ناشدت هيئة علماء المسلمين - مجددا - المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي والعالم الحر أن يضعوا حداً للاستبداد الطاغي لقوات الاحتلال الامريكي والبريطاني واستهانتها بكرامة الإنسان العراقي كما يفعلون ذلك في مناطق أخرى من العالم أحسن حالاً من حال بلادنا. وقالت الهيئة - في تصريح صحفي - إن هذه الجرائم الوحشية تؤكد طبيعة ما يسمى ب"التحالف" الذي لا يعدو كونه تحالفاً دولياً على القتل الجماعي وتدمير منازل المدنيين على رؤوس أصحابها وتشريد الباقين منهم بذرائع بان زيفها من فرض للقانون والنظام وخطط أمنية حاقدة. وقد ادانت الهيئة هذه الأفعال المشينة محملة الاحتلال الأمريكي والبريطاني والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عنها. وكانت قوات مشتركة من الاحتلال الأمريكي والبريطاني قد قصفت قرية الدرعية التابعة لقضاء المدائن جنوب شرق بغداد بصواريخ الطائرات الحربية وقذائف الدبابات، وأدى القصف إلى استشهاد 8 مدنيين وجرح عشرات آخرين وتهديم خمسة منازل سويت بالأرض بمن فيها وإصابة عدد آخر منها بأضرار بالغة ونزوح عدد كبير من العوائل إلى مركز القضاء. وكانت الأيام الفائتة قد شهدت تعرض قرية الدرعية لاعتداءات متواصلة من قوات الاحتلال والحكومة منها استيلاء ما يسمى بمغاوير الداخلية عصر الاثنين الماضي على مسجد أبي أيوب الأنصاري بمساندة من الاحتلال الأمريكي نفسه. وقد خرج الأهالي حينها في تظاهرة عبروا خلالها عن رفضهم لجريمة الاستيلاء على المسجد ومنعهم من أداء صلاة العصر فيه، ولكن المظاهرة لم تجد آذاناً صاغية عند دعاة الديمقراطية ومروجيها من المحتلين وأعوانهم. ونتيجة لتهديد القوات المغتصبة جرت عملية نزوح جماعي للعوائل من منازلها المحيطة بالمسجد الذي تعرض جداره الخارجي للهدم على ايدي قوات الاحتلال الأمريكي قبل الاستيلاء عليه. وقد ادانت هيئة علماء المسلمين هذا الفعل الجبان واصفة اياه بانه يأتي في وقت تدعي فيه الحكومة أنها تعمل على توفير حراسات خاصة لحماية دور العبادة والمساجد من "الإرهابيين"، واضافت يبدو أن عملية الاستيلاء هذه تمثل طبيعة الحماية الحكومية هذه ومن هم الإرهابيون الذين يفسدون بلادنا. وحملت الهيئة الاحتلال والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء التي لم تكن الأولى من نوعها، مطالبة بإعادة المسجد إلى أهله فوراً. كما ناشدت الهيئة الدول والمؤسسات الإسلامية - ولا سيما منظمة المؤتمر الإسلامي - ضرورة الالتفات إلى حال المساجد في العراق التي طالها كل أنواع الأذى من اغتصاب وتدمير وإحراق وإغلاق وإهانة لوضع حد لهذه الممارسات العدوانية تجاه أطهر البقاع على وجه الأرض.