أمر الله عز وجل فى كثير من الآيات القرآنية بأن يكون المسلمون جماعة واحدة على قلب رجل واحد؛ونهى عن الفرقة والخلاف.فقال الله تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ).آل عمران (103) وقال تعالى (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ).الأنعام(159)وقال تعالى (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)الروم(32)وأمر النبى (صلى الله عليه وسلم)فى أكثر من حديث بلزوم الجماعة وبين أن يد الله مع الجماعة ،وأن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه. وان الجماعة كما هى مطلوبة فى الحضر فهى أيضا مطلوبة فى السفر لان الجماعة رحمة والفرقة عذاب فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)(اذا كنتم ثلاثة فى سفر فأمروا أحدكم).وذلك حتى تجتمع كلمة المسلمين ولا يتفرقوا والأصل أن يكون المسلمون جماعة واحدة على قلب رجل واحد وهو أمير المؤمنين وخليفة المسلمين الذى طاعته واجبة على كل المسلمين ما لم يأمر بمعصية الله.فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق وهذا الأصل لن يتحقق إلا إذا قامت دولة الإسلام. أما توحد الجماعات الإسلامية الآن فمتعذرلأسباب كثيرة منها أننا لم نجتمع على تولية قائد وأمير واحد كما أمرنا الله ومنها كذلك اختلاف العقول والأفهام والأهواء وكذلك كثرة الجماعات و الأحزاب الإسلامية التى لا تفهم الإسلام فهما صحيحا بدليل أن أعضاء هذه الجماعات والأحزاب يحصرون ولائهم فى أعضاء جماعاتهم وأحزابهم وكل جماعة أو حزب منها يريد أن ينتصر الإسلام على يده وإلا فلا انتصر. ولذلك نجد أعضاء هذه الجماعات والأحزاب لا يوالى بعضهم بعضا بل يطعن بعضهم فى بعض ويهدم بعضهم بنيان بعض ولذلك قال الشاعر الحكيم:: فلا عجب إذا ما النصر أبطى ::: ففينا عن تداركه قصور وكما قال شاعر آخر:: متى يبلغ البنيان يوما تمامه ::: إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم وقد ظهر هذا واضحا جليا فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة خاصة فى دائرة بندر ملوى ودير مواس والتى رشحنى حزب العمل الذى أتشرف بالانتماء إليه لخوضها على المقعد الفردى فئات على الرغم من أننى أكدت لقيادات الحزب أننى رغم شعبيتى الكبيرة فى هذه الدائرة إلا اننى لن أفوز إلا إذا تم تأييدى من الجماعات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.وقد طلب الحزب من جماعة الإخوان المسلمين ذلك كما طلبته أنا لكنها لم تستجب وأيدت مرشحا آخر هو المهندس مصطفى عبده الذى تقل شعبيته عن شعبيتى كثيرا ولا فخر.وسبب تأييدها له هو أنها ادعت انه ينتمى إليها مع إن حزب البناء والتنمية حديث الولادة ادعى هو الآخر انتمائه إليه وأعلن تأييده له وقد أيدت جماعة الإخوان على مقعد العمال مرشحا آخر كان ينتمى إليها ثم انضم إلى الحزب الوطنى وهو الأستاذ عبد الجابر عثمان وحجتهم فى ذلك كما قال لى مسئول الجماعة فى قرية ابشادات الأستاذ أحمد عبد العزيز أنه تاب وعاد للجماعة وعندما قلت له أن ذلك سيضعف قائمة الجماعة غضب منى وقال لى ما شانك أنت هو عمال وأنت فئات.وأكد لى انه سيؤيدنى أنا على مقعد الفئات ولن يؤيد المرشح الذي تؤيده الجماعة فقلت له إن ؛حزب النور السلفي رشح هو الآخر مرشحا على مقعد الفئات هو الدكتور مدحت عبد الجابر وأنا على استعداد أن أتنازل عن الترشح إذا تنازل احدهم للآخر وقد عرضت هذا الأمر على الحزبين النور والبناء والتنمية ولكن كلا الحزبين لمحا بل صرحا لي أن أتنازل لمرشح حزبهم دون أن يتنازل احدهما للآخر فوجدت انه لا فائدة من تنازلي فاستمررت في خوض الانتخابات وظل في نيتي إذا تنازل احدهما للآخر أن أتنازل له وهو ما لم يحدث للأسف حتى كاد يضيع المقعد منهما لصالح احد أعضاء الحزب الوطنى المنحل وهو العمدة احمد شرموخ إلا أن الله قدر وفاز بهذا المقعد الدكتور مدحت عبد الجابر مرشح الحزب السلفي ولكن الذي أحزننى في الانتخابات هو كم