بقلم: عبد الرحمن بن محمد لطفي* الشيخ يوسف البدري الداعية المعروف كانت له كلمة مشهورة وهي (لا أحزاب في الإسلام ولا جماعات ) وكانت حجته في ذلك هي قول الله عز وجل ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) آل عمران (103) . وقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ( يد الله مع الجماعة ومن شذ في النار ) وغير ذلك من الآيات والأحاديث التي تدعو إلى الجماعة وتنهي عن الفرقة . وفجأة وجدت الشيخ يوسف ينضم إلى حزب الأحرار ويصبح وكيلا للحزب وداعية من دعاته يعقد الحزب الندوات له ليدعو الشباب للانضمام إليه . وفي إحدى هذه الندوات تصديت له وسألته }لقد كان للشيخ يوسف كلمة مشهورة وهي (لا أحزاب في الإسلام ولا جماعات ) وها هو قد انضم إلى حزب الأحرار فهل معنى ذلك أنه أصبح يعترف بالجماعات كما اعترف بمشروعية الانضمام للأحزاب ؟! { فرد علي قائلا : نحن مضطرون للانضمام للأحزاب لنقيم شرع الله . فقلت له ونحن مضطرون للانضمام للجماعات لنفس السبب "" فسكت "" . وأنا فعلا كنت أؤيد تكوين جماعات وأحزاب تعارض نظام الرئيس المخلوع الذي طغى في البلاد فأكثر فيها الفساد وكنت أرى أن الخروج عليه وإسقاطه من أوجب الواجبات لأنه لا يحكم بما أنزل الله ويعادى الدين وأهل الدين ، وكنت أتعجب وأغتاظ من بعض الدعاة المنسوبين للسلفية الذين كانوا يقولون بعدم جواز الخروج على الحاكم ولو أخذ مالنا وضرب ظهورنا ، وكنت أنكر عليهم هذا الفهم الفاسد وأردد قول شيخي الشيخ عبدالله السماوي رحمه الله في قصيدة له : أقد حسبوا الرشاد لحا طوالا ومصطلحا وفقها يحفظون فما حفظوه إذ لم يظهروه علي غي الغواة المارقين فليت لحاهم كانت حشيشا فتأكله خيول المسلمين أما الآن وقد أزيح هذا الحاكم الطاغية وأوشك التخلص من نظامه فاسد بعون الله فكان يجب أن تتقلص الجماعات والأحزاب وينضم بعضها إلى بعض لا أن يتضاعف عددها أضعافا كثيرة وينشطر الحزب الواحد إلى حزبين والجماعة إلى جماعتين أو أكثر . خاصة وأن الله قدر لنا أن نختار رئيسا من بيننا ارتضيناه لأنه لم يطلب أن يكون حاكما علينا بخلاف غيره من المرشحين الإسلاميين وغيرهم ، ولأنه وعدنا أن يحكمنا بكتاب ربنا وسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) فالواجب علي الجماعات الإسلامية الآن أن تصطف صفا واحد خلف الرئيس الذي ارتضوه حتى يستطيعوا أن يقولوا لجميع الأحزاب العلمانية والليبرالية واليسارية والناصرية والساداتية والمباركية وغيرها (لا أحزاب في الإسلام ولا جماعات) . لأن الله أمرنا بالاعتصام بحبله جميعا ونهانا عن الفرقة كما ذكرنا آنفا ، وكما قال سبحانه وتعالي ( ... وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) الروم (31 ، 32) وكما قال سبحانه ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ ) الأنعام (159) فالواجب على كل مسلم ألا يحصر ولائه في جماعة أو حزب ، ولكن يكون ولاؤنا جميعا لله ولرسوله وللمؤمنين كما قال الله تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) المائدة (55 ، 56) وأخيرا فأنا أشهد شهادة لله أنني سمعت الأستاذ مجدي أحمد حسين رئيس حزب العمل الذي كان يتهمه البعض بالجنون لأنه كان يقول عن مبارك إنه خائن خيانة عظمى . سمعته يقول وحوله بعض قيادات حزب العمل : إن الرئيس مرسي لو أقام شرع الله لانضممنا له ولجماعته . وهذا نفس ما كان يقوله شيخي وأستاذي الشيخ عبدالله السماوي رحمه الله الذي اتهمه بعض قيادات الجماعات الإسلامية "" الذين كانوا تلامذته "" . أتهموه زورا وبهتانا بأنه كان يأخذ منهم البيعة ليكون خليفة المسلمين وأمير المؤمنين . وهو برئ من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب (عليه السلام) لأنه رحمه الله لم يكن يسعى لأن يكون حاكما ولكنه كان يفهم أنه ليس مهما من يحكمنا ولكن المهم أن يحكمنا ويقودنا بكتاب الله . وعندئذ يجب علينا جميعا أن نسمع له ونطيع كما أمرنا بذلك رسول (الله صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح ( اسمعوا وأطيعوا ولو أمر عليكم عبد حبشي يقودكم بكتاب الله ) . فليت المسلمين جميعا يلتفون حول الرئيس محمد مرسي ويعينوه على إقامة شرع الله وينسون جماعاتهم وأحزابهم ولا يعتزون ويتمسكون إلا بتسمية الله لهم ( ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ) الحج (78) .
*عبد الرحمن بن محمد لطفي أمين حزب العمل بالمنيا الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة