيضا العديد ممن يطلق عليهم بالقضاء الواقف ، وهم المحامين ، وعلى رأسهم نقيب المحاميين الحالى ..! وقد نجحت المحكمة الدستورية فى المرحلة الأولى فى تقويض بناء دعائم الدولة الحديثة ، دولة ما بعد 25 يناير ، و ذلك من خلال طعنها فى شرعية أول مجلس شعب منتخبا إنتخابا حرا ديموقراطيا شفافا ، شارك فى إنتخاب أعضاءه ، ولأول مرة أيضا فى تاريخ مصر ، حوالى 35 مليون ناخب مصرى ، ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم ، وبإشراف قضائى تام وكامل ، و خلال كل المراحل الإنتخابية ، وكذا بمشاركة وإشراف ومراقبة كافة فصائل وتشكيلات المجتمع المدنى جنبا إلى جنب مع مراقبين دوليين من شتى أنحاء العالم ، ومع كل ذلك فقد قضت الدستورية العليا ، متجاوزة فى ذلك إختصاصاتها ، ببطلان ذلك المجلس ، مجلس الشعب المنتخب من قبل حوالى 35 مليون ناخب مصرى ..! وعندما بدا من العسير على الدستورية العليا مواصلة مسيرتها نحو هدم بقية مؤسسات الدولة المزمع إعادة تشكيلها وقيامها ، و بما يتناسب مع تطلعات كل من الثورة والثوار الحقيقيون ، كالحكم ببطلان مجلس الشورى ، واللجنة التأسيسية المنتخبة من أجل وضع الدستور ، ومن ثم القضاء بعدم شرعية عرض الدستور ذاته على الشعب للإستفتاء عليه ، فقد تم المضى قدما نحو تنفيذ الخطة ( ب ) بواسطة لاعبين جلهم من السبعينيين وعلى رأسهم عمرو موسى ومحمد البرادعى وحمدين صباحى . وتعتمد تلك الخطة على إرهاب المواطنين ومنعهم حتى من التعاطف مع الإسلاميين ، أو التيار الإسلامى ، و من ثم منعهم بالقوة والإرهاب إذا لزم الأمر من الذهاب إلى صناديق الإقتراع السبت القادم للإستفتاء على الدستور . ولكن يجب أن يسبق ذلك تفجيرات هنا وهناك ، وتهييج الجماهير من خلال بث أباطيل بعيدة كل البعد عن أية مصداقية ، أو حتى موضوعية ، وذلك من خلال إعلام كان بالأمس القريب شديد الخنوع للنظام السابق ، وكان يروج له كل أباطيله ، وصار اليوم أكثر شراسة ولكن عن باطل وليس عن حق ، أو حتى عن أية إستحقاقات أخرى مستحقة لأى من أساطينه حتى انه قد صار بعضهم يدعو علنا ، ومن خلال بعض الفضائيات ، إلى ضرورة إسالة الدماء حتى تهيج الجماهير ولا يتوقف هيجانها إلا بعد خلع النظام المنتخب رئيسه إنتخابا حرا ديموقراطيا ..! ولذا فإننا نرى ، وقبيل الأحداث الأخيرة ، قد دعى حامدين صباحى ، من قبل سمير جعجع لزيارة لبنان لإطلاعه على أحدث ما فى جعبته من أساليب لخوض حروب العصابات ، وذلك ، وبطبيعة الحال ، من خلال حرب أهلية يمكن أن يكون فيها الإسلاميون هم الأغلبية عددا وعدة ..! ولأن الهدف هو هدم مصر وليعاذ بالله تماما كما فعل بالعراق ، وذلك من خلال أسمه العربى والمسلم ، وقلبه الصهيونى والذى أخذ على نظام الحكم فى مصر إنكاره للهولوكوست فكان من الطبيعى أن يرفض البرادعى ، ومن خلال رئاسته لما يدعونه بجبهة الإنقاذ ، كل المبادرات والمساعى الحميدة ، و التى أتت من جهات شتى ومنها مشيخة الأزهر ذاته ، والتى تدعو جميعا إلى وحدة الصف ولم الشمل والجلوس على مائدة واحدة للحوار ، وذلك نظرا للظروف المعيشية الصعبة التى يحياها جل المصريون ، بالإضافة إلى حالة إقتصادنا شبه المنهار ، والذى لا يحتمل يوميا مليونيات ، ومليونيات مضادة ، وما يترتب على ذلك من إغلاق الشوارع والميادين وتعطيل حركة السير والمرور ، والذى ينعكس بدوره على نزيف البورصة اليومى والذى قد يتطور لاحقا ، وليعاذ بالله ، إلى إنهيار تام حيث تفقد يوميا من قيمة أسهمها ما يجاوز الخمسة مليار جنيه . ولذا فكان من الطبيعى أيضا أن يرفض البرادعى أية مبادرات أخرى للحوار حتى ولو أتت من الرئيس مرسى ذاته وذلك على الرغم من أن بعض قوى المعارضة قد أخذت على الرئيس مرسى أنه لا يدعو بنفسه إلى مبادرات حوار مع كافة القوى السياسية . وعندما دعا مرسى إلى مبادرة للحوار ، فقد رفضت أيضا مما يسمى بجبهة الإنقاذ و فوق ذلك يضع البرادعى شروط مسبقة للحوار ، وكأنه هو الذى فى مركز قوة يسمح له بذلك ، و السؤال هو على ما يستند البرادعى فى موقفه المعاند والمعادى على طول الخط مع تطلعات الشعب ..؟! بل أن البرادعى لم يضع فقط شروطا تعجيزية للحوار ، بل قد وضع أيضا شروطا مهينة للحوار فيما لو قبلها بحذافيرها الرئيس مرسى ، وهو بذلك كأنه يدعو الرئيس على تمسكه بموقفه والمتعلق بدعوة الشعب المصرى للإستفتاء على الدستور ، ومن ثم إزدياد الموقف والذى هو متوتر ومتأزم أصلا توترا و تأزما الأمر الذى يمكن أن يعرض البلاد كلها للحريق أو الدمار ..! .. ويجب أن نلاحظ أن ذلك التكتيك هو ذاته الذى اتبع مع صدام حسين فى أعقاب غزوه للكويت ، حيث أراد أن يخرج بالفعل من الكويت ، لكن الشروط المهينة والمذلة التى أمليت عليه أجبرته فى نهاية المطاف أن يبدو أمام العالم و كأنه هو الذى يرفض الخروج من الكويت ، وجاء بعدئذ البرادعى ، ليكمل ما عجز الإحتلال الأمريكى أن يفعله من هدم وقتل فى العراق ..! الأمر الذى يبدو فى نهاية المطاف وكأنه بالفعل صراع على السلطة ، والمطلوب هو إزاحة الرئيس مرسى من حكم مصر ، تماما كما تم حل مجلس الشعب الذى انتخبه الشعب . لذا فمهما فعل الرئيس مرسى وقدم من تنازلات قد تنال حتى من هبة الدولة ، أو مؤسسة الرئاسة ، أو كلاهما معا ، فإنها سوف تكون غير مقبولة مما يسمى بجبهة الإنقاذ الوطنى ، والوطن منها براء كبراءة الذئب من دم أبن يعقوب ..! والسؤال هو هل كان ما يسمى بجبهة الإنقاذ ، هو بمثابة المصطلح التكتيكى ، لهدم وحرق مصر ، تماما وعلى غرار ما فعل البرادعى بالعراق ..؟! الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة