بقلم: اسعد سالم اقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن تحت الفصل السابع، له ابعاده وتداعياته الخطيرة على لبنان والمنطقة، ويشكل تهديدا للمجتمع الدولي، ويضع (سيادات) الدول في مهب الريح، وفي ذات الوقت تشكيل هذه المحكمة بتخطيط امريكي فرنسي ورضى عربي بهذا الشكل والصورة اساءة للشهيد رفيق الحريري. لقد لعب الفريق الحاكم في لبنان دورا خطيرا في انجاز هذه (السابقة) الخطيرة جزءا من مخطط امريكي لنقل الصراعات الى الساحة اللبنانية، والتنازل عن سيادة لبنان، والمساس بالوفاق والتوافق اللبناني، الذي يعتبر احد معالم وشواحد لبنان وميزاته الرئيسة. هذا الفريق، وفي مقدمته سعد الحريري وظف أموال الشهيد للاساءة اليه من خلال تشكيل المحكمة على هذا النحو ، واختلطت السياسة بالمال والتآمر بالحرص الزائف والتباكي ببيع البلد، وتجاهل الفريق المذكور المؤسسات الدستورية وقام خلسة وفي الظلام ببيع لبنان، اشباعا لحقد يعتمل في صدور اعضاء هذا الفريق، الذي ينطلق في سياساته وتوجهاته من الحرص على مصالح الغرباء وبتعليمات منهم، ركائز لهخدمة اعداء لبنان والامة كلها، وهم يعلنون ذلك في وضح النهار، غير آبهين من جر لبنان الى الفوضى والاقتتال والفتنة. لا نعتقد ان احدا لا يريد ان تصل يد العدالة الى قتلة رفيق الحريري،ولكن، يمكن الوصول الى ذلك ، بدون التفريط بسيادة لبنان، فالمحكمة الدولية ستبقي على الغموض قائما، والذين وقفوا وراء تشكيلها بكل الوسائل لا يريدون كشف الحقائق، وانما الصاق التهمة بجهات بعيدة كل البعد عن اغتيال رفيق الحريري، وبريئة من دمه، ويبدو، وكما تشير وقائع وشواهد ومجريات أحداث عديدة ان الفريق الحاكم وداعميه يخشون كشف الحقيقة، فساروا ومن يأتمرون بأمرهم نحو تشكيل واقرار المحكمة الدولية. ان قراءة متأنية سليمة في ابعاد وأهداف ونتائج اغتيال الحريري تؤكد ان امريكا واسرائيل والفريق الحاكم نفسه يقفون وراء اغتياله، وجروا قادة فرنسا بالمال والهدايا لتحويل الانظار من القتلة الحقيقيين، ومن حقنا ، ان نتساءل: من هو المستفيد من اغتيال الحريري؟! وما يحدث في مخيم نهر البارد وجر الجيش اللبناني وتعطيل المؤسسات الشرعية وتحول الفريق الحاكم الى اداوت في ايدي الصهاينة والامريكيين، يؤكد حجم التآمر الذي يستهدف لبنان، الذي ما زالت قواه الخيرة الاصيلة فيه ترفض الانجرار لتحقيق أهداف مرسومة تخدم استراتيجيتها الداعمة لاسرائيل والمعادية لشعب لبنان وشعوب الامة العربية. والذي يؤسف له، اصرار بعض الدول العربية على دعم الفريق الحاكم في لبنان، ومشاركته توجهاته السيئة الخبيثة، ورغم ادراكها كل الحقائق المتعلقة بما يجري وما يتربط بقرار تشكيل المحكمة الدولية تحت الفصل السابع وما يحتويه من مخاطر رهيبة. لقد دخل الفريق الحاكم بتصرفاته وسياساته الخندق المعادي للأمة العربية، ناقلا الصراعات الى الساحة اللبنانية ، ومشاركا في مؤامرة شريرة عدوانية تستهدف ضرب المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله، وضرب سوريا الرافضة للاستراتيجيات والسياسات الامريكية، وهذا الفريق الذي رهن نفسه لواشنطن وحلفائها لا يكن وفاء وحبا لرفيق الحريري، وقبل على نفسه بيع دم الشهيد، وبيه لبنان، لا حرص حقيقيا لديهم ولا وفاء للشهيد الحريري الذي تنفق الأموال، وتحاك المؤامرات للاساءة اليه وطمس حقيقة اغتياله تحت شعارات كاذبة جوفاء من الحرص والوفاء والسعي وراء كشف الحقائق. لقد ادخل الفريق الحاكم، سنيورة وجعجع والحريري وجنبلاط لبنان في دائرة الخطر، بعد ان باع سيادته للاشرار، رافضا الوفاق والشرعية والوحدة الوطنية، منفذا دوره التآمري على اكمل وجه. وهنا، تساؤل يفرض نفسه، بقوة: لماذا لم تتحرك واشنطن وبارس وعواصم الرّدة والارتباط بالاعداء للكشف عن قتلة الشهيد ياسر عرفات؟! ولماذا لا تتحرك هذه الجهات لمعاقبة قاتل الشهيد رشيد كرامي، الذي يسرح في لبنان، ويقود الفريق الحاكم نحو الهاوية، أليس سمير جعجع من قتل رشيد كرامي، اليس سمير جعجع من ارتكب المجازر بحق الفلسطينيين في مخيمات لبنان، ثم اليس سمير جعجع من استفاد من اغتيال رفيق الحريري، واسئلة كثيرة أخرى!