الإشاعات والأكاذيب التي حدثت فيها سواء من الأحزاب السلامية على بعضها البعض ومنها على مرشحى الحزب الوطنى المنحل فقد أشاع البعض أن المرشح السلفى قد تنازل عن الترشح لمصلحة مرشح حزب البناء والتنمية وأشاع من سموا أنفسهم شباب ائتلاف الثورة إن المحاسب رياض عبد الستار المرشح المستقل هو مرشح ساويرس وقالوا فى بيان منسوب لهم (لا ترشحوا ساويرس ) وقد خسر في هذه الانتخابات على مقعد الفئات المهندس مصطفى عبده الذي كان يؤيد حزب الإخوان وحزب الجماعة الإسلامية وتمت الإعادة بين الرشح لسلفي الدكتور مدحت والمرشح المستقبل العمدة احمد شرموخ ورغم تأييد الإخوان لشرموخ إلا أن التوفيق حالف المرشح السلفى .وقبل انتخابات الإعادة بيومين قابلني ثلاثة من إتباع التيار السلفى واخبرني احدهم انه يوجد لافته عند مطرانيه ملوي مكتوب عليها أن نجيب ساويرس وحزب الكتلة يؤيدون احمد شرموخ ورياض عبد الستار.وهذا ما لم أصدقه ولذلك قلت له لماذا لم تصورها؟فقال لى متورعا وهل هذا يجوز؟فقلت له لا يوجد ما يمنع جوازه.وذهبت لأتأكد من هذا الأمر فلم أجد لهذه اللافتة اثر.واشد ما المنى وأحزننى هو اننى فى اليوم الأول لإجراء الانتخابات 3/1/2012 كنت أمر أنا وزوج ابنتى أمام لجنة مدرسة التحرير فقابلنا أمير الجماعة الإسلامية أليس فلان وسمانى هو الذى دافع عنكم وسجن بسبب ذلك عدة مرات؟!فلماذا رشحتم أحدا أمامه؟فإذا بأمير الجماعة يقول إن الإخوة يتجنبون الشيخ فلان وسماني لأنه متمسك بحزب العمل الاشتراكي فغضبت من كلامه غضبا شديدا وقلت له : إننى منذ أن انضممت لحزب العمل عام 1984وهو حزب إسلامى وحتى عندما كان اشتراكيا كانت اشتراكيته هي الاشتراكية الإسلامية التى قال عنها النبي (صلى الله عليه وسلم )(الناس شركاء في ثلاثة الكلأ والماء والهواء )وقال عنها أمير الشعراء احمد شوقي في مدح النبى (صلى الله عليه وسلم )(الاشتراكيون أنت إمامهم لولا دعاوى القوم والغلواء والذي أريد أن اختم به كلمتى هو أننى إخوانى سلفى إسلامى لأننى أو إلى هؤلاء جميعا وغيرهم من المسلمين كما قال الله عز وجل(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) من سورة المائدة : آية 55 ومرشد الإخوان الأول الإمام حسن البنا رحمه الله قال : هناك ناس ليسوا معنا هم منا.فأنا من الإخوان بإقرار مرشدهم الأول رحمه الله وأنا أيضا سلفى لأن شيخى وأستاذى الشيخ عبد الله السماوي رحمه الله كان من أول دعاة السلفية في العصر الحديث بل هو أولهم في مصر علي الأقل .وأنا إسلامى لأن شيخى أيضا هو مؤسس الجماعة الإسلامية الحقيقي وأكثر قادتها الآن كانوا من تلامذته وفي أعناقهم بيعة له على إقامة الدين والتعاون على البر والتقوى ولو كنت انتمى لجماعة من هذه الجماعات أو حزب من هذه الأحزاب الإسلامية الثلاثة تنظيميا لوضعونى على رأس قوائمهم أو لأعلنوا تأييدى تأييدا صريحا على المقعد الفردى ولكنى اعتز بانتمائى لحزب العمل الذى يوالى الجميع حتى لو أدى هذا لعدم فوزى بمقعد فى مجلس الشعب وان كنت اعتب على حزبى النور والبناء والتنمية فعتابى الأكبر على جماعة الإخوان وحزبها لأنها هى الجماعة الأكبر التى كنت أتمنى تحتوى الجميع حتى يتحقق النصر .. ------------------------------------------------------------------------ التعليقات د محمد الخولي جنوب إفريقيا الأحد, 22 يناير 2012 - 10:13 am كفاية والله لن تفلحوا أبدا ما دمتم متفرقين وهذا ما يريده من يريد لمصر أن تظل تحت التبعية والانحلال افهموا أن هناك أطراف لا ترضى لكم الائتلاف الإخوان والسلفيون وغيرهم ( كل حزب بما لديهم فرحون ) وهذه مؤشرات خطيرة جدا في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ مصر فأرجو لكل من يقرأ كلمتي هذه أن يتقي الله تعالى وأن يعمل بسيرة الصالحين من قبل أسأل الله أن يوفق الإخوان والسلفين لأن يكونوا يدا واحدة وأن يكونوا رحمة للإمة لا نقمة وأن يكونوا منحة لا محنة إنه ولي ذلك والقادر عليه