طالب الدكتور حمدي السيد- نقيب الأطباء- هيئات الإغاثة والجهات المعنية الاهتمام بحل مأساة أكثر من 5000 فلسطيني عالقين في مطار العريش ولا يستطيعون العودة إلى ديارهم ومنهم 500 لم يجدوا أي حلولٍ إلا افتراش الأرض، وقد ماتت منهم مريضة بالسرطان أمس. ويأتي ذلك في المؤتمر الذي أقامته لجنة الإغاثة الإنسانية أمس بدار الحكمة بنقابة الأطباء تحت عنوان حملة الإبصار للجميع في الداخل والخارج والقوافل الإغاثية العائدة من الخارج. وأكد عبد القادر حجازي- أمين عام اللجنة- أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة والمخاطر التي يتعرَّض لها الأطباء من أمراض معدية وفتَّاكة وظروف وانتقالات قاسية، بل وتهديدات مسلحة في بعض الأحيان. وتقوم "لجنة الإغاثة الإنسانية" بتقديم خدمات طبية وجهود إغاثية في عدة دولٍ كفلسطين، ولبنان، والعراق، والصومال، والسودان، والنيجر، وكوسوفا، وكينيا، وجزر القُمر. وعرض الأطباء المشاركون في القوافل الطبية في الداخل والخارج الأنشطةَ التي قامت بها لجنة الإغاثة الإنسانية على مدى ال6 شهور الماضية في المناطق المنكوبة، والتي تعرَّضت لحروبٍ أو مجاعات أو كوارث طبيعية؛ مما أدَّى إلى أوضاع إنسانية وطبية كارثية. وأشاروا إلى أن لجنة الإغاثة الإنسانية لا تملك تمويل أنشطتها، ولكنها تعتمد في المقام الأول على التبرعات التي يقدمها فقراء الشعب المصري قبل أغنيائه، وأكدوا ضرورة الاهتمام بفلسطين والعراق. وأشاد د. جمال عبد السلام- مدير المشروعات باتحاد الأطباء العرب- بجهود أطباء اللجنة في كل الدول، وأكد أن البسطاء في المناطق المنكوبة لا يعرفون اسم الطبيب الذي يعالجهم قدر ما يرتبط في أذهانهم أنه مصري حتى أن هناك مثلاً أصبح يُضرب في السودان "الدكاترة المصريين يخلوا الأعمى يشوف والمكسح يمشي"، مؤكدًا أن هذا أثر طيب لا يمحى من القلوب. وعرض د. منصور حسن أنشطة اللجنة في جنوب لبنان منذ بدء القصف وحتى المساعدات المقدمة لنازحي نهر البارد؛ حيث توجهت قافلة طبية مجهزة بغرفة عمليات وتحمل أدوية ومستلزمات طبية ومساعدات غذائية وألبان أطفال بقيمة 2 مليون جنيه إلى النازحين الذين كانوا يعيشون في ظروف قهرية واستطاعت أن تقدم العون للآلاف من الهاربين من جحيم القصف والمصابين والمرضى وعاش الأطباء معهم الظروف القاسية وتهديد أرواحهم؛ حيث هوجموا من قبل مسلحين ونجوا من الموت بأعجوبة. وحول الأزمة الإنسانية في الصومال أكد د. أحمد رشاد أن المجتمع الصومالي أصبح يغلب عليه الأرامل والأيتام بعد 15 عامًا من الحروب، ويعاني هؤلاء من الفقر المدقع وينامون تحت الأشجار وعدد الأطباء قليل ولا خبرة لهم واستطاع وفد اللجنة أن يعاين 300 مريض يوميًَّا وعلى مدار ثلاثة شهور وتم صرف الأدوية للمرضى كما تم منح مستلزمات طبية وأدوية لمستشفيات محلية، وناشد د. رشاد القادرين أن يساهموا في بناء مصنع للأكسجين لاستحالة إجراء العمليات الجراحية بدونه بعد أن تم قصف المصنع الوحيد الذي كان يعمل هناك، كما طالب بايجاد برتوكول مع الجهات المعنية هناك لحماية الأطباء المصريين، والتنسيق مع الأممالمتحدة التي تتوافر لديها إمكانيات لنقل الأدوية والمستلزمات ولكن ينقص التنسيق، مع الاهتمام بإرسال مزيد من القوافل الطبية والسعي لتأسيس مستشفى دائم في الصومال. في السودان والنيجر نجح وفد اللجنة في أن يعالج 5000 حالة في كورديفان بالسودان، بالإضافة إلى البعثة الطبية الدائمة المتواجدة في معسكرات النازحين في دارفور، كما تسعى اللجنة إلى إقامة مستشفى دائم في ملكال في جنوب السودان، وأشار د. مجدي خروب إلى دور بعثة أطباء العيون التي ذهبت إلى النيجر والتي تعتبر أول قافلة طبية رمدية تزور النيجر، واستطاعت إجراء عدد كبير من العمليات الجراحية وقدمت العلاج لحالات كثير، موضحًا أن عدد سكان النيجر 10 ملايين نسمة ولا يوجد بها إلا 9 أطباء عيون خمسة منهم فقط يجرون العمليات. ولا يقتصر دور اللجنة على الأنشطة خارج مصر، كما أكد د. مصطفى الزغبي أنها تقدم مساعدات طبية وإغاثية داخل مصر كما حدث في حادثة قطار قليوب، وقلعة الكبش، وحريق قرية طليا بالمنوفية، والتي توجهت إليهم اللجنة فورا وقدمت المساعدات الطبية والأغذية والبطاطين، هذا بالإضافة للقوافل الطبية بالمحافظات وبالتعاون مع النقابات الفرعية، كقافلة الواحات، وقافلة المنيا، ولا يغني هذا عن المساعدات اليومية التي تقدم إلى المحتاجين من تحويلات إلى مستشفيات إلى سماعات وأجهزة تعويضية ومستلزمات طبية. وأضاف أن مشروع حق الإبصار للجميع تمكن من تقديم خدماته في محافظات القاهرة، والإسكندرية، ودمياط، والمنيا، ويجري ترتيب توجهه إلى الدقهلية وكفر الشيخ وسيستمر طوال العام وستسعى اللجنة إلى أن تغطي من خلاله كل مستشفيات مصر.